الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 14:01

الثقافة العربية ليست عنيفة - إنه الإهمال/ بقلم: علا نجمي وروت ليفين

علا نجمي وروت
نُشر: 01/09/19 12:12,  حُتلن: 18:00

علا نجمي وروت ليفين:

العنف في المجتمع العربي ليس ظاهرة "ثقافية"، والحقيقة ان هذه الظاهرة هي جديدة نسبيًّا

هنالك ما يمكن عمله من أجل مكافحة العنف في المجتمع العربي. هنالك مسؤولية على القيادة العربية. هنالك مسؤولية على المجتمع

وصل لموقع العرب بيان من جمعيّة مبادرات ابراهيم يقول: " لا يتمتع المواطنون العرب في إسرائيل بإمتياز المشاركة في الدّراما السياسية للانتخابات – المناورات في حزب "ازرق ابيض"، وشارب عمير بيرتس، وذلك بسبب تعرضهم اليومي لأحداث العنف القاسية. فخلال شهر آب وحده قُتل تسعة مواطنين عرب. الأحداث تختلف: مقتل إمراة طعنًا بالسّكين على يد زوجها: مقتل شاب (20 عامًا) خلال مشاركته في جنازة ابن عمه الذي قُتل في اليوم السابق، حادثة قتل في حديقة عامة، إطلاق نار لسبب مجهول او ربما خطأ في هوية الضحيّة وإطلاق عيارات نارية خلال شجار بين عائلات. هذا بالإضافة الى سلسلة الشجارات وإطلاق النّار وحوادث السّرقة وما شابه. فمنذ بداية عام 2019، لقي 49 شخصًا حتفهم قتلًا من المجتمع العربي.

المجتمع العربي ينزف. وفق تقرير الأمن الشخصي والجماهيري الذي أصدرته "مبادرات إبراهيم" ونشر مؤخرًا، فان أكثر من ثلث المواطنين العرب يشعرون بعدم الأمان في بلداتهم. وما يقارب 61% من القتلى عام 2018 كانوا مواطنين ومواطنات عرب، ثلاثة أضعاف من نسبتهم في إسرائيل. فليس من المفاجئ أن يشعر النّاس بالخوف بالخروج من بيتهم.

بعكس الحوار المألوف، الذي ضج به الاعلام ومواقع التواصل في أعقاب تصريح الإعلامي يارون لندن، فإن العنف في المجتمع العربي ليس ظاهرة "ثقافية"، والحقيقة ان هذه الظاهرة هي جديدة نسبيًّا، جيل الإباء والأجداد في المجتمع العربي لا يذكر العيش في مثل هذا الخوف.

ولكن بعد عشرات السنوات من الإهمال من قبل مؤسسات الدولة، فإن تواجد الشرطة الضئيل ومعاملة المواطنين العرب "كأعداء"، ومع انتشار ظاهرة الفقر، وارتفاع في ضائقة الأراضي، ووصول الصراع المتمثل بالانتقال من المجتمع التقليدي الى المجتمع الحديث، الى ذروته – نحن نرى النتائج على أرض الواقع. السلاح الناري غير المرّخص، وفق التقديرات، متواجد لدى اسرة واحدة بين كل أربعة أُسر في المجتمع العربي، ويحوّل كل صراع بسيط الى ساحة دمويّة. الفقر وعدد الوظائف القليلة في البلدات العربية يزيدون من التوتر بين العائلات.

واذا لم يكن ذلك كافيًا، فان النجاح في القضاء على منظمات الاجرام في المجتمع اليهودي قد ترك فراغًا دخلت اليه منظمات الاجرام العربية – والشرطة لم تعالج الامر في الوقت المناسب. والمدنيين الأبرياء هم الذين يدفعون الثمن.

كل قرض مالي في السوق السوداء هو نتاج عدم مقدرة العديد من المواطنين العرب بالحصول على قرض من البنك بسبب قوميتهم، تدفع المواطنين العرب الى الارتباط مع المجرمين المدعومين من منظمات الاجرام للحصول على قرض وهذه الفكرة بحد ذاتها تثير الرعب.

هنالك ما يمكن عمله من أجل مكافحة العنف في المجتمع العربي. هنالك مسؤولية على القيادة العربية. هنالك مسؤولية على المجتمع. ولكن بدون نشاطات وتعاون من قِبل الحكومة والشرطة لن نحظى بالنتائج المرجوة.

رأينا خطوات هامة خلال السنوات الأخيرة، مثل إقامة مديرية تحسين خدمات الشرطة في المجتمع العربي، وإقامة محطات شرطة جديدة. ولكن الميزانيات لإقامة محطات إضافية، في خطر، وخطوات ضرورية إضافية لم تخرج الى حيز التنفيذ.

مطلوب رؤية منهجية واسعة النطاق بمشاركة أعضاء من كل الوزارات الحكومية المتعلقة بالموضوع للاهتمام بكل العوامل التي تؤدي للعنف في المجتمع العربي. لكي يحدث هذا الأمر، هنالك حاجة الى التزام من المستوى السياسي، وهذا الالتزام مطلوب فورًا.

مع اقتراب الانتخابات للكنيست الـ22، كل حزب وكل مرشح ومرشحة عليه ان يتذكروا بأن خُمس مواطني الدولة، يخافون الخروج الى الشوارع. في الوقت الذي تلتفت فيه الأنظار الى اليسار واليمين، يعرف المواطنين العرب بان التفاتهم الى اليمين واليسار في الشارع يمكن ان ينقذهم من رصاصة طائشة.

كاتبتا المقال: مديرتان مشاركتان لمشروع "مجتمع آمن"، جمعية مبادرات ابراهيم


روت ليفين


علا نجمي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة