يا قلب أبشر
يا قلبُ أعذرْ!
لم أكن أدري عندما أشرعتُ بابَك للرياحْ
أن الهوى المشبوبَ لا يغفرْ
هذي الحرائقُ فيكَ
لا أدري كيف أشعَلها
وأخفاها قبل أن يَحْسِرْ
يا قلبُ هذا الشوقُ يكوي كلَّ جارحةٍ
فهل تصبر؟
***
جفّت مراعينا.. جاعت مواشينا..
رحلت قبيلتنا، فتفرق الأحبابُ
وانكسرت قلوبٌ في الشمالِ وفي الجنوبْ
من أجل الكلأْ، وقع الحديدُ على الحديدِ
واشتعلت حروبْ..
***
اليومَ تشتعلُ الحروبُ على الكلأ الجديدْ..
ينقطع الرضيعُ عن الحليبْ..
ينقطع المريضُ عن الطبيبْ..
السورُ يعلو بين القريبةِ والقريبْ..
ينقطع الحبيبُ عن الحبيبْ..
اليومَ بطنُ الأرضِ يكتنزُ المعادنَ
للغريبِ وللدخيلْ..
والناسُ فوقَ الأرضِ مُعضلةٌ
أمام الاغتناءِ على حساب الآخرين..
حسناً إذا أذعنتْ، وإلا فالرحيلْ!
لا بأس أن يبقى هنا ملكٌ
على عرشٍ ذليلْ..
***
لا تجزعي!
قوسُ العدلِ هذا اليومَ مائلْ
لكن رحمَ الأرض يُنبئُ بالزلازلْ..
في الأفق آياتٌ تقولُ: غداً
لناظره قريبْ..
لا تبقى القبائلُ مثلما كانتْ..
في كل بيتٍ أرى شبلاً يناضلْ
في كل حاسوبٍ أرى بنتاً تقاتلْ
صوتُ الحق يصعدُ مثلما صعد البراقْ
الحقُ وحَّدنا وبدّدَ كلّ أسباب الشِقاقْ..
اليومَ ينتفضُ الهلالُ مع الصليبْ
اليوم صار النصر أقربْ
من الأقصى إلى المعمورةِ الأقصى
اليومَ يعرفُ كلُّ حرٍ
قصةَ الشعب المُغَيَّبْ
يا قلب أبشرْ!
سيحتفل الحبيبُ مع الحبيبْ.
يوسف حمدان - نيويورك