الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 02:01

هل الدين لله والوطن للجميع؟!

بقلم: د. إحسان هنية

د. إحسان هنية
نُشر: 09/02/21 13:55,  حُتلن: 16:30

نسمع كثيرا عبارة "الدين لله والوطن للجميع " من العلمانية! فماذا يُراد بهذه العبارة ذات السلاسة واللطافة نوعا ما؟ 
وكوني قد سمعتها من بعض الأشخاص يرددونها كأنها مثل شعبي أو قاعده حياتيّه صحيحة ومقبولة!

عبارة الدين لله والوطن للجميع هي عباره خاطئه ومن يرددها أصحاب العلمانيه المتعصبه بمعانٍ أخرى أيضا كالمطالبه " بفصل الدين عن الدوله " !!
هذه العبارات هي تنفيذ لأجندات وأفكار مستورده غربيّه علمانيه تدّعي أنها لمصلحة المواطن بأن يكون الدين بعيد عن الحياة والسياسة والمجتمع
ويستدلّون بنجاعة هذه الفكره بتمثيل العالم الغربي وتطوّره الكبير .. وأننا لو أردنا أن نتقدّم مثلهم لا بد من تطبيق هذه الفكره والمضمون على واقعنا !

بدايةً ، حتماً سمعتم بمُصطلح " العصور المُظلمه" وهو يُعبّر عن كمية الإستبداد وفساد الذي عاشه الغرب جرّاء فساد واستبداد الكنيسه في العصور الوسطى ، وهذا ما جعل الغرب تسوده الصراعات والتناحرات وحروب لا نهاية لها

ثم ظهور مصطلح " عصر التنوير " الذي يعتمد على العلم والفن والأدب والصناعه وغيرها من تطوّر والذي قوّض وهدم أركان سلطة الكنيسة (الدين) وجعله فقط بين أربع جدران لا يخرج منها !! ومن هنا بدأ فصل الدين عن الدوله باعتباره يضرّ بالمجتمع والسياسه والحياة العامه
إذ نرى أن الفساد في الغرب بداية هو من الكنيسة وسلطة الكنيسة (الدين) وفساده وتحكّمه بمجريات الأمور الحياتيه والسياسيه والحروب ...
فمن أراد تبني هذا الفكر في مجتمعنا لم يتطرّق إلى ذلك وإنما انبهر بالإسم وردد العبارات بأعين مغمضه دون إمعان النظر بواقعنا والبُعد الكبير بين ثقافتنا وثقافة الغرب.

مجتمعنا في الشرق الأوسط مجتمع محافظ بطبيعته حتى قبل دخول الحركات الإسلامية إليه وعندما دخلت الحركات الإسلامية عززت من الأخلاق الحميده والفكر النيّر والأخوه والعلم والمعرفه والثقافه وسلامة المجتمع وذلك ممكن لمسه في سنوات ال٧٠ وال٨٠ و ال٩٠ من القرن الماضي .
إذاً .. نحن بعكس الغرب تماماً ، لأن عصور الظلام كانت عندنا قبل قدوم الحركات الإسلاميه ونشر تعاليم الدين بين الناس وليس مثل الغرب بأن ما وصلوا إليه من عصور مُظلمه وفساد كان بسبب تعنّت وتسلّط وفساد الكنيسة.
وما يحدث الآن من فساد في المجتمع في الدخل خاصة والشرق الأوسط عامة هو ليس بسبب تسلّط الدين أو اتباع تقاليده وتعاليمه إنما هو نتيجة ابتعاد الناس عن الدين ومخالفة تعاليمه وقيمه ومبادئه ، وهذا الفكر المغلوط الذي تصرّح به العلمانية المُغاليه بعدم السماح بدخول الدين إلى الحيّز العام وتتجاهل الحقيقه الواضحه وتستغفل بعض الناس.

وهنا لا بد للعلمانيين الذين يرددون هذا العبارات "فصل الدين عن الدوله " أو " الدين لله والوطن للجميع " أن يعلموا أنهم مجرّد ببغاوات يجهلون الحقيقه أو يتجاهلونها لسلخ الدين عن الناس في حياتهم العامه وتكريسه فقط بين أربع جدران (المسجد) ويتبنّون فكره مغلوطه لا تنطبق على مجتمع كمجتمعنا وهم بهذه العبارات يُسيئون للدين أولاً (كأنه سبب الخراب والفساد في المجتمع ) ومن ثم إلى المجتمع المحافظ الأصيل ثانيا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة