الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 03:02

الانتخابات ومعركة دحلان القاسية - التحدي ومفترق الطرق

بقلم: سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 28/02/21 15:51,  حُتلن: 16:01

يبدو ان عملية المسار الديمقراطي كما يسميها الفرقاء في الساحة الفلسطينية تسير في اتجاه الاستعدادات التي يقوم بها كل فصيل او حزب في الساحة الفلسطينية ليرى كل منهم و من خلال صندوق الانتخابات ثمرة افعاله وسلوكه وخاصة ان الشعب الفلسطيني اكتوى بما يكفي من نار المتحكمين في النظام السياسي الفلسطيني سواءا في الضفة او غزة و هذا ينعكس على مستوى التعاطف او التأييد لطرفي الانتقسام الاساسيين في الضفة و غزة فربما نجد شعبية حماس في الضفة اكثر من غزة لان اهالي الضفة لم يفهموا من حماس الا خطابها المقاوم ولم يصطدموا مع نظامها الامني الدقيق جدا و الخالي من اي عواطف في سبيل ان تنال حكم انها تسيطر على قطاع غزة و خاصة هي تلك الرسالة التي توجه لجميع الاطراف سواءا اقليمية او دولية بعد الانقسام في عام 2007 و كذلك غزة التي لم ترى السلوك العنيف والذي يصل احياننا الى الانجراف تحت التزامات اوسلو من تعذيب في سجن اريحا وغيره ، اما عن حرية الرأي فهي مصادرة في كل من طرفي النظام السياسي .

ولكن دعونا نتحدث ما بعد المراسيم الرئاسية واجتماعات اسطنبول الدوحة القاهرة و التي اتفقت على مسار الانتخابات لحسم قضية الانقسام و هنا الاراء تختلف فهناك من كان يفضل ان تسو جميع قضايا الانقسام بما فيها التوافق على البرنامج السياسي قبل اجراء الانتخابات تخوفا من العودة الى واقع اسوأ من الانقسام بحد ذاته اما الطرف الثالث وانا منهم اعتقد ان كل الاطروحات التي تدور عن قائمة واحدة بين طرفي النظام السياسي في الضفة وغزة في احسن الاحوال ستصل الى واقع منظومة الفدرالية لتخطي الازمة مع التوافق الهلامي حول البرنامج السياسي بخطوطه العامة الذي يتحدث عن دولة في الضفة وغزة اي حل الدولتين و من هنا تدخل حماس في دروب ومسالك المبادرة العربية و مبادرة بوش ووزير الخارجية كيري .

ولكن لم يكن في الحسبان و نتيجة الانقسام في داخل حركة فتح ان تأتي قوة جديدة على الساحة الفلسطينية قد تفصل قبتي الميزان اما بعض الفصائل الصغيرة جدا فبواقع التجربة التي مرت بها منظمة التحرير فهي فصائل ليس لها وزن في الشارع الفلسطيني ولا تمثل 1% من القوة الانتخابية ، اذا من خبرتي في المنظمات الشعبية وفي التنظيم لا يمكن لفتح ان تقبل بقائمة مشتركة مع ما يقال "مع الند" الا اذا كان هناك خطر داهم يهدد وجود فتح التي يترأسها محمود عباس من طرف فتحاوي ايضا يصر ان يبقى يعمل من داخل مفهوم الاطار لفتح وبرنامجها المقر من منظمة التحرير الفلسطينية حيث فشلت كل الوساطات الفلسطينية والعربية والدولية لرأب الصدع بين محمود عباس و محمد دحلان واخرين ، فيرى محمود عباس من التقارب مع دحلان الذي اصبح قائدا لتيار اصلاحي في داخل حركة فتح امتدادا لكل المحاولات السابقة في الحركة التي قادها اخرون ولكن هذه المرة هذا التيار يمتلك من الامكانيات و الكادر والتمازج في الطرح الاقليمي والدولي ما يؤهله لأن يكون ندا قويا وعنيفا للنهج الذي يقوده محمود عباس لما يقال التيار الرسمي في داخل حركة فتح ، اما حماس التي تتجه الان الى القائمة الموحدة مع فتح فهي تعلم علم اليقين انها لن تستطيع ان تحقق شرعيتها وشرعية عملها في الضفة الغربية في ظل وجود اجهزة سيادية مؤدلجة تقودها السلطة ومرتبطة بشكل مباشر مع الاحتلال وهناك رتم وسلوك والتزام لن تستطيع حماس ان تجاريه وسيرفضها الاحتلال ما لم تقدم التزام امني واضح و اعتراف بالدولة اليهودية واعتراف بكل مستلزمات اوسلو على الاقل هذا اذا ما قدمت اسرائيل اكثر من ذلك من طلبات وشروط مثل تقنين السلاح وتخزينه تحت اشراف دولي او اقليمي ولكن مازال هناك خيار لحماس ان فازت بمقاعد واشتركت في الحكومة ستكون تلك الحكومة حكومة فيدرالية يتبعها حكومة ظل في غزة وحكومة ظل في الضفة وتبقى حماس تناور بقوتها في حدود قطاع غزة فقط و هي تنظر ايضا لاكبر دوافعها لدخول العملية انلاتخابية بعد وثيقتها في عام 2017 لان تدخل النظام السياسي الشرعي ليس في السلطة فقط بل هي تنظر الى منظمة التحرير الفلسطينية لكي تكون طرفا مقررا في البرنامج السياسي والتمثيلي للفلسطينيين .

ولكن هنا اريد ان اذكر ان سلوك الحرس القديم الذي يقوده محمود عباس هو نفس السلوك لتلك المدرسة وهنا اذكر ان جميع المؤتمرات الحركية و المجالس الوطنية كان يبت في جدولها ووضع القرارات حول القوة للمؤتمر وافراده و من سيفوز ومن سيخسر قبل انعقاد المؤتمر او المجلس الوطني ، اي كان ابو عمار هو الذي يحدد المسار و الكم و الكيف ولم تكن يوما تلك المجالس او المؤتمرات تأخذ العمق الديمقراطي لانه كان يسبقها اقصاءات او تحذيرات او كتم انفاس بوسائل مختلفة و اذكر هنا ايضا في المجلس الوطني المنعقد في عمان بعد الخروج من بيروت وبوادر انقسام داخلي في داخل حركة فتح وخاصة بعد مواجهات طرابلس الشمال في البداوي و الانشقاق الواضح في القوى الوطنية وفي داخل حركة فتح و من اهمهم ابو جهاد الذي حاول قدر الاماكن التصحيح من داخل وحدة المركزية وفتح ظاهريا ولكن كان هناك انقسام وكل يعمل من جهته لتثبيت رؤيته على منهجية وبرنامج حركة فتح القادم واكتشاف ابو جهاد ان هناك محاولات مشبوهه لاخراج فتح من هويتها النضالية والكفاحية ولكن كان الرئيس عرفات يمتلك ادوات اقليمية ودولية تعطيه مزيدا من الدفع وخاصة رأس المال الذي يتحكم فيه لان يعطي لنفسه رئيسا لمنظمة التحرير من خلال المجلس الوطني الذي في الحالة الطبيعية للفصائل ومكوناتها لا يمكن ان بحقق النصاب بناءا على تشكيل منظمة التحرير ورئيس المجلس السايح ايضا كما اذكر وبالتالي كانت هناك تغذية لانشقاقات في تلك الفصائل برموز منها ليعترف رئيس منظمة التحرير بأنها هي الشرعية وما يسمى فصائل دمشق بقياداتها التاريخية غير شرعية منها طبعا جبهة النضال الشعبي ، جبهة التحرير العربية ، والجبهة العربية الفلسطينية ، والحزب الشيوعي الذي يسمى الان بمسميات ادوات لاكثر من تجمع و من اهمها فدا هي تلك الفصائل التي يتحدث عنها الرجوب و الاحمد بأنها ستتحالف من جديد مع قائمة موحدة مع فتح و حماس ، هذا الخوف لجمع كل الصغار والكبار لا يمكن ان يقتنع به هذا النهج في فتح لولا الضرورة القصوى التي يمثلها ويشكلها التيار الاصلاحي لحركة فتح .

ولذلك المواجهة حادة من خلال المفهوم الديمقراطي المتلزم به محمد دحلان والتيار الاصلاحي كمسار لتجديد النظام السياسي الفلسطيني وهي الفرصة التي كان ينتظرها محمد دحلان و التيار الاصلاحي للدخول للنظام السياسي الفلسطيني من خلال الديمقراطية والعملية الانتخابية وهو سلوك مشروع بعد فشل كل المحاولات لوحدة حركة فتح بكل تياراتها واهمها التيار الاصلاحي ، كثير من المحبطين يتحدثون على ان هذا التيار لن تتجاوز مقاعده الخمسة في عملية احباط اعلامية تتناقض مع تخوف جميع الاطراف من هذا التيار ولذلك استطيع القول ان هذا التيار يقف الان وحيدا امام ما اتفق عليه جميع القوى في داخل منظمة التحرير او حماس لانه يهدد وجودها كنظام سياسي اذا ما حصل عل اصوات على هي المرجحة لتشكيل اي حكومة او تنفيذ اي قرار في المستقبل واعتقد ان هذا هو الهدف الاساسي من دخول التيار للانتخابات بقائمة من شخصيات وطنية وليست بالضرورة اعضاء في التيار بل ربما ايضا اعضاء ناظمين فيه و هنا المعركة الانتخابية ليست سهلة امام التيار و اعتقد ان التيار من خلال استطلاعاتي الشخصية لن يقل تمثيله عن 15% الى 22% على الاقل فهذا التيار يمتلك من الامكانيات و يمتلك من القادة والمستقلين المؤيدين ما يكفيه ليكون علامة بارزة في ظل تلك الانتخابات والعمل على الارض في مرحلة لا نتحدث فيها عن التحرير بل نتحدث عن الخطاب الاقليمي والدولي لحل القضية الفلسطينية وهنا يدخل التيار بكل امكانياته وهو المتفوق في معالجة اثار الانقسام و النكسات السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني فهو يقدم ومازال يقدم في ظل منظور المرحلة مستوجبات العطاء و في موقع متقدم لشعبنا سواءا في داخل غزة التي تمثل الفقر فيها اكثر من 65% و المخيمات في الضفة التي تنعدم فيها الخدمات اما في الخارج فأعتقد ان التيار سيحقق نتائج ستفاجئ الجميع ايضا في المجلس الوطني نتيجة ما يقدمه التيار للمخيمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني النازح واللاجئ من خدمات تفوق التزامات منظمة التحرير نحو هذا الشعب . اذا الانتخابات هي مفترق الطرق لان يتقدم التيار الاصلاحي او يتراجع بحكم نتائج معادلات الانتخابات.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة