الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 02:02

كورونا السياسة: لماذا هي أخطر على العرب ! - بقلم: احمد العدنان محاميد

احمد العدنان محاميد
نُشر: 27/03/20 17:33,  حُتلن: 17:36

لماذا تفاجأ أعضاء الكنيست العرب من الخطوة التي قام بها رئيس حزب "كحول لافان" ؟ لأنهم كاطفال السياسة في كل أنحاء العالم، يفتقرون إلى الرؤيا الشمولية وإلى العمق الواقعي في رؤيتهم للواقع السياسي الإسرائيلي. فبعد أن فقدوا عذريتهم السياسية ضمن مغامرة غرامية عابرة مع "بني جانتس"، فها هم يعبّرون عن دهشتهم من الخطوة التي قام بها "جانتس" وتحالفه مع بنيامين نتنياهو بهدف تشكيل حكومة يمينية جديدة. وكأن المكتوب لم يكن ليقرأ من ألف عنوان ؟ وكأنه المؤمن لم يلدغ من ذات الحُجر مرتين في الشهر ؟

وبالطبع فإن لا أحد من أعضاء الكنيست العرب العرب سيدفع الثمن، لأنه "يدرك في مكان ما" أن ليس هناك من يحاسبه، غير يوم الإنتخابات. يوم يذهبون إلى مكبرات الصوت في المساجد والكنائس لاستجداء المصوتين للخروج للتصويت ويوم تتجول السيارات المحمّلة بمكبرات الصوت لإخراج الجماهير المنخذلة من مواقفهم للتصويت.

كيف تحوّل الزمن ؟ وكيف أصبح أمرا عاديا أن يقوم أعضاء الكنيست العرب بمنح ثقتهم إلى رؤساء أحزاب صهيونية لقيادة الحكومة ؟ كيف أصبح أمرا عاديا أن يمنح أبناء الجيل الثاني والثالث لحركات وطنية حقيقية صوتهم لصالح الأحزاب الصهيونية، وكيف يمكنهم أن يفسروا لجماهيرهم أن لا يقوموا بالتصويت مباشرة للأحزاب الصهيونية ذاتها ؟ أم أنهم يحلمون في أن يصبحوا وزراء في حكومة إسرائيل؟ وهل هذه الإعاقة الأخلاقية هي جزء من المراهقة السياسية لهؤلاء الذين وكأنهم أصبحوا قادة شعب ؟ أولم ننبههم؟ أولم توقظهم آلاف النواقيس ؟ أولم يستوعبوا الخريطة السياسية التي تعيشها هذه البلاد؟

لقد ناقشت شخصيا هذا الموضوع في أكثر من مقالة وقد تنبأت بحدوث هذا الأمر. حتى أنه لم يكن من العبقرية أن أتنبأ به فالصورة واضحة كالشمس الساطعة في كبد السماء، أن الواقع السياسي الإسرائيلي غير ناضج، لا بل ويعادي كليّا، مبدأ مشاركة "العرب" في حكومة إسرائيلية.

هنالك محطات في حياة الأشخاص وفي حياة الشعوب يجب أن يقفوا فيها ويعترفوا بأن رهانهم كان خاطئ ومسيء، وهذا من شيّم العظماء. وهذا هو الوقت ليقف من يجب أن يقف ويقول الحقيقة وأن يطرح الرؤيا الثابتة لمبدأ العمل السياسي في المشهد الإسرائيلي.

مقالات متعلقة