الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

سافر منك وعاد إليك - بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 05/03/21 23:06,  حُتلن: 09:00

لن تكوني مجرد ذكرى لأمرٍ مضى..
محالٌ.. محالْ
أن تكوني إطاراً لطيف خيالْ
أنت نبضُ الحياة في كل يومٍ
وحيث أقمتِ أضحى المكانُ هنا
وأنّى تكونين أكون أنا..
حين جالسني الأصدقاءُ
غيابُك صار الحضورَ الوحيدْ
حين أرى مُسْحةَ حزنٍ في وجوه رفاقي
يزيِّنُ وجهُكِ فرحةَ عيدْ
وحين يدُقُّ الصباحُ بابي
يغمر نورُ وجهِكِ كلَّ المنازلِ
والملاعبِ والروابي..
***
أنت سنديانةٌ باسقةٌ
جذورها ضاربةٌ في ترابي
لا تهزُّكِ الريحُ
ولا ينفيكِ غيابي..
لك الأرضُ والسماءُ
والندى المخبأ في انفعالات السحابْ
كلّما أغلق الزمنُ العابسُ باباً
فتحت يدُك البضّةُ بابْ..
أنت حصنٌ يحْرسُ تاريخَ انتماءْ
يهدي لك اللوزُ أزهارَهُ
في أواخر أيام الشتاءْ
وشقائقُ النعمان تحِجُّ إليكِ
في أوائل أيام الربيعْ
تعود العصافيرُ إلى راحَتيكْ..
تنشد البلابلُ أشعارها
تهتف: كل شيء في البلاد بديعْ..
قد سافر منك وعاد إليكْ
لا تكَحّلي عينيكْ..
فكلُّ شيءٍ جميلٍ
أينع بين يديكْ..
لا تقولي إن شيئاً منك ضاعْ
وجهةُ الراحلِ لم تكن إلّاكِ
في يوم الوداعْ.
يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة