الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 10:01

حلم

بقلم: رشا وتد

رشا وتد
نُشر: 10/07/21 13:44

كانت قطرات الطل تتساقط شهبا على اطراف جسدي
والرياح تراقص شعري بين جفنات العنب
بصالة سقفها اللانهائي والابدي
ترانيم أوراق الشجر تعزف مقطوعة خالدة
سيمفونية، وكنت اترنح بين ذلك الحقل الرطب،سجادتي
العشب الأخضر وجداريتي العوسج والزعتر
والأفق بعيدا وابيض، لم يمسسه ويدنسه بركان البشرية
الملطخ، الدم المنسكب حولي شفق الأصيل
فراشة روحي تسكب على الطريق الاف النجمات
العابقة بأقحوان مرصع بحضن أطراف الطريق
كنت هناك بروحي وعذريتها الأبدية تتواثب
مع شدن الجبال على الصخور البازلتية الساقطة
مع نيازك الغضب البرقية تضرب بكارة الأرض
الخصبة المتعطشة لزخات المطر
كنت ايقونة البشري الأول ، لم يسفح يراع الدهر
حكايته ولم يطرز الزمان لي أسماله
روح تتوق لرعيل السحاب شفافة كالسراب
لا صوت ، لا لحن ، لا نعيب لا بكاء
لا ذهاب لا أياب
اصفررت ، اخضررت ، جفت انهر عروقي
تساميت مع بخار البحيرات
تجردت من أدميتي وافترشت ادمتي
أمتزجت بألوان الطيف ولم يعد لي وجود
هواجس روحي تلاشت، وتوجت بشذرات
رحيق بتلات الزهر المسافر بنسائم الصباح.
أفنان الحور والقيقب يرمين حبالهن من أعالي القمم
لانتشالي من أعياء الطريق فيلقين بي بعيدا
لبحر سرمدي بلا أعماق لتبقى روحي
راقصة على ترانيم خلجان الشاطئ البعيد
النوارس تصفر حاملة روحي المغموسة بلؤلؤ المحار
على أجنحتها ،اسطورة الماضي امتزجت بواقع الحاضر الخيالي
ساقتني لصدى اجران البيداء وضاعت سفني وتاهت خلجاني
واحترقت بوصلتي وتحطمت عقارب ساعتي
لا مكان لا زمان لا حاضر لا ماضي
مستقبل مشوب بالضبابية البيضاء
سراب وصدى، روح معلقة بين أعمدة السماء ورخام الأرض
حلم يراود الفكر العقيم الخارج من معارك الحياة وسراديبها المتصالبة
المعتمة ، لشرفة من طبيعة الخيال واللاوجود لشرفة الفردوس .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة