الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 00:02

اقالة او استقالة الرئيس

بقلم: سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 02/06/21 18:43

ثمة ما هو أسوأ من الخطيئة والخطايا ، الإصرار عليها ، هذا هو حال الرئيس عباس الذي مازال يطمح ان يقود الشعب الفلسطيني بعد مرور 15 عاما  لم يرَ فيها الشعب الفلسطيني خيرا ولا انجازا بل هبوطا متدرجا للحالة الوطنية وتشرذم وفساد ثقافي واداري ومالي بل فشل سياسي بمحددات وضعتها ثلة من القيادات المتربعة على عرش القرار في حركة فتح هو احد اركانها وازداد الامر سوء عندما تسلم السلطة ومنظمة التحرير عام 2005م لتتحول القضية الوطنية بمفهوما التاريخي والسياسي الى قضية انسانية وليخرج حركة فتح اكبر الفصائل من جوهرها وادبياتها كوسيلة لتحرير فلسطين حتى بالحد الادنى بما قرره المجلس الوطني وسمي بالنقاط العشر والحل المرحلي حيث حرقوا المراحل هرولة نحو الخيار الامريكي الذي مازال الرئيس محمود عباس يراهن عليه ، نكبة تلو النكبة اتى بها الرئيس عباس للشعب الفلسطيني باخراج الضفة الغربية من حالة الصراع مع الاحتلال بتدميره للبنية الوطنية وملاحقة النشطاء وتبادل المعلومات في منظومة مزدوجة خلقت واقعا مكبلا لاي عمليات تقاوم الاستيطان وتردع المستوطنيين من عمليات الاستيلاء على الارض وتخلق واقعا امنيا مكلفا للاحتلال تحول بينه وبين الاستقرار لينفذ خططةه الاستيطانية التهويدية بل كان الرئيس الذي يقود الشعب الفلسطيني وعلى الهواء مباشرة يتحدث على العمل من اجل (مستقبل شباب اسرائيل ) واقرارا واضحا بالتنازل عن قضية عودة اللاجئين عندما قال (( انا لن اغرق اسرائيل بملايين الاجئين ..انا لم اقول ذلك .. لم اقول ذلك) هذا الرئيس الذي لم ينفذ قرارا واحدا للمجلس المركزي ، بل تثبث في منهجيته المفضوحة وبسيطرته على كل السلطات متجاوزا النظام الاساسي للسلطة ومستعينا بالاحتلال ودول اقليمية ودوليه لمنحه الشرعية ومخالفا ابسط قواعد المسؤلية والتمثيل التي تمنحها الشعوب لرؤسائها .

لوجمعنا في لائحة اتهام ماصدر عن الرئيس من اقوال ومواقف وقرارات فانها تستوجب محاكمته فورا واقالته من كل مواقعه ... لانه وببساطة شديدة اضر بالامن الوطني والقومي للشعب الفلسطيني ويفاوض باسمه بلا شرعية لا ثورية ولا قانونية واستعان بقوى خارجية لتثبيت سلطته وامنه على الارض ، المطالبة برحيل عباس لم يكن حدثا جديدا فتشهد له ساحات الاقصى وازقة المخيمات والمدن الفلسطينية سواء في الضفة او غزة وحملات الاكاديميين والمثقفين والكتاب لاكثر من مرة منذ اكثر من عقد على الاقل .. ولكن حاجة امريكا واوروبا لمثل هذا الرئيس ودول اقليمية اخر حالت دائما دون ان تاخذ هذه الحملات مردودا فعالا في هذا الاتجاه ، ولكن من الغريب ان تلك الدول ومؤسساتها رفعت تقارير متعددة تتحدث عن فساد الرئيس ومن حوله في النظام السياسي الفلسطيني واستغلالها للمال العام ولكن باشادة اجهزة الامن الاسرائيلية كانت تكفي لان يستمر عبس في قيادته للسلطة لما يقدمه من خدمات للاحتلال ، وعلى اعين العالم وبالمقابل تقوم اسرائيل بالمداهمات والاقتحامات وقتل الشباب والنساء والاطفال عل الحواجز وتدمير البيوت ولم تكلف السلطة نفسها لتتجرأ ولو مرة واحدة لتقففي وجه المستوطنيين او ترفع يدها عن اهل الضفة ليتمكنوا من الدفاع عن ممتلكاتهم .

الغريب ان سحيجة النظا م السياسي والمستفيدين من الموظفين والمتخوفين على مستقبل رواتبهم يهاجمون من يطالبوا باستقالة عباس بانه خطوة مشكوك فيها لانها تستهدف حركة فتح .!! لاافهم باي منطق او ربط بالواقع يضعون هذه النتيجة .! وهل فتح في وجوده تمارس دورها الوطني بناء على نصوص نظامها ..!! فتح اكبر بكثير واعمق من تمثلها تلك الفئة ... وبعيدا عن الاصطفاف الحزبي ... فالمطالبين باقالة او استقالة عباس اكثرهم فتحاويون قدماء وجدد ولان وحدة فتح وتصحيح مسارها لا يمكن ان يتحقق بوجود عباس وبطانته .

ولكن في هذه الايام المجيدة الذي حققها شعبنا في وحدته وتلاحمه في الداخل والخارج قد خلقت واقعا جديدا عن الرتم السابق ولها استحقاقات يجب عدم التنازل عنها ببوس اللحى كالسابق وخلط الحابل بالنابل لتمييعالانجاز العظيم الذي حققته غزة من توازن للرعب بل ضرب راس الافعى في عمقه واستقراره وبما يستوجب الخروج و(هو ممكن )عن عقود من الفشل ولتبرير والتعليل والتعذر والتشويه الثقافي للمطلبات النضالية وادواتها للشعب الفلسطيني ، قد تكون الظروف الاقليمية وتوجهات الرئيس بايدن لمنح الشرعية للرئيس عباس هم محاولة لتصبح واقع لسحب الانجاز الذي تحقق لنعود للمربع الاول من التمثيل وغوص دول الاقليم في الضغط على الفلسطينيين لقبول المعادلات السابقة والانظواء تحتها تجرد الشعب الفلسطيني من استحقاقاته في التغيير ووضع برنامج سياسي يستطيع ان يطف ثمار هزيمة الاسرائيليين في غزة ، وبالتالي نسمع شعارات الان من الوسطاء وقوى فلسطينية وعل راسها ( ان تمتنع اسرائيل بعدم استفزاز الفلسطينيين في المسجد الاقص والشيخ جراح ) وهنا يعني بقاء قوات الاحتلال ز! وقواه الشرطية والامنية .. بل كان المطلوب رفع مستوى مطالبنا السياسية بان تنسحب قوات الاحتلال من المسجد الاقصى ومحيطة واطروحة اخرى يقولون انه يجب على اسرائيل ان لا تكون (دولة فصل عنصري ) بمعنى اعتراف وتاكيد اعتراف للحدود الجغرافية السياسية لاسرائيل ،.

اجمالا التحركات حول الاعمار من خلال مفاتيح السلطة لا يبشر بالخير واجتماع الفصائل في القاهرة بما فيها فتح المؤتمر السابع وتغييب قوى فتح الاخرى وتياراتها ايا لا يبشر بالخير ولكن اي لقاء هذا بين من ينسق وباع وبين من يقاوم .؟! امر فصائلنا غريب فعلا .. في تجارب الشعوب الاخر . مثل هؤلاء قدموا للمحاكمات والاستقالة او الاقالة اذا تعذر ذلك... ولكن من خلال الواقع وخلط الحابل بالنابل والتوجه لاحياء فكرة الانتخابات كعامل ديموقراطي لتوحيد الصف الفلسطيني ....وسامسك جماح الفاظي لانني ساضع منها مالايعجبهم ...اعتقد الان على الرئيس عباس ان يقدم استقالته الى حين موعد الانتخابات القادمة ويبقى مسيرا لامور السلطة ومنظمة التحرير ... ولكنني لست متفائل لا بانتخابات اوغيره من الاقاويل .... ويبقى التوجه هو التوجه من اطوحات قديمة جديدة لحل الدولتين .. ولكن الهدف الحقيقي العميق سحب قدرات غزة واجهاظها وابطالها ... باموال قد تسيل لعاب البعض تجاهها .

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة