الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 17:02

كيف نربي جيلا جديدا في مجتمعنا يؤمن بالعيش المشترك بدون تعصب عائلي؟

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 24/05/21 18:06,  حُتلن: 18:25

كتبت في الماضي حول دور المدرسة المهم جدا في صياغة شخصية الطالب ووعيه وارشاده وتوجيهه والتأثير على مفاهيمه وتصوراته منذ نعومة اظفاره وخلق شخصية متزنة تتعامل مع نواحي الحياة وقادره على التعايش السلمي مع ابن العائلة او الحمولة الأخرى في نفس البلد الذي يجب احترام إنسانيته وحريته.

هذا يتحقق باعتقادي بواسطة منهاج دراسي مبني بشكل علمي ويلائم عقلية الطالب وروح العصر، وتقصير المدرسة بالقيام بهذا الدور سيجعل مجتمعنا متخلفا عن شعوب العالم لزمن طويل , لان الاسرة العربية في بلداتنا المنتمية الى الحمولة لن تستطيع التحرر بسهولة من الانتماء العائلي والقيام بهذا الدور التربوي , فنحن اليوم امام واقع اصبح العالم قرية واحدة , فالمجتمعات في ارجاء المعمورة تتشابك في تعاملاتها وعلاقاتها بطرق غير مسبوقة وتحترم بعضها البعض وتتعايش مع بعضها البعض باحترام وصدق دون الغش والكذب ، الا نحن العرب في بلداتنا وقرانا يصعب علينا العيش المشترك مع بعضنا البعض بسبب التعصب العائلي والتنافر والصراعات العائلية، فكل يوم عنف وشجارات ومفرقعات وصلحات في قرانا " قطبها من هون تنفرط من هناك " ومش قادرين نشوف بعض ونعيش مع بعض، ونحن للأسف نربي أولادنا على العنف والعصبية القبلية والحقد والكراهية من حيث لا ندري.

كيف نريد تربية جيل قادر على العيش المشترك في بلداتنا ونحن نحشي ونملئ عقول أولادنا يوميا بكل امراضنا الاجتماعية ورواسب الماضي ؟ ومن هنا يتوجب على المدرسة القيام بالدور الكبير في اخراج طلابها الذين هم أولادنا من مستنقع امراضنا المستعصي علاجها بالتربية والتعليم الصحيح وتقوية انتمائه الى مجتمعه وتشكيل شخصية الإنسان المتزن القادر على العيش المشترك مع أبناء بلده باحترام وبطريقة حضارية وصحية لان الاسرة غير قادرة من التحرر من الروابط الحمائلية ورواسب الماضي؟؟
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة