الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 00:02

أخطاء الجبهة والتحدي الذي يواجهها

بقلم: الإعلامي محمد السيد

محمد السيد
نُشر: 29/03/21 08:24,  حُتلن: 10:23

ارتكبت الجبهة الخطأ الأكبر عندما أبعدت أحد أهم أعضائها د. يوسف جبارين من الواجهة وبهذا أبقت التمثيل يقتصر على المدن المختلطة واليهود وغيبت المثلثين الشمالي والجنوبي

- محمد السيد

لم تُوفق الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة البتةَ في دعايتها الإنتخابية للكنيست الإسرائيلي التي خاضتها في تحالفٍ مع التجمع الوطني الديمقراطي والحركة العربية للتغير والحزب الجديد القديم "الديمقراطي العربي" تحت اسم "معاً".

فقد تمحورت حول الشعار التقليدي "إسقاط نتنياهو" مع إضافة جديدة "كرامة وحقوق" وهو شعار تم السطو والإستيلاء عليه من حزب "كرامة ومساواة" الذي وقع اتفاق شراكة معهم في الإنتخابات السابقة والأخيرة لكنهم نقضوا الإتفاق في المرتين وأعلنوا عشية الإنتخابات فك الشراكة مع كرامة ومساواة والقومي العربي ، وممارسة اللعبة مع حزب معاً الذي كالوا له الإتهامات ووصفوه بالذي يؤيد يهودية الدولة.
كما أن الجبهة لم توفق في التعامل مع شركائها ، فبدلاً من تحجيمهم بناءً على الإستطلاعات الداخلية التي تبين أن قوتها تلامس الأربعة مقاعد ونصف ، وأنها تراجعت لثلاثة فقط لأول مرة وقدمت المقاعد الثلاثة المتبقية لشريكيها لتحصل العربية للتغيير على حصة الأسد ويبقى التجمع في ذيل القائمة مع عضوٍ واحد فقط.
وارتكبت الجبهة الخطأ الأكبر عندما أبعدت أحد أهم أعضائها د. يوسف جبارين من الواجهة وبهذا أبقت التمثيل يقتصر على المدن المختلطة واليهود وغيبت المثلثين الشمالي والجنوبي .
أما بخصوص النقب فتواصل الجبهة تهميشها لهذا الجزء لتتلقى ضربة موجعة وتحصل على مئات الأصوات فقط اذا وزعنا الأصوات التي حصلت عليها المشتركة على المركبات الأربعة.

لم توفق الجبهة في دعايتها المضادة للقائمة الموحدة التي ركزت على الجانب "الأخلاقي" في إشارةٍ لدعم الجبهة للمثليين والشذوذ الجنسي في اسرائيل ، وكانت عضو الكنيست عايدة توما في مرمى نيران الكثير من الناس الى درجة محاولات منعها من دخول قرية قلنسوة بالمثلث ، ما جعل حضورها يغيب طيلة الحملة الإنتخابية وتتوقف عن ذكر مسألة الشذوذ والمثليين.
الى جانب هذه الأخطاء واصلت الجبهة أسلوب الإستعلاء والنظرة الفوقية للآخرين مستمدةً ذلك من سيطرتها على لجنة المتابعة التي كانت دائماً تنأى بنفسها عن الصراعات الحزبية ، لكن رئيسها الحالي غير المنتخب ينتمي للجبهة بل كان سكرتيرها العام ثم رئيسها وعضواً عنها في الكنيست الإسرائيلي.
المطلوب من الجبهة اليوم هو استخلاص العبر من نتائج الإنتخابات التي أفقدتها المكانة الأولى في الشارع العربي الذي احتلته القائمة العربية الموحدة "الحركة الإسلامية الجنوبية" ، ومراجعة أخطائها وتصحيحها قبل أن يندلع الرفاق ويقودوا ثورة على القيادة وهذا متوقع في أقرب مؤتمر إن لم تكن إرهاصاتها قد بدأت .
من باب الحرص على التعددية والوحدة في آنٍ معاً على الجبهة أن تغير من أسلوبها وتجري عملية تغيير شاملة في صفوف قياداتها وتحجيم شركائها وتحسين الخطاب مع الموحدة اذا كانت جادةً في إعادة بناء المشتركة ، وإلا فلتخض الإنتخابات وحدها لتبين اذا ما كانت تستطيع عبور نسبة الحسم ولتكشف لجماهيرنا قوة شريكيها مرة واحدة .
هذا ما خاطرت به الموحدة وتجرأت على خوض الإنتخابات وحدها ولامست المقعد الخامس ، وتستطيع الجبهة فعل ذلك ، أما غيرها فسيعرف الناس أخيراً حجمه ليتم التعامل معه وفق ذلك. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com    

مقالات متعلقة