الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 00:02

هل تعلم على ماذا ينتقدون عباس؟/ بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 17/05/21 11:40,  حُتلن: 11:41

مهند صرصور:

هل تعلم على ماذا ينتقدون عباس ؟ ولماذا كل هذا الزخم ضده ؟ وفي المقابل ماذا فعل عباس على ارض الواقع؟ وما هي أسبابه؟

لماذا ينتقدونه ؟
لانه لم يحرض كباقي قادة مجتمعنا العربي ويدفع بمجتمعنا للتصادم مع الدولة ، ولم يطلق في الفضاء صرخات " الارض لنا " دون معنى ، ولم يشتم المستوطن ويطالب بقتله ، ولم يفخر بالعربي الذي يحمل السلاح والذي على الاغلب هو نفسه العربي الذي رَوّعَنا بل وقتلنا سلاحه بالأمس ، ولم يحرض الموظف العربي على هَجرِ مكان عمله ، ولا حرّض عامل المصنع على زميله ، ولم يُفاخر بمظاهرة شباب كسروا مداخل بلدانهم واغلقوا الافق بدخان اطارات السيارات المحروقة ، ولم ينادِ " بشل عرض " الدولة ومؤسساتها عبر اضرابٍ فاقدٍ للتنظيم والأهدافِ ...

لماذا كل هذا الزخم ضده ؟
لان الجميع تكالبوا عليه في آنٍ واحدٍ ، من احزابٍ برلمانية منافسة ، وكارهين للإسلامية ، ومقاطعين تقليديين ، وإسلامية شمالية ، وكلُّ مُحرّض أرعنٍ غير مسؤول ، مجتمعين ومتفقين مع اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي لا يقبل بالعربي كطرف مفاوض - وخاصة صاحب المشروع الاسلامي ، والصحافة الصفراء التي تصطاد بالمياه العكرة ، والدولة العميقة التي لم تستوعب بعد شراكة العربي ، وما زالت تعتبره العدو اللدود .

اذا فماذا فعل ؟
عمل على امتصاص الغضب العربي من خلال التفهم لفعله ومحاولة تهدئته وتقليص اخطائه ، استقبل الشكاوي العربية الخائفة واوصلها لأعلى المستويات المسؤولة في الدولة ، تابع عن كثب إعتقالات الشباب العربي لتقليص الاضرار الشخصية ولضمان مستقبلهم المهني والاكاديمي ، فتح خط هاتف مباشر يستقبل الطلبات العربية المُلحّة ويقدم الاستشارة القانونية المجانية والمعونات العينية ، طرق كل باب في الدولة من اجل حقن الدماء العربية وتليين المواقف العنيفة في العادة - محاولا رأب الصدع وتحميلهم لمسؤوليتهم المباشرة كلقائه مع رفيفو رئيس بلدية اللد الذي تعالت كرامة النواب العرب عن الاجتماع به من اجل الحل والربط ، وفقط منصور من اقدم على ذلك محاولا لتقليص رقعة الاضرار ، بعيدا عن اي حسابات حزبية بل وبمعرفته المسبقة بقدر الضريبة الشخصية التي سيدفعُها في الشارع العربي .

اذا لماذا عمل منصور ما عمل ؟ وما زال مستمر في ذلك !
لانه يوقن ان الحرب لن تُنهي اسرائيل ولن تُجهز على الفكر الصهيوني ، وان كل الشجب والاستنكار لم يقدم للمجتمع العربي أي شيء ، وكل التحريض غير المسؤول الحاصل سيؤول ضرره على الافراد في عملهم ومستقبلهم وتعاملاتهم في اقله ، وعلى الجمتع العربي كله على الاغلب ( كأقلية ) ، لانه عرف ان الحرب ستنتهي ولكن الحياة هنا ستستمر ، وان اصبع المؤسسة الامنية قد اصبح على الزناد ويمكن ان يقتل العشرات في اي لحظة دون اي مساءلة - كما وقع في احداث سنة 2000 .

وبعد هذا كله قالوا : غريب امر منصور ! اوليست بعض من عبارات الشجب والتحريض على الدولة كانت اسهل واسلم له سياسيا !
فقلنا : كذلك بقاؤه في المشتركة كان اسهل واسلم ، ولكن يبدو انه إختار درب العقل وليس درب العاطفة . 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة