الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 08:02

خلاف الرأي هل يفسد للود قضية؟ واقع الناس يقول نعم/بقلم: صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 24/11/13 15:54,  حُتلن: 17:34

د.صالح نجيدات في مقاله:

الظروف والأحداث الجارية التي نعيشها وكثرة القضايا الأخلافية حولنا والتي تشكل ضغطاً على حياة الناس وأفكارهم لا يستطيع الكثير تجنب الحديث فيها أو التعليق عليها

بعض الأشخاص ينتفضون لمجرد سماع رأي مخالف لهم بغض النظر عن مدى موضوعيته وكأن لديهم حساسية من التعاطي مع بعض المسائل وخصوصا السياسية والدينية

بعض الأشخاص يتوقعون أن أصدقاءهم يشاركونهم الرأي والنظرة إلى الأمور وطريقة التفكير نفسها وعندما يجري النقاش ويظهر الاختلاف يتملكهم الشعور بالغضب بسبب هذه الفجوة

الاختلاف المبني على أسس منطقية ويطرح بأسلوب عقلاني فلا يفسد العلاقات بل بالعكس ينميها وينضجها ويزيد من التقارب الفكري والعاطفي فالطرق المختلفة تؤدي في بعض الأحيان إلى القلعة نفسها كما قال أحد الكتاب الأمريكيين

لا زالت أجواء إنتخابات المجالس المحلية تؤثر على علاقات الناس مع بعضها البعض وذلك نتيجة اختلاف الاراء، فهذا زعلان على هذا ويعتدي عليه بسبب انه لم يصوت معه، وهذا الخلاف في الرأي أفسد للود قضية، أي افسد العلاقه بين الناس لدرجه أن العائلة الواحدة انقسمت على نفسها نتيجة عدم احترام الاراء المختلفة.

البارحه ذهبت وصديقي لنعزي بوفاة رجل في احدى القرى القريبة من مدينة الناصرة وتصادف مع دخولنا للقرية دخول سيارات الشرطه هارعة لفض شجار نشب بين ابناء عائلة واحدة، بجانب بيت العزاء، بسبب ترشح مرشحان من نفس العائلة مما أدى وتسبب بعدم نجاحهما في الانتخابات وكل طرف يتهم الطرف الآخر بهذا الفشل. إن المشهد الشجار كان مخزيا ومؤلما وهمجيا أن ترى أبناء العمومة والاقارب والجيران يقذفون الحجارة على بعضهم البعض ويسببون الخسائر لبعضهم البعض، ناهيك عن الاعتقالات والبهدلات والاهانات من قبل الشرطة، كل هذا على ماذا يا اخوتي الاعزاء؟ متى نصل الى درجة الوعي واحترام آراء بعضنا البعض ؟ هل الشجار يحل مشكلة ام يعقدها ويزرع الحقد والكراهية بنفوسنا ؟

إن الظروف والأحداث الجارية التي نعيشها وكثرة القضايا الأخلافية حولنا والتي تشكل ضغطاً على حياة الناس وأفكارهم، لا يستطيع الكثير تجنب الحديث فيها أو التعليق عليها مع الآخرين سواء في اللقاءات بينهم أو من خلال وسائل الاتصال وغيرها، ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرؤى ووجهات النظر، ولكن المشكلة عندما يؤدي النقاش إلى جدال وخلاف حاد! ماالذي يوصل النقاش إلى هذا الحد؟

من خلال مشاهداتي يمكن أن أوجز المسألة في عدة نقاط:
1- بعض الأشخاص ينتفضون لمجرد سماع رأي مخالف لهم بغض النظر عن مدى موضوعيته، وكأن لديهم حساسية من التعاطي مع بعض المسائل وخصوصا السياسية والدينية.

2- في حالات أخرى يدورالحديث حول قضايا أو أحداث ولا يكون عند الأشخاص المعرفة الصحيحة أو الكافية حولها؛ لأن الغالبية تلتقط المعلومات والأخبار المنشورة هنا وهناك، أو تسمعها دون أن تتأكد من علاقتها بالسياق العام وبالصورة الكلية للقضية، ولأنهم لا يحرصون على الوصول إلى الحقائق والاستفادة مما يقال لهم تجدهم يجادلون حتى ولو ذكرت المعلومات والتفاصيل الصحيحة.

3- هناك فئة من الناس لديها الاستعداد للخوض في أي موضوع، ومنهم من لا يحترم نفسه ويقر بأنه لا يستطيع أن يبدي رأيه لأنه غير متخصص، أو غير مطلع، أو أن الموضوع لا يدخل ضمن دائرة اهتماماته، والنتيجة جدال عقيم.

4- تفاوت القيم والتوجهات بين الأشخاص ينعكس على نظرتهم وتقييمهم للأحداث والقضايا السياسية والاجتماعية وبالتالي تختلف أو تتناقض مواقفهم.

5- عندما تبنى الأفكار والمواقف وفقا لمصالح اجتماعية أو سياسية أو بتأثير أشخاص أو جهات لها مكانة معينة فليس من السهل تقبل الآراء المغايرة.

6- أحيانا لا يكون موضوع النقاش هو مصدر الخلاف ولكن لسبب آخر غير معلن أو بسبب عدم ملاءمة الوقت.

7- بعض الأشخاص يتوقعون أن أصدقاءهم يشاركونهم الرأي والنظرة إلى الأمور وطريقة التفكير نفسها، وعندما يجري النقاش ويظهر الاختلاف يتملكهم الشعور بالغضب بسبب هذه الفجوة.

الرأي لا يفسد للود قضية
من الأقوال المعروفة عن الاختلاف عبارة "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" وهي فكرة صحيحة من حيث المبدأ، ولكن ماذا إذا لم يراع الطرفان أصول وآداب النقاش، ولم يكن لدى أحدهما أو كليهما منظور صحيح لما يحدث؟ ماذا لو امتد الجدل إلى أبعد من الموضوع ودخل في مجال النوايا والتوجهات الشخصية؟ هل يستمر الود؟
لا أعتقد، بل لا يمكن أن يصل الخلاف إلى هذا الحد بين أشخاص يحملون أساسا مشاعر ود، أما الاختلاف المبني على أسس منطقية ويطرح بأسلوب عقلاني فلا يفسد العلاقات، بل بالعكس ينميها وينضجها ويزيد من التقارب الفكري والعاطفي، فالطرق المختلفة تؤدي في بعض الأحيان إلى القلعة نفسها كما قال أحد الكتاب الأمريكيين .
ليس العجب أن يختلف الناس في أذواقهم وميولهم ولكن العجب أن يختلفوا من أجل اختلاف الرأي . هنالك مثل يقول : "لولا اختلاف الاذواق لبارت السلع " أي لم نجد من يشتريها وكذلك الحال في الاراء , لولا تنوعها لاصبحت الحياة لا تساوي شيئا ومسخ الجمال منها , فتنوع الاراء مثل تعدد الوان ما يسمى بقوس قزح , والاختلاف نعمه لانه يقوي الفكر ويطوره لان الذي يخالفنا الرأي ينظر الى المساله من زوايا اخرى . فالاختلاف بين الناس هي سنه كونيه . ولذلك يجب أن نفهم ذلك ولا نزعل أو نغضب على الآخر لانه يخالفنا في الرأي .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة