الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 19:01

اليوم إجراء الصلح بين عائلة عدوي وعائلة دحله في طرعان

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 10/07/21 07:33,  حُتلن: 11:09

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا نبارك لأهلنا من عائلة عدوي وعائلة دحله هذا الصلح المبارك ان شاء الله ونرجو من الله عز وجل ان يملئ قلوب الجميع بالرحمة والمحبة والتسامح والعفو , وأن يجعلنا جميعا من عباده الصالحين المتمسكين والمطبقين لكتاب الله وسنة رسوله الكريم آمين .
وثانيا نشكر لجنة الصلح , القاضي العشائري أبو دهام ابو سبيت رئيس اللجنة والشيخ عقل الأطرش أبو عمر و المحامي طلب الصانع , الذين بذلوا جهودا جباره لاصلاح الأشقاء أبناء البلد الواحد , ونشكر كل من ساهم بجهد او كلمة في إصلاح ذات البين بين العائلتين الكريمتين من خارج البلدة او داخلها .
اهلنا الكرام : ان الخلاف امر طبيعي لا يسلم منه احد من البشر –خيرة البشر حصل بينهم الخلاف فكيف بغيرهم . وليس العيب الخلاف او الخطأ ولكن العيب هو الاستمرار والاستسلام للخطأ واستعمال أساليب لا تليق بحضارتنا العربية والإسلامية ولا للعصر الذي نعيش فيه , فعلينا يا عباد الله ان نتحرر من الخلافات ونزيل من قلوبنا الحقد والكراهيه ليحل محلها الحب والتسامح والعفو والاحترام . قال الله تعالى "لا تستوي الحسنة ولا السيئه ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " .
فجعل الله تعالى الصفح والعفو والحلم من علامات القوة وليس من علامات الضعف والعجز .
فالحلم والصبر والتسامح والعفو يحول العداوه الى موده ومحبه واحترام , يقول نبينا الكريم:
" لن تنالوا البر حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ,ألا أدلكم على شيء تحاببتم فيه قالوا بلى يا رسول الله قال : أفشوا السلام بينكم " فالسلام لأهميته جعله الله من أسمائه الحسنى .
السلام والأمن والاطمئنان والاستقرار تعتبر من نعم الله الكبرى ومن فقد السلام والأمن فقد فقد الحياة لأن السلام والأمن مصلحة كل فرد عاقل في هذا المجتمع .
ايها الاخوه : العاقل من رد السيئة بالحسنه ودفع العدوان بالاحسان وازال الاذى بالاصلاح والعفو والتسامح وقال نبينا الكريم " اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن ".
وكذلك قال : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث ليال , وقال : تفتح أبواب الجنة كل يوم اثنين وخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء أي خصام ".
ان الدين الاسلامي حذر من الخصام والقطيعة بين المسلمين , فقال تعالى :" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ".وكذلك قال تعالى :ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " صدق الله العظيم .
ان إلحاق الاذى بالناس بغير حق يعتبر من اشد الظلم وأعظم المآثم التي توعد الله اهلها بالوعيد الأكيد وتهددهم بالعذاب الشديد , قال تعالى : "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا " صدق الله العظيم .
فيا اهلنا واحبائنا ما أحوجنا في هذا الوقت ان نبدل الكراهية بالمحبة والقسوة بالرحمه ونبدل الكلمة الخبيثة بالطيبة و تزيل التوتر والقلق ليحل محله السلام والأمن والمحبة .
قال رسولنا الكريم : " ان حرمة دم المؤمن عند الله اشد من حرمة الكعبه وجعل الله حفظ النفس البشرية من ضروريات الحياة .
لذا يجب علينا ان نمتثل لنواهي رب العالمين ولرسوله الكريم نفشي السلام والأمن والمحبه والتسامح بيننا وكذلك علينا نبذ العنف وعدم استعمال القوة في حل الخلافات بين بعضنا البعض وان نحتكم الى العقل والمنطق والى ديننا الحنيف في حل خلافاتنا فكلكم جيران واهل وابناء بلد واحد .
علينا ان لا نورث لأبنائنا العدوات والخصومات التي تؤثر على نفسياتهم ومستقبلهم وعلاقاتهم المستقبلية .
اللهم طهر قلوبنا من الغل والحسد والغش , اللهم اصلح ذات بيننا وبين أقاربنا وبين جيراننا وأهلنا ، اللهم ثبت الصلح والتسامح في قلوبنا , اللهم احمنا جميعا من كل شر برحمتك يا ارحم الراحمين. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة