الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 06:02

بيارة على رابية - بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 30/04/21 22:17

اللّقلقُ مسحورٌ بما يرى حَولَهُ
من فوق سروةٍ رشيقة القوامِ، عاليةْ..
البحرُ، في الغرب من تَلَّةِ الدار والأشجارْ،
على مرمى نظرةِ عينٍ..
لم يُكحّلها دُخانُ المدينةِ الغاويةْ..
بين البحرِ وبيارةِ الرابيةْ
سهولٌ متراميةْ؛
يسكنها الأخضرُ من حقول الموز والتفاحِ
إلى مراعي الماشيةْ..
ووادٍ يوزّعُ ما يزيدُ من عطاء الشتاءْ..
رياحُ البحرِ تأتي إليّ مُسرعةً
حتى تُهدِّئَ من رَوْعها خاصرةُ الرابيةْ..
فتسترخي الرياحُ
لتصبحَ أنساماً عليلةً
تُداعبُ صدري وهي سَكْرى بأنفاس الوردِ..
والفُلِّ.. والبرتقالْ..
في أول الربيع تعود الطيور
من رحلة الجنوبْ
فيمتلئ الفضاء بالغناءْ
تبتهج السنابل الحبلى بالحبوبْ
يطير الحمامُ.. يحطُّ الحمامْ
من طلوع الشمس حتى الغروب..
***
بيارتي ليست مُجرّدَ حدٍ فاصلٍ
بين أغبرِ الأرضِ وحُمرةِ الرمالْ،
إنها جنّةٌ فريدةٌ بين الجِنانْ..
أنْظُرْ أينما شئتَ
ترى آيةً في الجمالْ؛
على يسارها أجملُ البحارْ
على يمينها تكلَّمت مع الأنبياءِ الجبالْ..
أنظُرْ حولَها
ترى أكرمَ النساءِ والرجالْ..
إنها جنّةٌ
تعجزُ عن وصفها بناتُ الخيالْ..
وإن أردتَ أن تنتشي بسحرِها
في الليل، أو في النهارْ..
فإنها تحِبُّ أن تُلقي جَلالَ ظِلّها
على العُشّاقِ والزُوّارْ..
وهي دائماً في الانتظارْ.
يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة