الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

عاصفة -بقلم : رشا وتد

رشا وتد
نُشر: 18/03/21 00:12

عاصفة 

متى ستكتمل الجداريّة؟؟

متى ستنتهي خطوط اللّانهائي ؟؟

وهل ستكتمل القصيدة ؟!

اما زالت ريشة الرّياح ترسم على سبلات النّرجس حكاية؟

اما زالت بتلات اللّوز تغمس بلين الصّحراء الخفيّ ؟!

اتكتمل الجدارية بعد حين؟؟

وهل سيفيق النّهار من أحضان اللّيل المتعب ؟

ام سيبقى الضّياع والتّيه حلقات متداخلة بواقع الخيال والاسطورة الواقعيّة ؟؟

أيا هذا ! أرأيت الطّريق ؟ هل أضاء قنديل الجليل على عتبات سبلنا ؟

على عتبات اطلال البيوت التي تذرف الدّموع 

كفكفي دموعك فالبحر وشاح أبديّ لعنق الأرض 

وسماؤك نقية تقطر عسل النّحلات الهائمات بين أزهار البيلسان 

يا بلاد الرّافدين ! يا دجلة الخصب ! جودي علي بخصب شعرك 

لأفترش الورق الأبيض وأزرعه من حنطة حروفي 

لأقطف ثمرا شهيّا زكيّا مباركا ...

لينهض ذلك الحصان من سباته 

ويعدو الى اللانهائي الابدي 

يصعب ترويضك أيها الادهم 

جسدك ليل طويل والذّاكرة غزيرة 

وأمتلأت البئر ونضحت على البيادر 

سنابل الجنوب ترقبني كعيون الايائل تلك الحوراء العسلية 

ورائحة الصندل تعبق من على سرجك 

الجامح بمخيّلتي الرّاكضة وراء السّراب 

عباب السّماء واللّجة والأمواج 

ما عادت قادرة أسكات العاصفة 

خذي مجراك أيّتها العاصفة 

حطّمي، كسّري، أغضبي ....

لا تتركي مكان للحدود امحيها وبعثريها 

لا تتركي اثرا للوهم البشريّ المسمّى حدود 

فاللانهائي حدودي .... وذلك المداد 

سينسكب على الحرير الأبيض 

حرفا، كلمة، قافية،أغنية 

ما معنى الأبجديّة بالحدود، فالابجديّة العنقاء 

لا حدود لها فهي اللاحدود 

وما أخبرك عن الأغنيات يا دجلة 

فكلها وجع ونين وترحال المسافرين 

وحنين الطّير لعشّه المبعثر بين طيّات 

الزّمان البعيد والقريب 

أرادت الرّياح أن تصقل وجهي ولكني كنت عصيّة عليها

لن أسمح للرياح نقش عثرات الزمان وكبواته 

لن أكون ضحيّة الرّياح

لا بد للأسطورة ان تكتمل على مهلها 

هناك يا سيّاب ! تقف على ضفاف دجلة 

وشعرك ينساب على شعرها الهائم على وجه الماء 

المغازل للنخيل النّائم بظلال بدره 

يا دجلة جودي عليّ بخصب السّيّاب 

بشعر فلا بدّ لهذه القصيدة أن تكتمل 

قبل رجوع التتار قبل وابل الدّم الأسود 

قبل انبلاج الظّلام من الشّروق 

من على الجبال ضوء قطرات طبريّا

ظفائرها الممدودة لحطين مجدولة بحجارتها السّوداء

قلاد أبدي مشغول ببركان ثائر خمد خجلًا لعيون 

طبريا المبعوثة بالحياة والحياء 

تصرخ مستنجدة بالايّوبيّ الأسطورة 

صليل السّيوف ما زال مدوّيًا

يناجي الايّوبيّ المحارب العائد 

من اللّاحدود من اللّانهائي 

ستكتمل هناك القصيدة 

ستكون جذلى مثل أزاهير الخميلة 

الموعودة بها وبيّارات يافا بفردوسها المفقود 

الأبدي سيكون جداريتي وقصيدتي اللّانهائية 

ولن تهدأ العاصفة 

ولن تستكين 

فسكون ضجيجك سيكون خلاصي فلا تهدئي 

ابدا

 فاللانهائي موعدنا.... ولا حدود....

بقلم : رشا وتد 17-3-2021

مقالات متعلقة