الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 09:01

إلى ابنتنا الغالية كرمل/ بقلم: أحمد ياسين

أحمد ياسين
نُشر: 12/07/18 11:10

كرمل، سأفعل المستحيل لتكوني ما تريدين. سأحاول جاهداً أن أكون الأب المثالي للبنت الفلسطينية العربية الجميلة القوية

يصادف هذا الشهر، تموز من عام ألفينِ وثمانية عشر، مناسبةً سعيدةً جداً. في هذا الشهر الجميل سوف نستقبلك ان شاء الله. في هذا الشهر عاد مغتربو رام الله لاستقبالك، وبدأت المهرجانات والاحتفالات تعم شوارع المدينة رقصاً لقدومك.

خلال الأشهر التسع الماضية، شاهدتك تكبرين في رحم والدتك، يوماً بعد يومٍ ازداد ارتباطي فيكِ وشعرت بهذا التواصل الرهيب الذي تعجز كل كلماتلغات العالم قاطبةً أن توصفه! لن أدّعي أنني تألمت، أو شعرتُ بأيٍ من الأوجاعِ، فأمكِ الرائعة القوية تحملت وما زالت تتحمل بفضلِ الله مشاق وآلاموتعب الحملِ الجميل. نعم، لا ذَكر فينا يستطيع تحمل ما مرت وتمر به والدتك.

حبيبتي كرمل، أكتب لكِ اليوم وأنا في شوقٍ كبير لملاقاتك، أكتب لكِ وقد راودتني أحلامٌ سعيدة تتعلق بك. نعم لقد رأيتك في منامي أكثر من مرة؛
لاعبتك،وداعبتك، ورأيت كل ملامحك. إنني أحبك كثيراً. لا أخفيك سراً؛ فمرحلة التحضيرات كانت الأمتع في حياتي. فعيناي كانت تبرق عند رؤية ملابسك الجميلة التي أحضرتها والدتك، وكنت أعيش في حلمٍ عند شراء ملابس لك. وكنت وما زلت أرى سعادة والدتك بالتجهيز لغرفتك الجميلة.

كرمل؛ أطلقنا عليك هذا الاسم تيمناً بمدينة حيفا وجبلها الشامخ العربي الفلسطيني، الكرمل. أنتِ كرملنا وبحرنا وهواؤنا، وحياتنا. حيفا لنا والكرمل لنا؛ فأنت علمٌ من أعلام فلسطين الشامخة.

حبيبتي، أشتاق لكِ ولضرباتك في رحم أمك! كنت أتحدث معك كثيراً، وكنتِ تسمعين صوتي وتتفاعلين. كنت تتراقصين عند سماع الأغاني وتخشعين عند سماع القرآن. لم أتحدث معك منذ فترة، ولَم أشعر بضرباتك، فالوضع هنا معقد. اضطرت أمك للرحيل لبيت أهلها للتحضير للولادة في دولتنا المحتلة، كي تحصلين على جنسيةٍ فرضت علينا! إنها أصعب الأيام صدقيني! ولكنني أواسي نفسي بأنني سأحتضنك وسألاعبك قريباً. عندما تكبرين قليلاً، سأخبرك بمشاكل هويتنا وباحتلالنا وبالوضع السياسي، ولكن اليوم، أريد فقط أن أعبر لكِ عن حجم الاشتياق.

كرمل، ستكونين نجمةً في سمائنا وقمراً في حياتنا. الحميع بانتظارك، أنا ووالدتك، وأجدادك وجداتك، وعماتك وعمك وخالتك وخالك. كرمل، سأفعل المستحيل لتكوني ما تريدين. سأحاول جاهداً أن أكون الأب المثالي للبنت الفلسطينية العربية الجميلة القوية. حفظك الله ورعاكِ ونتشوق لرؤيتكِ سالمةً معافيةً إن شاء الله نحبك من كل قلوبنا. الثامن من تموز؛ الساعة الثامنة مساءً، من قلب مدينة رام الله.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة