الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 12:02

ملاحظات أولية حول البيان التأسيسي لحزب الوحدة الشعبية/ بقلم: أليف صباغ

أليف صباغ
نُشر: 19/07/19 17:50,  حُتلن: 21:28


نشرت وسائل الاعلام المحلية قبل أيام نصا لما سمي ب" البيان التأسيسي لحزب الوحدة الشعبية"، وبيس غريبا ان تنشأ أحزابا جديدة في ظل ازمة حادة تعاني منها الأحزاب القائمة، تلك التي لم تستطع فهم المتغيرات الحاصلة في مجتمعنا الصغير، والتحديات الجديدة التي تواجهه وتواجه شعبنا ومشروعه الوطني التحرري عامة. ورأيت من المناسب ان أسجل بعض الملاحظات، خاصة انني لا استطيع ، لأسباب خاصة، المشاركة في جلسات المؤتمر المزمع انعقاده يوم السبت المقبل.
لا بد أولاً، من تسجيل اعجابي بمقدمة البيان وخاصة تلك الجملة /الفكرة التي تقول: ان مهمة الحزب هي "استعادة الشعب لإرادته.....الخ".
اما بالنسبة لمضمون البيان أقول:
1. كنت افضل ان يتضمن البيان قبل كل شئ إجابة للسؤال، لماذا توجد حاجة لحزب جديد؟ ما هي خصوصيته ؟ وبماذا يختلف عن الأحزاب الأخرى؟
2. يفرض في الحزب، كل حزب، في خضم استعداده لمؤتمره الأول ان يضع امام جمهور الهدف نص وثيقة تأسيسية تحدد رؤيته المبدئية او العامة لحل القضايا التي تواجه هذا الجمهور، وان يضع لنفسه مسوّدة دستور يحدد شكله التنظيمي والتزامات هيئاته القاعدية والقيادية والعلاقة بينهم. وهذا ما لم اجده هنا. ولكنه قد يأتي لاحقا.
3. من يقرأ البيان المذكور، لا يجد الفرق بين الوثيقة التأسيسية لحزب والبرنامج الانتخابي للبرلمان/ للكنيست. فالوثيقة التأسيسية يُفترض ان تعبر عن مبادى ثابتة موجِّهة للحزب، اما البرامج السياسية فهي منبثقة من الوثيقة التأسيسية، وبالتالي تتغير وتتبدل وفق المرحلة السياسية التي يعيشها الشعب، قد يتفق عليها كل الحزب او غالبيته، ولكنها لا تحدد هويته، وبالتالي فهل يصح ان يحدد الحزب مهمات سياسية عينية مثل تشكيل "كتلة مانعة في الكنيست" كجزء من الوثيقة التأسيسية للحزب؟ وإذا ما كان طموح المؤسسين إنشاء تيار وطني مركزي، يحمل مشروعا وطنيا جامعا، فكيف تكون هويته مشروطة ببرنامج محدد في برلمان صهيوني عنصري معاد لكل ما هو وطني في نظرنا كفلسطينيين؟ وهنا لا بد ان أسأل مؤسسي الحزب، ماذا عن أولئك الذين نفضوا أيديهم من الكنيست، ووضعوا نصب اعينهم أولوية بناء هيئة وطنية عليا لشعبنا، تحمل مشروعا وطنيا له خصوصيته ضمن المشروع الوطني الفلسطيني العام؟ وقد لا يكون لهذه الخصوصية علاقة بالكنيست، وانما علاقتها بشعبنا، ولكوننا شعبا أصلانيا، نعيش في وطننا، وبالذات، لان نظام الحكم والدولة لا يعبرون عن وطنيّتنا.
4. لفت انتباهي ايضا مقولة " نحن أقلية عربية فلسطينية في هذه البلاد".. لماذا "هذه البلاد"، لا أفهم لماذا تستخدم هذه الكلمة هنا، وفي ادبيات بعض الأحزاب الاخرى؟ ألسنا جزءً من الشعب الفلسطيني؟ نعيش في وطننا/ بلادنا واسمها فلسطين؟ لماذا لا نسمي الوطن باسمه وهو وطننا؟ وهنا لا بد من التفريق بين اسم الوطن واسم الدولة. وللتذكير، مهما تبدلت الدول يبقى اسم الوطن لا يتغير، وهو فلسطين.
5. اما بالنسبة الى ما جاء تحت بند الأهداف، لا بد من التأكيد بأن وثيقة "الرؤية المستقبلية" هي وثيقة هامة، لا بد ان تؤخذ بعين الاعتبار، ولكنها وثيقة وُضعت في العام 2006 وبعد ذلك بعام واحد وضعت الأمم المتحدة وثيقة في غاية الأهمية، هي وثيقة حقوق الشعوب الأصلانيّة ونحن منهم. وبالتالي، اعتقد ان عدم الاشارة الى وثيقة حقوق الشعوب الأصلانية سقط سهوا، ولو وضعت وثيقة الرؤية المستقبلية بعد العام 2007 لما مرت دون التطرق الى حقوقنا كشعب اصلاني.
6. لا بد من التفريق أيضا بين الأهداف وبين البرامج العينية، ان كانت اجتماعية او سياسية، فمثلا، برنامج مكافحة العنف كما ورد في البيان، وبرامج أخرى ذكرها البيان، لا بد ان يأتي ضمن برامج الحزب الاجتماعية والسياسية، ولكنه ليس ضمن الأهداف او الرؤية المستقبلية، التي يفترض، في تقديري، ان تكون أوسع واشمل من البرامج العينية.
وأخيرا، يبدو لي ان ما جاء في البيان التأسيسي يعبر عن رؤية لقائمة انتخابية، وليس لحزب سياسي وطني، يحمل مشروعا وطنيا عاما لمجمل المكونات السياسية والاجتماعية لشعبنا. قد تكون الكنيست ساحة لعمله وقد لا تكون.
أقول هذا لا نقدا سلبيا، بل اراه ملاحظات بناءة ، ومعالجتها بصدور رحبة يمكن ان تفسح المجال لانضمام اكبر قدر ممكن من المؤيدين، من الداعمين للمشاركة في انتخابات الكنيست وكذلك من المقاطعين لها ويرون في تنظيمنا الذاتي وانتخاب هيئاتنا الوطنية مهمات عليا، ضمن المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، بعيدا عن الكنيست.

اليف صباغ 18/7/2019

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com   


 

مقالات متعلقة