عقدت الاسبوع الماضي في دالية الكرمل مراسم الصلح بين عائلة معدي وبين سكان المدينة، بعد (5) سنوات من العداء بين الطرفين. وشارك في مراسم الصلح رئيس مجلس الطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف الذي أعلن عن انهاء الخلاف بين الطرفين وابطل الحرمان الذي فرض على عائلة معدي للعودة الى المدينة.
وكان الاقضي ميخا ليندنشتراوس، رئيس المحكمة المركزية آنذاك والذي يشغل منصب مراقب الدولة حاليا، قد اوكل الى الشيخ موفق طريف مهمة اصلاح ذات البين بالتعاون بين الطرفين بالتعاون مع القاضي المتقاعد يشاي لفيت قاضي المحكمة المركزية في تل- أبيب ، الا ان جهودهما لم تنجح.
وفقط مؤخرا، وفي أعقاب مفاوضات مكثفة أجريت بين الطرفين، وبعد تدخل وجهاء من دالية الكرمل وعلى رأسهم رئيس البلدية أكرم حسون، والرئيس السابق د. رمزي حلبي، والشيخ نواف ابو عزام حلصي والشيخ موفق طريف الذي أشرف شخصيا على المفاوضات، تم عقد راية الصلح والتوقيع عليها من قبل الطرفين.
الشيخ طريف افتتح مراسيم الصلح بكلمة القاها، أثنى بها على الطرفين، بعده قرأ الامام حسين حلبي من على المنصة امام الحاضرين كتاب بطلان الحرمان الذي فرض على عائلة معدي والذي تم توقيعه والموافقة عليه من قبل جميع وجهاء الطائفة الدرزية والشيوخ الدروز بما فيهم الشيخ حمود نصرالدين ورئيس المحكمة الشرعية وعضو الكنيست السابق امل نصرالدين ممثل الطوائف الاسلامية والمسيحية في الكرمل.
وياتي توقيع مراسم الصلح هذه بعد ان تم التوصل لتسوية بين الطرفين يتم بوجبها دفع التعويضات لعائلة معدي، بعد ان اقامت العائلة عام 2001 دعوى ضد الشرطة، والمجلس المحلي وضد عدد من سكان قرية دالية الكرمل ووجهائها، ادعت فيها العائلة تقصير افراد الشرطة في التعامل مع الشكاوى التي قدمتها وقيام عدد من افرادها باثارة الاشاعات ضدها. الشرطة بدورها انكرت جميع هذه الادعاءات لكنها وافقت على دفع التعويضات للعائلة في نهاية الامر. وقد بلغت التعويضات التي دفعت للعائلة حوالي 4 ملايين شاقل، ثلث من هذا المبلغ  دفعته الشرطة والثلث الآخر دفعته وزارة الداخلية.
رئيس بلدية دالية الكرمل أكرم حسون اشار في حديثه امام الحضور الى تعاون الطرفين للتوصل للصلح ودعمه من قبل جميع الاطراف. اما رئيس البلدية السابق د. رمزي حلبي فاشار في حديثه الى ان جميع مراسيم الصلح هذه ستبطل بدورها جميع القضايا القانونية العالقة بين الطرفين في اروقة المحاكم بما فيها تفنيد جميع الشائعات التي روجت ضد عائلة معدي. ومن المتوقع في أعقاب توقيع راية الصلح، عودة عائلة معدي الى بيوتها في الاسابيع القادمة.