الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:02

لا تجرّبوا الفلسطينيين مرة أخرى/أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 11/06/21 13:32,  حُتلن: 16:45

بالرغم من أن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي ورئيس الجهاز الأمني (الشاباك) نداف أرغمان ومفوض الشرطة كوبي شبتاي قد نصحوا بصيغة تحذيرية مجلس الوزراء بعدم إقامة مسيرة الأعلام في التخطيط الأصلي لمسيرة عبر الحي الإسلامي وباب العامود، إلا أن حكومة نتنياهو وقبل مغادرتها صادقت على اقامة مسيرة الاعلام بالقدس يوم الثلاثاء القادم. يعني نتنياهو ضرب بعرض الحائط معارضة الجيش والقوى الأمنية، وهو بذلك يريد صب الزيت على النار في القدس وإشعال المنطقة مجدداً.

قرار نتنياهو، أو بالأحرى قرار الحكومة الإسرائيلية في عهد نتنياهو الموافقة على المسيرة يوم الثلاثاء المقبل يستهدف منه نتنياهو أمرين: أولهما، أن المسيرة ستتحمل مسؤوليتها الحكومة الجديدة برئاسة بينيت كون المسيرة ستجري في بداية فترة الحكومة، التي سيتم الموافقة عليها يوم الأحد المقبل كما أعلنت ذلك صحيفة يديعوت أحرونوت. وثانيهما تنفيذ ما يريده نتنياهو من خلق اشتباكات بين عصابات المستوطنين التالبعين لنتنياهو وبين الفلسطينيين الأمر الذي قد يؤدي إلى تصادم قوي بين الطرفين.

القناة السابعة العبرية تحدثت عن "حل وسط في مجلس الوزراء بين غانتس ونتنياهو بشأن إقامة المسيرة في الخامس عشر من الشهر الحالي، مما يعني الخضوع كلياً لمطلب المستوطنين متجاهلين بذلك ما سينتج عن المسيرة التي لم يعلن عن تحديد مسارها بعد. إلا أن البيان الصادر عن مكتب نتنياهو، ذكر أن المسيرة ستقام في مخطط يتم الاتفاق عليه بين الشرطة ومنظمي المسيرة، علماً بأن جلسة (الكابينيت) الوزاري قد انعقدت بمبادرة من نتنياهو.
ويبدو واضحاً أن أقطاب اليمين الفاشي لا يأبهون لما تقوله حكومتهم أو المسؤولين فيها. فقد ذكرت قناة كان العبرية: "على الرغم من تأجيل مسيرة الأعلام إلى الثلاثاء المقبل، فإن عضو الكنيست إيتمار بن غفير أعلن أنه سيتجول في البلدة القديمة في القدس قبل الموعد الجديد للمسيرة حاملاً الأعلام الإسرائيلية.
إيتمار بن غفير، لا يعجبه العجب، واتهم الحكومة والشرطة الإسرائيلية بالاستسلام لحركة حماس. وأوضح بن غفير، وفق القناة السابعة العبرية،أن "تأجيل المسيرة كان استسلاماً لحماس وخضوعاً لها. نتنياهو يحرض ويراقب ولا يهمه ما سيحدث من إراقة دماء وسقوط ضحايا أبرياء. همه الوحيد أن يعود إلى الحكم بأي ثمن. لقد كنت على حق عندما حذرت في مقال لي عن نتنياهو. إنه فعلاً يلعب بالنار.
وهنا أريد أن أذكر نتنياهو بما قاله له اسماعيل هنية في الخامس عشر من الشهر الماضي علّه يستوعب مجدداً:" أقول لنتنياهو لا تلعب بالنار، إن المسجد الأقصى المبارك خط أحمر، ارفعوا يدكم الآثمة عن القدس، وعن المسجد الأقصى وعن أهلنا في حي الشيخ جراح، إن عنوان المعركة وعنوان الحرب وعنوان الانتفاضة وعنوان الدم اليوم القدس". وهذا التحذير ينطبق أيضاً على رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينيت: لا تلعب بنار الفلسطينيين.
حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي طالب الدول العربية الشهر الماضي بالاعتراف بيهودية الدولة، يمارس "ضغوطاً سرية" على نفتالي بينيت من أجل وقف الاستيطان في القدس ومحيطها. فقد كشفت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية في التاسع من الشهر الجاري عن "قيام الإدارة الأميركية، بالضغط بشكل سري على بينيت، من خلال قنوات دبلوماسية ما بين واشنطن وتل أبيب، وذلك لوقف عمليات الاستيطان في مدينة القدس، وخصوصًا في البلدة القديمة، ومحيطها". وقالت الصحيفة، "إن إدارة بايدن تريد تهدئة الأوضاع في المنطقة، ومنع أي تصعيد يشعل الأحداث مجددًا خاصةً وأنه بات يؤثر على الوضع في المنطقة بأكملها".
الصحيفة المعروفة بولائها لنتنياهو، تحدثت بلهجة عنيفة عن المطلب الأمريكي ووصفته بأنه "مخزٍ وصفيق، ويهدف لتقسيم القدس والاستيطان اليهودي في القدس، من خلال منع البناء في الحي اليهودي الكبير في منطقة (عطروت)، والذي كانت خطط بنائه جاهزة منذ عقدين من الزمن، وكذلك البناء في الحي الاستيطاني جفعات همتوس، إلى جانب منع إخلاء حي الشيخ جراح، والتواجد اليهودي في البلدة القديمة، وما يسمى مدينة داود".
المطلب الأمريكي هو في الحقيقة أول محك سياسي لرئيس الحكومة الجديد بينيت، الذي من المقرر أن يمارس صلاحياته بعد يوم غد الأحد بعد منح حكومته الثقة في الكنيست. لكن من جهة ثانية فإن بينيت المعروف بتمسكه في الاستيطان وتوسيعه من الصعب جداً أن يلبي طلب الرئيس الأمريكي لأن الاستيطان بالنسبة إليه هو خط أحمر ممنوع الاقتراب منه.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


 

مقالات متعلقة