الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 12:02

الصيام والعمل في شهر رمضان- مالك محمد سلهب

مالك محمد سلهب
نُشر: 14/04/21 05:01

الصيام والعمل في شهر رمضان
نصائح لتجنب وقوع الحوادث والإصابات

أظهرت الدراسات أن قلة النوم هي سبب عدم التركيز في العمل؛ وليس الصيام...

شهرُ رَمَضَانَ هو الشهرُ التاسعُ في التقويم الهجري والذي يأتي بعد شهر شعبان، ويعتبر هذا الشهر مميزًا عند المسلمين، وذا مكانة خاصة عن باقي شهور السنة الهجرية، فهو شهر الصوم الذي يُعدّ أحد أركان الإسـلام، حيث يمتنع المسـلمون في أيامه -إلا من كان له عُذرٌ مُباح- عن الطعام والشراب، وأيضًا عن مجموعة من المحظورات التي تبطل الصوم من الفجر وحتى غروب الشمس.
تختلف ساعات الصيام من دولة إلى أخرى حسب الموقع الجغرافي، حيث أن الدول القريبة من شمال الكرة الأرضية تطول فيها ساعات الصيام بينما تنخفض كلما توجهنا نحو القطب الجنوبي، وهناك دول يصل عدد ساعات الصيام فيها إلى 20 ساعة، بينما دول أخرى إلى 12 ساعة، ومن ناحية أخرى فإن معدل ساعات الصوم في أغلب الدول العربية يتراوح ما بين 14 و15 ساعة.
يمكن أن يؤدي نقص الطعام أو الماء في الجسم إلى مجموعة من الأعراض، منها الجفاف المتمثل في (العطش الشديد/قلة التبول/الإعياء/دوخة وتشويش)، وأيضاً من الأعراض التعب والإجهاد حيث يُلاحظ ذلك من خلال الشعور بالوهن المستمر، نقص الطاقة، تأثر حاسة الإبصار والتعب بسهولة مع الحد الأدنى من النشاط البدني مع قلة التركيز بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم.
وفي الإطار المهني، يمكن أن تؤدي الأعراض السابقة في بعض المهن مثل قطاعات البناء والزراعة والصناعات التحويلية، وكذلك في بيئات العمل ذات الحرارة المرتفعة مثل (الأفران، أماكن تحضير الطعام والحلويات، مصانع صهر المعادن)، ولدى سائقي الشاحنات والتوصيل الى وقوع الحوادث والإصابات المهنية.
وتالياً بعض الإجراءات الوقائية التي يجب على أصحاب العمل اتباعها للوقاية من وقوع الحوادث أثناء الصيام:
قياس درجة الحرارة والرطوبة النسبية في مكان العمل والحرص على أن تكون ضمن الحدود المسموح بها لتحقيق الراحة التامة Thermal Comfort Zone ولتجنب الإجهاد الحراري.
توعية العالمين بمخاطر العمل تحت أشعة الشمس وفي البيئات الحارة وطرق الوقاية المتبعة، وكذلك يجب أن يشعر الموظفون بالقدرة على التحدث عن أية آثار سلبية ناتجة عن الصيام والعمل.
منع العمل داخل الخزانات والأماكن المغلقة وشبه المغلقة في ساعات ارتفاع درجات الحرارة في منتصف النهار؛ بل يجب أداء الاعمال في هذه الأماكن في أوقات مثل الصباح الباكر أو بعد الظهر إن أمكن.
تقليل مدة وردية العمل والبدء باكرا ما أمكن، وكذلك تنظيم وقت العمل تحت أشعة الشمس وفي المناطق الخارجية، بحيث لا يسمح بالعمل لأكثر من ساعتين متواصلتين مع توفير أماكن للراحة ذات تهوية مناسبة.
أداء الأعمال التي تتطلب جهداً بدنيّاً في الصباح الباكر، حيث يكون العاملين يقظين ونشيطين، وتأخير الاعمال الروتينية إلى آخر وردية العمل.
توفير معدات الوقاية الشخصية من قبعات، قفازات حرارية وملابس عمل بألوان زاهية تغطي كامل الجسد ولا تمتص الحرارة.
توفير مياه باردة لغسل الوجه وترطيب الجسم أثناء العمل، بالإضافة الى التهوية المناسبة.
توفير الدعم الطبي، حيث يُنصح باتخاذ الترتيبات المناسبة للإسعافات الأولية في حالات الطوارئ، وكذلك الإشراف المناسب على جميع الموظفين، وتجنب العمل الفردي، والتأكد من أن الموظفين يستريحون في الداخل خلال الجزء الأكثر سخونة من اليوم.
الانتباه الى سن العاملين، حيث أن العاملين كبار السن أكثر تأثراً بالصيام والعمل تحت درجات الحرارة الحالية، فينبغي تبديل المهام مع مَن هم أصغر سناً.


أما بالنسبة للعاملين، فيجب القيام بالتالي:

تأخير تناول وجبة السحور في أقرب وقت ممكن من الفجر للحفاظ على مستويات الطاقة طوال اليوم.
تناول وجبة سحور صحية تحتوي على الألياف (خضار/فواكه/حبوب الشوفان والقمح والشعير/تمر/حلاوة ومشتقات الحليب).
عند الإفطار، تجنب الكافيين (يسبب كثرة التبول لدى بعض الأشخاص) والمشروبات السكرية والمسليات المالحة، ويوصى بتناول ثلاث لترات على الأقل من السوائب بين الإفطار والسحور.
النوم الكافي لسبع ساعات على الأقل كل ليلة.
إخبار المشرفين في العمل عن أية حالات مرضية يعانون منها أو أدوية يتناولونها خوفا من تفاقم حالتهم الصحية أثناء الصيام وانعكاس ذلك على وقوع الحوادث.
تجنب أشعة الشمس الحارة والحرارة الزائدة من المعدات والآلات والأفران، ويجوز لك في حالة الضرورة تبريد جسمك بالماء وذلك برش الماء على الملابس والجلد.
تجنب الاستراحة في أماكن خطرة مثل: النوم تحت المعدات الثقيلة والآلات، فوق السقالات، بين صناديق البضائع في المستودعات وتحت الطاولات.
تجنب الانفعال والتسرع يساعدك على اتخاذ قرارات سليمة، ويمنع وقوع حوادث العمل.
استنشاق الغبار يؤدي إلى جفاف المريء والمعدة والمستقيم وفي ذلك خطر عظيم على صحتك وسلامتك، استعمل الكمامة الواقية المناسبة التي يوفرها صاحب العمل.

وفي الختام، ينبغي على أصحاب العمل تقييم المخاطر المتعلقة بمكان العمل أثناء هذا الشهر الفضيل، واقتراح طرق السيطرة المناسبة حسب طبيعة كل مهنة ومهامّها، بالإضافة إلى حالة وجنس العاملين الصحية والبدنية. أما العاملين، فيجب عليهم الاهتمام بنوعية وكمية الطعام والسوائل التي يتناولونها خلال وجبتي الإفطار والسحور، مع أخذ قسطٍ كافٍ من النوم أقله سبع ساعات يومياً.
وكل عام وأنتم بخير

الكاتب: مالك محمد سلهب - مدرب واستشاري السلامة والصحة المهنية وإدارة البيئة
MSc. OSH/GradIOSH/AIIRSM/ACIEH
جامعة بوليتكنك فلسطين

مقالات متعلقة