الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 09:01

"الشاباك" والمجرمون وقتل النساء.. تركيبة ثلاثية خطيرة على العرب

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 03/07/21 11:34,  حُتلن: 16:13

قد يتساءل البعض عن القاسم المشترك بين أضلاع عنوان المقال، وعما إذا كانت هناك علاقة تربط بينهم. هذه الثلاثية حسب رأيي مكملة لبعضها البعض من الناحية العملية.

موقع "العرب" نشر خبراً في الثلاثين من الشهر الماضي، جاء فيه استناداً إلى مصدر رفيع المستوى في الشرطة قوله:" أن معظم المجرمين العرب الكبار متعاونون مع جهز الأمن العام (الشاباك) ويتمتعون بالحصانة". ويوم الأول من شهر تموز/يوليو الحالي نشر الموقع نفسه خبراً مفاده:" أن خمسة وخمسين جريمة قتل وقعت في المجتمع العربي منذ مطلع العام الحالي، من بينهم ثماني نساء".

إذاً، المعادلة في تركيبتها صحيحة. ولكن كيف؟ القناة الاسرائيلية الاخبارية 12 نقلت تصريحاً خطيرا عن المصدر الرفيع المستوى في الشرطة الذي صرح:"بان معظم رؤساء المنظمات والعائلات الإجرامية في المجتمع العربي هم متعاونون مع جهاز (الشاباك)، وفي هذه الحالة فإن يد الشرطة مكبلة بإتجاه هؤلاء المتعاونين الذين يتمتعون بالحصانة".
ومن الطبيعي أن ينفي جهاز الشاباك أي علاقة له بالمجرمين. فقد جاء على لسان الجهاز حسب موقع العرب:"ان هذه الادعاءات كاذبة ولا اساس لها، ولا يوجد اي علاقة بين الإدعاء وبين المعطيات على ارض الواقع". لكن هذه التصريحات التي أدلى بها المصدر، لم تكن خلال حديث شخصي عابر، بل جاءت خلال جلسة عقدت مؤخرًا في مقر الشرطة القطري في القدس تحضيرًا لجلسة بين المفتش العام للشرطة مع وزير الامن الداخلي. ورغم ذلك ينفي الشاباك الخبر ويتهم المصدر بالكذب.

المجتمع العربي يتطور من سيء إلى أسوأ فيما يتعلق بالعنف بشكل عام والجريمة بشكل خاص. تقول المعلومات المتوفرة أن خمسة وخمسين شخصاً لاقوا حتفهم بسبب ممارسات القتل في المجتمع العربي ومن بينهم ثماني نساء تم قتلهم بطرق مختلفة بينهن شابة في التاسعة عشر من عمرها. الحيفاوية ميسر، الرملاوية نوال وابنتها ريان، إبنة عرعرة نجاح، الطيراوية سهى، المقدسية مريم وسيدة من يركا، وأخرى من القدس الشرقية، كلهن نساء أردن الحياة بأمان، لكن المجرمين أسكتوهن.

كل واحدة منهن تعرضت لفعل إجرامي أودى بحياتها، منهن امرأة عندها عشرة أولاد فقدوها بلحظة، لحظة تعرضها لرصاصة خلال شجار بين مجموعتين ولم يكن لها اي علاقة به. رصاصة يقولون عنها طائشة لكنها ليست كذلك، لأنها خرجت من سلاح القاتل بقصد القتل، إذاً لم تكن طائشة بل كان هدفها القتل المتعمد.

نحن في منتصف العام ونسجل في حياتنا رقماً مخزياً في الإجرام. بعض الشعوب تفاخر بتسجيل اختراعات نفيد البشرية وبعض آخر يسجل مبادرات لمساعدة الناس، ونحن عرب العشرين بالمائة نسجل 55 حالة قتل في نصف سنة. الكل يستغرب والجميع متلعثم لما يجري. الكل يستنكر ويدين، لكن القتلة لم يأتوا من بلاد الماو ماو، بل هم قتلة "منا وفينا" لدرجة أني أكاد أجزم بأنهم معروفين وبشهادة المصدر من الشرطة. الحماية لهؤلاء والسكوت عما يفعلوه له له خلفيات معينة وبطبيعة الحال لضرب المجتمع العربي.

الكل يتحدث بلغة الإدانة والإستنكار، والناس تستغرب من استفحال حالات سفك الدماء في مجتمعنا العربي. لكن الفاعلين لم يأتوا من كوكبي المريخ أو زحل، فهم أناس يعيشون بيننا، ولكن من هم الفاعلين ولماذا يرتكبون جرائمهم؟ ما يجري من تساؤل باستغراب عما يحدث في مجتمعنا العربي، وما نعيشه من حالات ندب وغضب على حالات القتل يذكرني بما قرأته عن واقعة حصلت لأبي موسى الأشعري ( ت 42 أو 44 هجري);
"جلس أبو موسى يلقي درسه على تلاميذه في مسجد البصرة، لكنه ما أن انتهى من الدرس، وتلفت حوله حتى اكتشف أنه فقد القرآن. وقبل أن ينطق لسانه بسؤال، كانت علامات التقوى والورع والخشوع ترتسم على وجوه التلاميذ، فعجب الشيخ مما رأى وشاهد، وتساءل في دهشة: كلكم يبكي… فمن سرق القرآن؟ وأنا أقول وأتساءل هنا: كلكم يندب ويستنكر فمن يقتل إذاً؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة