الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:02

القليل عن الرسوم المتحركة...


نُشر: 13/06/07 07:53

تلعب الرسوم المتحركة دورا مهما في تكوين شخصية الطفل ، و رسم ملامح هذه الشخصية، وهي تحتل مكانة خاصة في أعماقه ، لأنها تقدم له –في قالب جميل – كل ما تهفو إليه نفسه من عوالم ساحرة يحلم بها ، أو قصص جذابة تدور أحداثها في أجواء من الخيال ....

 

من خلال ذلك ينجذب إلى هذه الرسوم، و يرتبط بها ، و ينتظر وقتها بفارغ الصبر ، فإذا جلس أمام الشاشة نراه مشدودا إليها ، منجذبا إلى أحداثها في تركيز وانفعال شديدين ، ولا عجب في ذلك ، فللرسوم المتحركة سحرها الخاص و لغتها المميزة ، و إن فيها خروجا عن المألوف ،و حرية واسعة في التعبير ، و قدرة هائلة على الإبداع .



لمحة تاريخية
تشكل الرسوم المتحركة فرعا مستقلا في فن "الفيلم" ، وقد ولدت الصور المتحركة على يد الفنان "إميل رينو" عندما اخترع في نهاية القرن 19 جهازا يسمى "البراكسينوسكب " يعمل بطريقة دورة المقبض المحرك" يسمح هذا الجهاز لأي شخص بالنظر من خلال ثقب ورؤية صور تمر بتتابع سريع موهمة إياه بأنها تتحرك1 . لكن بداية فن التحريك بدأت رسميا على يد " إميل كول " باعتباره أول فنان مؤسس لهذا الفن ، وكانت أفلامه قصيرة جدا ، وظهرت أولاها في 1908-1909 ... أما شخصياته فكانت تشبه أعواد الثقاب... واعتبرت أفلامه جزءا من فن الفانتاسماغوري (Fantasmagorie) وهو فن إظهار أشباح نورانية في مكان مظلم.

 

ومن بين أوائل أفلام الكرتون المقدمة في العالم "الديناصور المديد" عرض سنة 1909 وأعده وينسور ماك كاي في أمريكا وقد أدرك المنتج الغربي قيمة الأفلام المتحركة و شعبيتها، فأنتج أفلاما طويلة للكبار، كما وظفت الرسوم المتحركة في البرامج الثقافية والرياضية والتعليمية، و تم استعمالها في الإعلانات التلفزيونية "وما شخصية بوباي البحار التي اشتهرت في أنحاء العالم، إلا شخصية ابتكرها (ا.س.ز.سيفر) لاستخدامها في الدعاية للسبانخ المعلبة3 " فاشتهر بوباي الذي كان يرسمه و يحركه الفنان ماكس فليشر النمساوي المقيم في أمريكا.

وكانت أفلامه ومسلسلاته القصيرة منافسة دائمة لأفلام والت ديزني .هذا ويعتبر والت ديزني الإيرلندي الأصل أشهر محرك للصور في العالم ، فقد استطاع بمهارته وذكائه تحقيق توظيف متكامل لهذا الفن .



ونستطيع أن نقول إن الرسوم المتحركة كانت ومازالت المادة الأولى المفضلة عند الطفل، لأنها تناسب سنه و تفكيره و إدراكه و ميولاته ، فالطفل مجبول على حب الصورة المعبرة و الألوان الجميلة، كما أنه معروف بتعلقه بقصص البطولة الخارقة ، و الخيال المحلق و أحداث المغامرات، لذلك نجده مع الرسوم المتحركة يتجول في عوالم أخرى فيها الغموض و الأعاجيب، و قصص الساحرات، و العمالقة ...إنها عوالم تختلف عن واقعه، تشبع خياله من جهة، وتناسب إدراكه وقدرته على الفهم من جهة أخرى.



إن ما يعزز تعلق الطفل بالرسوم المتحركة ، كونها تتوفر على ميزة خاصة، فشخصيات أبطالها ثابتة لا تتبدل من مسلسل إلى آخر، كما تحافظ على أنماط السلوك نفسها، و طريقة التفكير، و موقفها من الحياة ، بعكس الأبطال في أفلام و مسلسلات الكبار، الذين تتغير أدوارهم من فيلم لآخر ومن مسلسل إلى آخر، وهذا ما يريح الطفل نفسيا، و يتناسب مع سنه و وعيه.

مقالات متعلقة