الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 19:02

مُعَلَّقَاتِي الْمِائَتَانْ {43}مُعَلَّقَةُ أَصَابِعُ الْحُبْ-شعر / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

محسن عبد المعطي
نُشر: 25/01/21 05:28

يُنَادِيكِ قَلْبٌ فِي الضُّلُوعِ يَصُولُ = وَيَهْذِي بِحُبٍّ خَالِدٍ وَيَجُولُ
أَصَابِعُ حُبٍّ تَبْتَغِيكِ حَبِيبَتِي = لَهَا وَهَجٌ مِثْلَ الضُّحَى وَقَبُولُ
وَأَقْلَامُ أَلْوَانٍ تَؤُمُ مَشَاعِرِي = تُنَادِيكِ أَحْواشٌ لَهَا وَطُلُولُ
وَفِي كُلِّ صُبْحٍ تَبْتَغِيكِ بِحِضْنِهَا = تُنَادِي مَلَاكاً لِلْغَرَامِ يَمِيلُ
وَقَوْسٌ يُشِعُّ الحُبَّ فِي كُلِّ مَرَّةٍ = تُعَانِقُهُ فَوْقَ الْغَرَامِ حُمُولُ
فَأُلْصِقُ رَسْماً لِلْغَرَامِ مُحَرَّكاً = تُنَازِعُهُ بَيْنَ الْغَرَامِ طُبُولُ
فَيَسْتَبِقُ الْحُبَّ الْمُتَيَّمَ حَفْلُنَا = تُغَنِّي بُدُورٌ حَوْلَنَا وَفُلُولُ
وَأَقْسَمْتُ بِالْأَشْجَارِ تَحْكِي عُيُونُهَا = وَقَدْ هَلَّ فِي رِمْشِ الْحَبِيبِ وُصُولُ
وَأَقْسَمْتُ بِالْأَنْهَارِ تَهْذِي شِفَاهُهَا = وَقَدْ صَالَ فِي قَلْبِ الرَّضَابِ هُطُولُ
سَأُبْدِعُ سِرْيَالِيَّةَ الْحُبِّ بِيْنَنَا = عَلَى قَلْبِ عُصْفُورٍ عَرَاهُ فُضُولُ
يُطِيلُ بُكَاءَ الْقَلْبِ مِنْ فَرْطِ وَجْدِهِ = وَقَدْ صَاغَتِ الدَّمْعَ الْحَزِينَ تُلُولُ
سَوَادُ دُمُوعٍ مِثْلَ كُحْلٍ بِمُقْلَةٍ = أَتَاهَا بِدُسْتُورِ الْهَوَانِ مَقُولُ
أَيَا رَجُلاً فِي الْقَلْبِ أَشْتَاقُ حُبَّهُ = وَقَدْ فَاضَ مِنْ كُحْلِ الْعُيُونِ سُيُولُ
أُحِبُّكِ يَا بَحْرَ الْغَرَامِ بِلَهْفَةٍ = وَقَدْ ذَابَ مِنْ فَرْطِ الْغَرَامِ فُيُولُ
وَأَبْحُرُ حُبِّي فِي فُؤَادِي اشْتِيَاقُكُمْ = وَفِي عُمْقِ عُمْقِي صَبْوَةٌ وَصَهِيلُ
وَأَغْرَقَنِي حُبُّ الْجَمِيلِ وَشَوْقُهُ = تَبَارَتْ عَلَيْهِ أَنْجُمٌ وَخُيُولُ
رَحَلْتَ وَلَمْ تَتْرُكْ لِقَلْبِي مَثُوبَةً = يُدَلِّلُهُ وَقْتَ الْغَرَامِ جَمِيلُ
أَنَا الْحُبُّ يَا بَحْرَ الْحَبِيبِ وَأَدْمُعِي = تُدَاوِي جُرُوحاً وَالْجُرُوحُ تُقِيلُ
فَهَلْ كَانَ مِنْ نَبْعِ الْمَكَارِمِ صَفْوَةٌ = يُدَاوُونَ جُرْحِي وَالْجُرُوحُ فُصُولُ
وَهَلْ كَانَ إِلَّا صَفْوَةُ الْقَوْلِ مِنْهُمُ = وَقَدْ غَارَ مِنْ قَلْبِ الْأَعَاجِمِ غُولُ
وَأَمْوَاجُ شَوْقِي تَسْتَحِثُّ مَكَارِمِي = وَقَدْ لَاحَ مِنْ بَحْرِ الرُّجُوعِ خُمُولُ
أَقَدْ حَانَ لِلطَّيْفِ الْجَمِيلِ حُلُولُ = وَتَغْتَسِلِينَ الْآنَ ثُمَّ نَقِيلُ؟!!!
حَبِيبَةَ أَيَّامِي وَحُبِّي تَحَمَّمِي = بِمَاءِ زَهُورٍ هَلَّ مِنْهُ شَلِيلُ
حَدِيقَةُ حُبِّي وَالْوَفَاءُ تَجَمَّعَا = وَقَدْ حَلَّ بِالتَّرْحَالِ مِنْهُ غَسِيلُ
أَلَا فَاسْلَمِي يَا دَارَ حُبِّي عَلَى الْمَدَى = وَفِيكِ حَيَاتِي وَالْوِدَادُ رَعِيلُ
شِفَاهُكِ دُسْتُورُ الْحَيَاةَ وَقَلْبُهَا = رَعَتْهَا عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ عَجُولُ
وَجِيدُكِ قَدْ كَادَ الزَّمَانَ بِحُسْنِهِ = وَقَدْ فَرَّ مِنْ حُسْنِ الْقَوَامِ عَمِيلُ
أُحِبُّ صَهِيلَ الْوَجْنَتَيْنِ بِدَارِنَا = وَقَدْ سَاحَ فَوْقَ الْخَدِّ مِنْهُ عَوِيلُ
وَشَاكَسْتُ فِي الْعِشْقِ الْجَمِيلِ بِفِطْرَتِي = وَهَلَّ عَلَى قَوْسِ الْجَمَالِ نَزِيلُ
حَبِيبِي وَنُورُ الْمُقْلَتَيْنِ أُحِبُّهُ = لَهُ فِي بَيَادِيرِ الْجَمَالِ أُصُولُ
يُشَاكِسُ فِي دُسْتُورِ حُبٍّ وَمُتْعَةٍ = لَهُ فِي دُرُوبِ الْعَاشِقِينَ سَبِيلُ
تَرَبَّعَ فَوْقَ الْحُسْنِ لَكِنْ خَيَالُهُ = بِعَرْشِ الْهَوَى لِلْعَاشِقِينَ يَكِيلُ
جُنُونُ الْهَوَى وَالْعِشْقِ يَحْلُو حِسَابُهُ = وَحُبُّكَ يَا نُورَ الْعُيُونِ دَلِيلُ
عَلَى الْغَيْمِ مَكْتُوبٌ أُحِبُّكِ فَاشْهَدِي = وَنِيسَانُ لِلْحُبِّ الْجَمِيلِ سُهُولُ
يُغَافِلُ بَيْتَ الدِّفْءِ وَالْعِشْقِ وَالْهَوَى = عَشِيقٌ إِلَى سِفْرِ الْحَنَانِ يَؤُولُ
أَخَافُ مِنَ الْأَمْطَارِ يَا مَرْكِبَ الْمُنَا = وَلَسْتِ مَعِي وَالْحَامِلَاتِ تَسِيلُ
فَمْذْ رُحْتِ يَا عُمْرِي وَحُبُّكِ سَاكِنٌ = قُصُورَ فُؤَادِي وَالْفُؤَادُ يَشِيلُ
وَعُقْدَةُ أَمْطَارٍ تَهِلُّ بِخَاطِرِي = كَمَا ارْتَادَ أَطْرَافَ السَّحَابِ عَلِيلُ
ذَرِينِي بِحُبِّ الْخَالِ أَلْثُمُ طَيْفَهُ = بِقَلْبِي وَإِنْعَامُ الْحَيَاةِ قَلِيلُ
أَكَانَ شِتَائِي حَالِماً بِطُيُوفِهِ = يَهِيمُ وَأَسْبَابُ الْهُيَامِ تُعِيلُ؟!!!
أَرِينِي فَإِنَّ الْحُبَّ يَسْتَلْزِمُ الرُّؤَى = وَلَيْسَ لِعَطْفِ النَّاهِدَاتِ بَدِيلُ
وَغَطِّي فُؤَادِي بِالْمَحَبَّةِ وَالْمُنَا = غِطَاؤُكِ فِي دُنْيَا الْغَرَامِ كَفِيلُ
أَيَا لُؤْلُؤَ الْأَحْدَاقِ يَا شَهْوَةَ الرِّضَا = وَمَنْبَعَ حُبِّي وَالْحُظُوظُ تُنِيلُ
وَفِي مُهْجَتِي الْأَشْوَاقُ قَدْ بَثَّتِ الْمُنَا = لِلُقْيَا قُلُوبٍ بِالصَّفَاءِ تَحُولُ
فَكَمْ بَثَّتِ الْآمَالَ وَالْحُبَّ وَالْهَنَا = وَكَم غَنَّتِ الْأَمْوَاجُ مَا سَتَطُولُ
وَأَقْلَامُ حُبِّي فِي اغْتِسَالٍ مُؤَجَّجٍ = بِلُقْيَا حَبِيبِ الْقَلْبِ مَا سَيَقُولُ؟!!!
أَرِينِي دَلَالَ الْحُبِّ أَقْتَتْ بِشَهْدِهِ = فََإِنِّي بِأَطْيَافِ الْمُنَا لَهَبُولُ
وَيَسْتَيْقِظُ الْقَلْبُ الْخَلِيُّ عَلَى الضَّنَى = وَفِي مَوْكِبِ الْعُشَّاقِ سَارَ خَلِيلُ
أَؤُمُّ ابْتِهَالَاتِ الْمَوَاكِبِ حَالِماً = وَأَلْثُمُ أَمْوَاجَ الْمُنَا وَأُطِيلُ
أُسَرِّحُ أَشْعَارَ الْحَبِيبَةِ هَانِئاً = وَأَكْتُبُ فِيهَا وَالْحَيَاةُ فَعُولُ
وَأَسْتَلْهِمُ الْأَفْكَارَ مِنْ خُصُلَاتِهَا = جَدَائِلُهَا فَوْقَ الْمُحِيطِ خُبُولُ
وَتَسْتَحْلِمُ الْأَكْوَانُ عِنْدَ مَسِيرِهَا = وَقَدْ هَلَّ مِنْهَا سُكَّرٌ وَعَسُولُ
أَرِيحِي فُؤَادِي بِالْوِصَالِ فَطَالَمَا = سَرَحْتُ وَفِي الْقَلْبِ الْحَزِينِ جَمُولُ
وَضُمِّي إِلَى الْقَلْبِ الْمُشَفَّرِ حُلْوَةً = وَقَدْ هَامَ بَعْدَ الْقُبْلَتَيْنِ أَسِيلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الطويل
ثاني الطويل :
العروض تام مقبوض
والضرب تام محذوف
بحر الطويل لا يكون إلا تاما
الْقَبْض (حذف الخامس الساكن) فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِلُنْ)، وتصبح (فَعُوْلُنْ): (فَعُوْلُ). ولا يجوز اجتماع الكف والقبض في (مَفَاْعِيْلُنْ). والْكَفّ والْقَبْض إن وقعا في جزء أو جزأين قُبِلا، فإن زادا عن ذلك لم يتقبلهما الذوق
ووزنه :
فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ = فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِي
الطويل التام :
هو الذي وُجدت تفعيلاته الثمانية في البيت مثل :
يُنَادِيكِ قَلْبٌ فِي الضُّلُوعِ يَصُولُ = وَيَهْذِي بِحُبٍّ خَالِدٍ وَيَجُولُ
أَصَابِعُ حُبٍّ تَبْتَغِيكِ حَبِيبَتِي = لَهَا وَهَجٌ مِثْلَ الضُّحَى وَقَبُولُ
وَأَقْلَامُ أَلْوَانٍ تَؤُمُ مَشَاعِرِي = تُنَادِيكِ أَحْواشٌ لَهَا وَطُلُولُ
وَفِي كُلِّ صُبْحٍ تَبْتَغِيكِ بِحِضْنِهَا = تُنَادِي مَلَاكاً لِلْغَرَامِ يَمِيلُ
وَقَوْسٌ يُشِعُّ الحُبَّ فِي كُلِّ مَرَّةٍ = تُعَانِقُهُ فَوْقَ الْغَرَامِ حُمُولُ
فَأُلْصِقُ رَسْماً لِلْغَرَامِ مُحَرَّكاً = تُنَازِعُهُ بَيْنَ الْغَرَامِ طُبُولُ
فَيَسْتَبِقُ الْحُبَّ الْمُتَيَّمَ حَفْلُنَا = تُغَنِّي بُدُورٌ حَوْلَنَا وَفُلُولُ .
شعر / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

مقالات متعلقة