الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 09:02

الحلقة الثَّالثة عشرة من سلسلة بـليغ النَّغم-سيمون عيلوطي

سيمون عيلوطي
نُشر: 30/03/21 19:42

الحلقة الثَّالثة عشرة من سلسلة بـليغ النَّغم

بـليغ النَّغم:
قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي
الفنيَّة والانسانيَّة (13)
سيمون عيلوطي

"يقول أيمن الحكيم نقلًا عن أحمد عثمان: «كان بليغ شخصيَّة عاطفيَّة انفعاليَّة سريعة التقلُّب، و(يحب على روح) كما كان يصفه كامل الشِّناوي، ولذلك لم استغرب عندما وقع في غرام غادة السَّمان بعدما قابلها معي في لندن، وأذكر أن اللقاء الأوَّل كان في مطعم عربيّ في العاصمة البريطانيَّة اسمه (بغداد)، وكانت غادة وقتها في قمَّة شبابها وأنوثتها بالإضافة إلي شخصيَّتها الجَّذابة وطبيعتها البسيطة المتحرِّرة الخالية من عُقد المرأة العربيَّة، وهي مواصفات تعتبر جذَّابة وساحرة بالنِّسبة لفنان كبليغ، وسرعان ما تطوَّرت علاقتهما من إعجاب إلى حب، وبدآ يخطَّطان لمشروع زواج ، وكان بليغ وقتها قد فقد الأمل في الارتباط بوردة بعد زواجها وابتعادها، ووجد في غادة مشروع زوجة مناسبة".
"لقد بدأت القصَّة من مطعم بغداد ثم تواصلت عبر مختلف العواصم حتى وصلت إلى القاهرة".
"قال المخرج الكبير جميل المغازي، وكان من أقرب أصدقاء بليغ، لأيمن الحكيم: إنَّ غادة السَّمان كانت متحمِّسة للزَّواج من بليغ وجاءت إلى القاهرة لتتعرَّف بأسرته وأقامت في بيته لأيام بصحبة شقيقته صفيَّة، ثم فوجئت أن بليغ تركها في شقَّته وسافر فجأة إلى باريس دون أن يخبرها"!
أثار هذا الخبر بعض المهتمِّين الذين عبَّروا عن إعجابهم بما فعله الموسيقار مع لكاتبة حين تركها في بيته وسافر دون أن يخبرها، خاصة من محبِّي الأديب غسان كنفاني، حيث رأوا بنشرها رسائل صاحب "رجال في الشمس" إليها، إرضاء لحبِّها لنفسها، حتى لو شكَّل ذلك انتقاصًا من هيبته، والنَّيل أيضًا من مكانته الرَّفيعة على الصًّعيدين السِّياسيّ والأدبيّ. وهي تعلم جيدًا حساسيَّة هذه الأمور في مجتمعاتنا العربيَّة، وإنَّنا لم نصل بعد إلى كشف علاقاتنا العاطفيَّة بحرية مثلما فعل جون بول سارتر في فرنسا حين تحدَّث بحرية مطلقة عن علاقته بسيمون دي بوفوار، بينما عندنا حين لمَّح العقَّاد عن حبِّه لمي زيادة، إنَّما تعقَّد العقَّاد، وذهبت مي إلى مستشفى الأمراض العقليَّة.
"حرقة السُّؤال"
بالرُّجوع نفس المصدر: "كأنّ أيمن الحكيم قد خشيَ من ردِّ فعل غادة بعد نشره لرسائلها فتوسَّل إلى قارئه بمنطق غادة نفسها، فهي التي قالت في تبرير نشرها لرسائل غسَّان كنفاني: «ما كنت لأقدم على نشر تلك الرَّسائل -التي تعود بتاريخها إلى ما قبل ربع قرن من الزَّمن-لو لم أجد فيها وثيقة أدبيَّة وسيرة ذاتيَّة نادرة الصِّدق لمبدع عربيّ».
ثم هي التي قالت: «أدعو إلى إنشاء مؤسَّسة عربيَّة ترعى هذا النَّمط من الوثائق لأضع الرَّسائل الأدبيَّة الموجَّهة إليَّ في حوزتها».
ثمَّ يُوضِّح الحكيم: "الرَّسائل، كما أسلفنا، هي من غادة إلى صديقها أحمد عثمان وزوجته نجلاء مدحت عاصم، ولكن بطلها هو بليغ حمدي، تلف غادة وتدور ثم تسأل بحرقة عن بليغ".
مختصرات الرَّسائل
"كتبت غادة في رسالتها الأولى: «ما أخبار بليغ حمدي وأين هو وأين سيكون وما عنوانه في القاهرة؟
وإذا كان لا يزال في لندن، أرجو أن تعطيه عنواني أو تبعث إليّ بعنوانه، لم أكن أدري أنني سأشتاق إليه كثيرًا».
"وفي الرِّسالة الثَّانية تكتب: «أحمل لكما تحيَّات بليغ، وقد رغبنا في الكتابة إليكما أكثر من مرَّة، أحيانا شاكرين لأنكما كنتما سبب تعارفنا، وأحيانا ناقمين لأنكما كنتما سبب تعارفنا! وهو الآن ليس هنا ليكتب معي، هو في الكويت، وقد حدثَّني البارحة هاتفيًا وسألني كيف سأقضي أيَّامي في غيابه فقلت له: سأكتب رسائل لأحمد ونجلاء!"
"كانت هنالك صورة يحتفظ بها صديق بليغ... الواد الحمش اللطيف (غاب اسمه عن بالي) وهي صورتي أنا وبليغ الملوَّنة التي التقطها لنا وديع حسن علي في بيته، هذه الصورة أرجو أن تبعث بها إليّ لأنها تحمل إليّ ذكرى غالية وأود الاحتفاظ بها.
أبعث إليكما بهذه الصورة، وبصورتي أنا وبليغ لأننا نعلم حبكما لنا... وقد يَسُرُّكما الاحتفاظ بها"
وفي الرِّسالة الثَّالثة تكتب: "نجلاء وأحمد، أيها الحبيبين. تأخَّرت في الرَّد لأنني كنت على وشك السَّفر إليكما، ثم تأخَّرت بسبب عودة بليغ إلى بيروت فجأة. بخصوص بليغ فأنت محق في قلقك... أخشى من أن نتزوَّج!
بالمناسبة، تلقَّيت اليوم رسالة من صفيَّة أخت بليغ، وفي ردِّي أعطيتها عنوانكما في لندن، فبليغ في تونس، ولا يعرف أنَّني مسافرة للندن".
"غادة السمَّان... حلّ الُّلغز"
"اختفى بليغ من حياة غادة فجأة كما كان قد ظهر فجأة، حتى يبدو كأنَّه المقصود بجملتها الشَّهيرة «أحببت رجلًا من ثلج فإذا ما جاء الصيف ذاب".
"الحقيقة لم يكن هناك لغز، فقد عرف بليغ بطلاق حبِّه الأوَّل وردة وعودتها إلى القاهرة فعاد لوردة مضحِّيًا بغرام كان مرسومًا على إيقاعات لحن مجنون.
لقد أعلن بليغ زواجه من وردة، فعرفت غادة، فترك بليغ مراسم الزَّفاف وطار إلى بيروت".
"يقول أحمد عثمان لأيمن الحكيم: "يبدو أن غادة غضبت أو هدَّدت بشيء ما، فلا أستطيع أن أجزم بما حدث، لكن الذي عرفته منها أن بليغ ترك حفل زفافه في القاهرة وسافر إليها في بيروت، ثمَّ عاد ليتمِّم زواجه من وردة وسط دهشة الجميع، مختلقَّا أغرب مبرِّر ساذج، فقد ادعي حسبما عرفت من الأصدقاء أنه سافر ليشتري بدلة الفرح من بيروت لأنَّ الموديلات لم تعجبه في القاهرة"!
يتبع

مقالات متعلقة