الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 22:02

إعلان حالة طوارئ في سلك التربية والتعليم في مجتمعنا!/ بقلم: النائب عيساوي فريج

كل العرب
نُشر: 04/09/13 09:21,  حُتلن: 07:59

النائب عيساوي فريج في مقاله:

كانت الصدمة بأن أجد تدريج تحصيل كفرقاسم في امتحان البجروت هو 24.7 أي الخانة 149 من اصل 152

وعي الإنسان هو بوصلته وهذه البوصلة تجمع في البيت أولا ومن ثم في المدارس في كل مراحلها ومن ثم في الجماعات والأطر الاخرى

هذا يوم أسود لنا كمواطنين ويوم أغبر لقسم التربية والتعليم في مدينتنا الحبيبة فكيف يحصل هذا في بلد مثل كفرقاسم التي تحظى في مكان جغرافي متميز ووضع مادي واجتماعي عال؟

هذا التصنيف يدرجنا في خانة العار التي هي نفسها السبب من وراء الجريمة والبطالة والفقر والتوتر في مجتمعنا العربي والمدارس هي اهم اذرع العمل لبناء الانسان الذي بدوره يبني المجتمع

ما نزرعه اليوم نحصده بعد سنين والجريمة والبطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية القاتلة التي نحيا اليوم هي حصاد سنين من الزراعة الخاطئة وما حصل في دبورية هو أكبر دليل أن مرتكب الجريمة فاقد لبوصلته ولإنسانيته

هذا التصنيف وهذا الوضع يملي علينا أن نعلن حالة الطوارئ في مجال التربية والتعليم وأنا أطلب من جارنا وزير التربية والتعليم " شاي بيرون" المساعدة لأن على المؤسسة أن تساعدنا من أجل أن ننقذ أنفسنا

على وزارة التربية والتعليم أن تراقب عن كثب ما يحدث في مدارسنا وأن تراقب مدراء اقسام التربية والتعليم في البلديات وعدم السماح بتوظيف اشخاص غير مناسبين في وظائف التربية والتعليم

في صباح اليوم وانا استعد ليوم العمل، اتصفح جريدة الصباح وإذ بكشف شامل عن تحصيل الثانويات في المجتمع العربي داخل اسرائيل، بدأت أقرا سلم التصنيف وأرى أن البلدة الأولى هي " كوخاب ياير" فإستكملت بالبحث في السلم متشوقا لأرى اسم بلدي، وهنا كانت الصدمة بأن أجد تدريج تحصيل كفرقاسم في امتحان البجروت هو 24.7 أي الخانة 149 من اصل 152!


هذا يا اهلي وناسي هو العلم الاسود الذي يخيم على بلدنا والمصيبة أن هذا هو نفسه الحال في باقي البلدان العربية التي لم تنتصر في معركة العلم! هذا يوم أسود لنا كمواطنين ويوم أغبر لقسم التربية والتعليم في مدينتنا الحبيبة. كيف يحصل هذا في بلد مثل كفرقاسم التي تحظى في مكان جغرافي متميز ووضع مادي واجتماعي عال، كيف يحصل هذا في بلد لها امجاد وتاريخ، بها مثقفين، كتاب، قيادة سياسية، رجال دين، مدراء ومعلمين؟

خانة العار
هذا التصنيف يدرجنا في خانة العار التي هي نفسها السبب وراء الجريمة، البطالة، الفقر والتوتر في مجتمعنا العربي. إن المدارس هي اهم اذرع العمل لبناء الانسان الذي بدوره يبني المجتمع، ماذا نتوقع من مجتمع لا يحافظ على صناعة الانسان بل ويخرب الاداة الاساسية؟ كيف لمجتمعنا أن يتغلب على الفقر إن لم يكون متعلما؟ كيف لأبنائنا وبناتنا أن يدخلوا إلى الحياة العملية ويتقدمون دون شهادة دخول الى المجتمع؟ كيف سنحارب الجريمة ونحن نرمي بأولادنا الى التهلكة ولا نرشدهم الى الصواب ولا نضعهم بأطر تصنع منهم رجال مجتمع ونساء فاضلات؟ كيف سنحارب العنصرية ونحن ندمر المنشأ الاساسي لتوعية الانسان وتفتيح آفاقه؟ وعي الإنسان هو بوصلته، وهذه البوصلة تجمع في البيت أولا ومن ثم في المدارس في كل مراحلها ومن ثم في الجماعات والأطر الأخرى، كيف سنضمن بيتا دافئا وأهلا واعين إذ هم أنفسهم فاقدون للبوصلة؟ إن ما نزرعه اليوم نحصده بعد سنين، إن الجريمة، البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية القاتلة التي نحياها اليوم هي حصاد سنين من الزراعة الخاطئة. ما حصل في دبورية من جريمة تقشعر لها الابدان هو أكبر دليل أن مرتكب الجريمة فاقد لبوصلته ولإنسانيته.

حالة الطوارئ
هذا التصنيف وهذا الوضع يملي علينا أن نعلن حالة الطوارئ في مجال التربية والتعليم، أنا أطلب من جارنا وزير التربية والتعليم " شاي بيرون" المساعدة لأن على المؤسسة أن تساعدنا من أجل أن ننقذ أنفسنا. إن عدم تحمل المسؤولية هو إستمرار في هذه الكارثة والسلطة المحلية وقسم التربية والتعليم مذنبين بنفس القدر. لن أخجل بأن اقول إن سياستنا العائلية الحمائلية تنهش بهيكلنا وتدمره، فهذه السياسة هي التي تعين بالواسطة من هو ليس بكفء في وظائف التعليم، يتم تعيينهم حسب إسم العائلة وليس حسب الكفاءة والقدرة. أخاف أن المساعدة والإنقاذ لن تأتي منا، وعلى المؤسسة أن تتدخل بصورة جدية وصارمة بما يحدث هنا في بلدتنا وسائر البلدات العربية في اسرائيل. إن نهج المؤسسة بأن يقولوا عنا "هذا خيارهم وفخار يكسر بعضوا" يجب أن لا يستمر، هذه السياسة تقتلنا وتهدم مجتمعنا وتضر بنا وبالدولة معا.

التعيينات العائلية
على وزارة التربية والتعليم أن تراقب عن كثب ما يحدث في مدارسنا وأن تراقب مدراء اقسام التربية والتعليم في البلديات وعدم السماح بتوظيف اشخاص غير مناسبين في وظائف التربية والتعليم. أنا من هنا ايضا أطالب المواطنين العرب ألا يوافقوا على هذه السياسة القاتلة، حاربوا التعيينات العائلية حتى لو حسبتم أنكم سوف تستفيدون، ففي نهاية هذه السياسة سوف نخسر جميعا بسببها. اتمنى أن تقلق هذه النتائج الجميع، مثلما اقلقتني واذعرتني، وأن تكون هناك ردة فعل مناسبة وعمل جدي بالمستوى المحلي وعلى مستوى وزارة التربية والتعليم، سوف أستغل منصبي كنائب في الكنيست من اجل قلب هذه المعادلة لأن نتاج هذه المعادلة غاز سام نستنشقه دون أن نشعر به.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة