الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 22:01

جاء الليل وأغلق شباكا

بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 13/06/21 18:08

جاء الليلُ وأغلق شُباكاً
كنتُ أراقبُ منه فَراشات حديقةْ
كانت عَيْني تَتَجوّلُ..
تبحثُ عن معنى عصفورٍ
طارَ وحطَّ مراراً في بحر دقيقةْ..
طفِقَت عيني تبحثُ عن أشلاءٍ
سقطت من أطراف حقيقةْ..
جاء الليلُ وأغلقَ شُباكي
فلجأتُ إلى بابٍ أدخلُ منهُ
إلى صُورٍ تتجمعُ بين زوايا نفسي
شاهدتُ وجوهاً لا تمحوها الأيامُ
وقد رحلتْ عن ساحاتِ حياتي..
ثمّ انزرعت في أرضٍ
لا تنبتُ فيها الأحلامْ..
شاهدتُ رسوماً زاهِيةً
لمروجٍ خضراءَ وأسرابَ حمامْ..
ثم، على أكتافِ الفجْرِ، أتت شمسي
شاهدتُ أشِعَّتها الوهّاجةَ
تغلقُ لي بوابةَ أمسي.
***
شدّتْ روحِيَ وردةْ..
حين قصدتُ حديقتَها
لأمتِّع عيْني بتفاصيل جمالٍ لا يرحمْ..
لكنّي منذُ وصلتُ إليها
شاهدتُ الوردةَ تذوي
وشذاها صار كرائحةِ العَلقمْ
طأطأتُ يدي
علّي ألمسُ سرَّ الموتِ المُبهمْ..
بدلاً من أن ألمسَ بتلات الوردةْ
غارت في كفِّ يدي أشواكٌ
ثاقبةٌ كالمِخرَزْ..
غادرتُ حديقتَها بيدٍ نازفةٍ
ولسانٍ تمْتمَ حيناً.. ثم تَلعْثَمْ..
لم أطرقْ بوابتَها..
من يدري..
علّ جراحي حين تراها تتكلّمْ..
غادرتُ حديقتَها.. والدارَ.. وحارتَها..
لم أسألْها عن أي ضِمادٍ للجُرحِ
ولم أطلبْ منها ماءً من زمْزمَ
أو مَرْهَم..
لن أسمحَ للجرحِ النازفِ
أن يجْعَلَها تتألَّمْ..
ما دامَ الوجهُ المُشْرقُ
يفتحُ نافذةً لضياءِ حياتي..
سأحاربُ كلَّ طواغيتِ الليلِ
لئلّا يتَجَهّمْ.

 - نيويورك - 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة