الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

سناء جبارين من أم الفحم: محنة فقدانها لزوجها قوّتها وخلقت لنفسها مساحات فنّية آخرها في سوق الناصرة

رغدة بسيوني
نُشر: 25/03/22 08:18,  حُتلن: 19:36

كل امرأة قادرة على تحقيق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!

 سناء جبارين أم لأربعة أبناء وبنات ومعلّمة فنون من أم الفحم، تملك متجرين للفنون في أم الفحم وسوق الناصرة، بعد وفاة زوجها منذ 12 عامًا، ألقيت على عاتقها مسؤولية تربية الأبناء لوحدها، ورغم كل الصّعوبات إلا أنّها استطاعت أن تخلق لنفسها مساحة فنيّة تحقق من خلالها شغفها، ومؤخرًا افتتحت متجرًا في سوق الناصرة. وحول التّحدّيات وتحقيق الذّات وعلاقتها بالفنون كان لنا حديث مع السيدة الملهمة سناء جبارين

الفن بالنسبة لك

الفن هو الانسجام والإبداع في العمل الذي تُترك وراءه بصمة إيجابية نُقدّمها للمجتمع، وأنا أحاول دائمًا أن أترك في فنّي بصمة جميلة وإيجابية. منذ سنوات وأنا أعمل في هذا المجال الذي وجدت به نفسي وشغفي وحققت من خلاله الكثير من الطموح ولا أزال، تجربتي مليئة بالكثير من الصعوبات والنجاحات التي أغنت مسيرتي وجعلتني أتطلّع دومًا نحو الأمام ونحو الآتي وتحقيق المزيد من الاحلام، وأحد من أحلامي كان افتتاح متجر للفنون في سوق الناصرة، ومنذ سنوات قليلة تمكّنت من تحقيق هذا الحلم.

الصعوبات والتحديات

واجهتني الكثير من التّحديّات، وما تزال، فالمجال الذي اخترته لم يكن سهلًا بالذّات أنّي بتّ أملك متجرين وأنا الأم والأب لأبنائي بعد أن رحل زوجي منذ 12 عامًا، وفي ذات الوقت أنا أعمل مُعلّمة للفنون في مدرسة، وهذا ضاعف من مسؤولياتي تجاه أبنائي وطُلابي ومهنتي وشغفي في الحياة، وجميع هذه المسؤوليات زادت من التّحدّي ولكنّي أحاول قدر المستطاع أن أوفّق بين كافّة الأمور لأجل تحقيق كل ما أطمح وأخطط له، وهذا هو التّحدّي العظيم.

متجر آرت لاينز في سوق الناصرة

افتتاح متجر ثان لآرت لاينز كان بمثابة تحدّ ونقلة نوعية جديدة في حياتي وخطوة أعتبرها جريئة جدًّا لكنّها منحتني أملًا جديدًا وطاقات أكبر، تُحفّزني في كُل مرّة لترك بصمة من الإبداع فيه، بالإضافة إلى الحاجة الشخصية للتغيير والتجديد في حياتي ونفسيّتي، فبعد أن كانت الفكرة تراودني بشكل كبير تمكّنت من تجسيدها على أرض الواقع بشكل يُشبهني، ومن المهم التأكيد على أنّ الهدف من المتجر في سوق الناصرة ليس ماديًّا بل نشر الفنّ والأعمال اليدوية على طريقتي في مكان عريق وله مكانة كبيرة في قلبي. حُبي وانتمائي لسوق الناصرة وأزقّته وحلمي بإعادة إحياء الذكريات في هذا المكان جعلني أخطو هذه الخطوة، فأنا أذكر السوق عندما كان في أوجه في الثمانينات عندما كنّا نأتي من جميع مناطق فلسطين لنتسوّق فيه ونستمتع بجمال مبانيه. في السوق أشعر بالانتماء والراحة النفسية، وأتمنّى أو أصل إلى مكان أبعد في مجال عملي كصاحبة متجر فنّي بهدف توسيع وتطوير الورشات التي تستقبل أهل الناصرة وضواحيها، لتحقيق جمهور أكبر يرتاد السّوق لدعم المصالح التجارية فيه وتطوير أحيائه، وعودة الحياة النابضة فيه من جديد.

الدعم والإلهام

أبنائي وعائلتي هم مصدر الإلهام والدّعم الأول بالنسبة لي في كُل خطوة أقدم عليها، ولا أستطيع إنكار أنّه قد طالتني بعض الانتقادات بسبب قراري بافتتاح فرع ثان لمتجري في سوق الناصرة، بالذات وأنني سيدة أرملة وأسكن في أم الفحم، ولكن جميع هذه الانتقادات كانت عابرة، فمسؤوليّتي وشغفي لم يتوقّفا عن السّعي لمجرّد سماع بعض الانتقادات على العكس، زاد إصراري بتحقيق حلمي ومنحني قوّة أكبر لتحقيق نجاح أكبر. 

في النهاية أقول لكل امرأة عاشت في ظل ظروف تشبه ظروفي الصعبة وكانت من مسؤولياتها أن تعيل عائلة لوحدها لأسباب متعددة منها الوفاة والفقدان، قفي وتقدّمي وآمني بنفسك بأنّك تسطيعين أن تقدّمي الأفضل لك ولمجتمع. نحن نعيش أيّامنا رغم كُل صعوباتها وتحدّياتها التي تعترض طريقنا من أجل هدفنا الأسمى وهو تحقيق ما نصبوا إليه لنترك الأثر الجميل وتحقيق طموحاتنا دون كلل أو ملل. ويجب أن يكون شهر آذار شهر الأم والمرأة والجمال نقطة تجدّد لحياة كُل امرأة بكُل معانيها كل عام وانتن المصدر الملهم لأنفسكن وللعائلة والمجتمع.

مقالات متعلقة