الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 21:01

وقوع جريمة اليوم في الناصرة

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 03/07/21 11:52,  حُتلن: 13:00

زيادة معدلات جرائم القتل في مجتمعنا من دون علاج ومواجهة من قبل المجتمع وقياداته ومن قبل الشرطة من شأنه تهديد الحياة العامة وزعزعت دعائم الطمأنينة والامن والأمان بين الناس .


اذا لم تتكاتف جهود الشرطة ومؤسسات المجتمع والسلطات المحلية والمختصين ذوي العلاقة والجهات الاصلاحية والعقابية في وضع حد لازدياد جرائم القتل، فإني اخشى ان يصبح ازهاق الأرواح أمرا مقبولا وعاديا ، فماذا ننتظر بعد حالات القتل وعمليات الانتقام في الشوارع ؟!.. هل نستسلم حتى تأتي اللحظة التي يضطر فيها المواطن الى حمل أي نوع من السلاح ليحمي نفسه من مخاطر المجرمين على انواعهم ؟!
لماذا تنامت الجريمة في مجتمعنا ؟! وما هي ألاسباب ؟! وهل لضعف القوانين الرادعة دور في ذلك؟! وأين دور الشرطة لحدوث الجريمة؟! وهل لانتشار الأسلحة يد في زيادة معدلات العنف وجرائم القتل؟! وأين دور القيادات الاجتماعية والسلطات المحلية وأعضاء الكنيست ورجال الدين على المنابر والعمال الاجتماعيين والمدارس ؟! ولماذا تقاعست الدولة أمام تلك الظاهرة المرعبة من دون ان تشير الى مسببات هذا السلوك الغريب ووسائل مكافحته؟!.
باعتقادي هناك عوامل متعددة لحدوث الجرائم من أبرزها: ضعف منظومة القيم والأخلاق عند الفرد ، اهمال التربية الاسرية في الصغر , وعدم تفعيل القوانين الرادعة ، وعدم وجود جدية في الردع، وعدم اكتشاف الجرائم , تدخل الشباك أي جهاز المخابرات العام في التحقيق وحماية المجرمين كما تبين من تصريح الشرطة مؤخرا ، ضعف لوجود الشرطة في بلداتنا ، انتشار الأسلحة النارية غير المرخصة بأيدي الناس ، افتقاد الدراسات والبحوث العلمية الجدية لمعرفة أسباب الجريمة وعلاجها ، عدم الاهتمام بحملات توعوية وارشادية متعددة المجالات ، انتشار مظاهر البطالة والتسكع، والحصول على الربح السهل .
الاحصاءات الرسمية المعلنة تقول انه قتل حتى اليوم 58 قتيلا من المواطنين العرب وهذا العدد يعطي مؤشرا خطيرا لتنامي الجريمة في مجتمعنا على نحو غير مسبوق، مما ينذر بتهديد أركان المجتمع وسلامة أفراده.
بكل تأكيد، التصدي للجريمة بمظاهرها كافة يتطلب دور فعال للشرطة وشراكة مجتمعية مسؤولة وواعية ،
ان التأخر في ترك الجريمة تتنامى وتزداد ، سوف يؤدي الى الاستهتار بتطبيق العقوبات ويزيد من الانفلات والفوضى وانتشار قانون الغاب ، فيصبح الوضع كما يقول المثل: «من أمن العقوبة أساء الأدب»، ونحن نقول: من أمن العقوبة تمادى في الاجرام.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة