حتى الآن تبدو حملة المشتركة والموحدة مصابة بالتكلسّ" نعسانة " وممّلة وإنشائية وشعاراتها بلاستيك... ولا تحرك لدى المتلقين شيئا
- وديع عواودة
يخطئ من يظن أن المشتركة والموحدة لا تحتاجان هذه المرة لـ حملة إعلامية حقيقة لأن جمهور الهدف بات يعرف جوهر الاختلاف والخلاف. بالعكس.
أولا تواجه القائمتان خطر سيادة " مزاج الانتقام بـ عدم التصويت" لدى أوساط غير قليلة من الناخبين العرب نتيجة تفكيك المشتركة التي اعتبروها " بقرة مقدسة " أو هدفا مقدسا خاصة بعد رفع سقف التوقعات منها. هذه مزاج شعبي إشكالي وينطوي على رد فعل لا يخلو من سلوك صبياني وينطلق من نظرة طوباوية للسياسة( الانقسامات في الأحزاب اليهودية أكبر ونسبة تصويت اليهود ترتفع). لكن لا يكفي أن تكون الأحزاب العربية محّقة من هذه الناحية والامتحان بـ إقناع جمهورها بالذهاب للصناديق، للمرة الرابعة في عامين. كذلك الامتحان في مواجهة إبرة تخدير نتنياهو وفقدان فرصة ثمينة للتصويت الاحتجاجي نتيجة انتقاله من الاستعداء للاحتواء. تشكّل " ميرتس " وأحزاب صهيونية أخرى تحديا ثالثا لأنها ستنهش قسطا من أصوات العرب. " الانتقام "، تخدير نتنياهو ،الأحزاب الصهيونية. هذه التحديات من مهام الحملة الانتخابية الفعالة.
حتى الآن تبدو حملة المشتركة والموحدة مصابة بالتكلسّ" نعسانة " وممّلة وإنشائية وشعاراتها بلاستيك... ولا تحرك لدى المتلقين شيئا. القيادة السياسية للقائمتين ينبغي أن لا تكرر أخطائها السابقة بالتدخل بـ كل شيء وبالحملة الإعلامية فهذه تحتاج لـ خبراء يشاركون معها في قراءة الصورة قراءة صحيحة والخروج باستهداف صحيح للأوساط الممتنعة والمترددة ومن أجل تغيير المناخ البارد والسلبي. هناك داخل كل حزب ناشطون يتقنون مهارات الإعلام والحملات فـ اعطوهم فرصة وأشركوا معهم خبراء من خارج الأحزاب للمساهمة في ترجمة الرؤية السياسية الصحيحة للقائمتين للغة انتخابية إعلامية مفهومة ونافعة. وهذا يعني أيضا خلع القائمتين عباءة الخطاب القديم بـ مصطلحاته وروحه ووسائله : الكف عن لعبة الاتهام حول السؤال من فككّ المشتركة والانتقال لنقاش سياسي حول أي الطريق أجدى فعلا( وهذا بالمناسبة من مسؤولية وسائل الإعلام أيضا) . حتى الآن الحوار أشبه بالشجار ولا يخلو من التخوين والتكفير وفيه نغمة طائفية مبّطنة ومن شأنها أن تضر بـ الجميع ناهيك عن فيديوهات التشكيك والطعن المجهولة فهذه لعب بالنار وكيد مرتد سيضرب حتى من يستخدمها وبنهاية المطاف هناك هموم وتحديات ونجاحات وقواسم مشتركة تجمع الكل قبل وبعد ال انتخابات . كان الاتفاق على فائض الأصوات نافذة لـ انطلاقة جديدة آمنة ومجدية أكثر أما التكرار والاجترار فـ نتيجته معروفة.
حملة انتخابية موفقة من شأنها ضمان الحد الأدنى من النجاح بهذه المرحلة.. ومن يمعن التفكير يجد أن نجاح القائمة الأولى هو مصلحة القائمة الثانية والعكس صحيح .. وهو بالتأكيد مصلحة للمجتمع العربي على الأقل من أجل وجود حالة تنافسية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
إقرا ايضا في هذا السياق:
- ورطة نتنياهو: في تكليف.. ما في حكومة/ بقلم: الصحافي وديع عواودة
- بيضة القبان العربية والرحلة في مناطق الألغام الإسرائيلية| بقلم: وديع عواودة
- مع كل العتب علينا بالتصويت.. فـ هناك وضع خطير ووضع أخطر/ وديع عواودة
- كنت هناك... ما شاهدته وما لم أشاهده في أم الفحم - بقلم: وديع عواودة
- كي لا تخبو جمرة الاحتجاجات في أمهات الفحم /وديع عواودة
- العبرة في ام الفحم وطمرة ومجد الكروم : الأمل موجود في القاعدة فقط / وديع عواودة
- خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود!/وديع عواودة
- ليس بالشعار وحده تعيش الشعوب|وديع عواودة
- في الحركة بركة| بقلم: وديع عواودة (1)