الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 23:01

علي سلام يعلن عن دعم نتنياهو.. ويفتح النار على المشتركة

أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 14/01/21 11:18,  حُتلن: 13:15

الكلمة التي ألقاها رئيس بلدية الناصرة علي سلام خلال استقباله لضيفه رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو رئيس حزب الليكود، تضمنت أربع رسائل سياسية: الرسالة الأولى موجهة للقائمة المشتركة وكانت واضحة في مضمونها الهجومي على قادتها، والرسالة الثانية موجهة للمتظاهرين الذين صب علي سلام جام غضبه عليهم باعتبارهم دون قيمة، أما الرسالة الثالثة فكانت تحمل في طياتها مدحاً ملحوظاً لنتنياهو وحزبه ووعوداً بدعمه، أما الرسالة الرابعة فكانت تتضمن مطالب علي سلام من الزائر.

فيما يتعلق بالقائمة المشتركة، فالعداء السياسي ليس جديداً، وإن كانت هناك فترة "شهر عسل" بين الجانبين لكنها كانت مرحلية مثل "الرغوة" ظهرت قليلاً واختفت. وبما أن رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة أحد قادة "الجبهة" فلا بد أن يكون العداء السياسي على أشده بسبب الخلاف بين الجبهة وعلي سلام منذ انتخابه رئيساً لبلدية الناصرة وإسقاط الجبهة مرتين متتاليتين في الإنتخابات

يقول علي سلام في كلمته: "دعمنا المشتركة في السابق وحصلوا على 15 مقعدًا لكن لم نستفيد منهم". هذا يعني حسب قول سلام، أن دعمه للمشتركة مكنها من الحصول على 15 مقعداً. لكن هذا الكلام لم نسمعه أبداً من قادة المشتركة في السابق ولم يتطرق أحد إلى "فضل" أبو ماهر في زيادة عدد مقاعد المشتركة في الكنيست. فالمشتركة في نظر أبو ماهر ناكرة جميل.

لكن كيف ينظر أبو ماهر إلى المشتركة الآن؟ يقول في كلمته مخاطباً ضيفه الزعيم الليكودي:"لقد سئمنا منهم. وبعض النواب في المشتركة لا اراهم ولا احسبهم أصلًا". هذا الكلام يبين العلاقة المتوترة جداً بين سلام و"البعض" الذي لم يفصح عنه سلام في كلمته، حتى أنه "لا يرى هذا البعض حتى " من خرم إبرة" أما رأي علي سلام بالمتظاهرين الذين احتجوا على زيارة نتنياهو لمدينة الناصرة، فلم يكن أخف قسوة من انتقاده لقادة المشتركة. وبالرغم من أن العديد من القوى السياسية وبعض الشخصيات الحزبية الفاعلة بما فيهم أعضاء كنيست، قد شاركوا في المظاهرة (والصور أظهرت ذلك) وقالوا لنتنياهو "برا ... برا"، إلاّ أن رئيس البلدية لم ير سوى " بقايا الشيوعيين لقد مللنا منهم ومللنا من حديثهم المكرر منذ سنوات".

وبدون شك يوجد لعلي سلام مطالب لدى نتنياهو. فهو لم يستقبله لسواد عينيه أو لجمال وجهه بل هناك حاجة ملحة في نفس يعقوب. فقد عرض سلام على نتنياهو ما يريده منه. وقد تضمنت مطالب علي سلام القضايا التالية:" مكافحة العنف والجريمة، ضائقة المسكن، البناء، قضايا النقب والميزانيات للبلديات والمجالس العربية." بمعنى أن علي سلام لم يطالب بقضايا تخص الناصرة وحدها بل تهم المجتمع العربي بشكل عام.

ولكن ماذا وعد علي سلام نتنياهو في المرحلة الانتخابية المقبلة؟ أبو ماهر كان بمنتهى الوضوح عندما رفع صوته عاليا وقال لنتنياهو دون أن يحسب أي حساب لأحد على أساس أنه مقتنع بموقفه: "نعدك أننا سندعمك في الانتخابات وأنك ستستمر بعملك..لا يوجد زعيم مثلك يستطيع قيادة دولتنا"، أطلب منك أن لا تنسانا وان تحقق السلام". هذا يعني أن علي سلام يأمل من بيبي أن لا يخيب آماله وأن لا ينساه. لننتظر

ومقابل وعد أبو ماهر لضيفه بتوفير الدعم له في الانتخابات ، ومدحه باعتباره خير قائد لإسرائيل التي لم تنجب مثله، فماذا كان رد نتنياهو؟ يقول الزائر في كلمته:" أتعهد شخصيًا بضمان الامان الشخصي لكل واحد وواحدة منكم. اريد ان تخرجوا من بيوتكم وانتم تشعرون بالامان ودون خوف، ان تتواجدوا في بلداتكم العربية وتتنلقلوا في شوارعها بأمان كما تفعلون في تل أبيب والخضيرة وبئر السبع".وأفهم نتنياهو العرب كيف خدمهم بالقول: "لقد وضعت ميزانيات في البلدات العربية خلال فترة حكمي أكثر من كل الحكومات الإسرائيلية السابقة على مر السنوات".

لا أدري إذا كان كلام نتنياهو صحيحاً أم لا. فأعضاء المشتركة يعرفون ذلك لأنهم على تماس يومي بالحكومة وقراراتها. لكن الملفت للنظر أن علي سلام "ناشد المواطنين العرب بتصديق كل الكلام الذي قاله نتنياهو لأنه صادق فعلا ويريد التعايش بين العرب واليهود". والسؤال المطروح الآن: هل نرى في موقف علي سلام العلني المؤيد نتنياهو " سقوطاً لورقة التوت" أم أن حديثه عن دعم نتنياهو أسلوب سياسي يندرج في إطار " بوس (...) من تمو حتى آخذ حاجتي منو؟؟"

لكن من جهة ثانية، ليسمح لنا رئيس بلدية الناصرة بالسؤال عن مدى ثقته بصحة كلام نتنياهو، فيما إذا كان فقط من أجل كسب الأصوات العربية، وبعدها لكل حادث حديث؟ علماً بأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تحدث في مذكراته، عن صفات رئيسيّة لنتنياهو بينها "الكذب والخداع"، ورئيس الحكومة الأسبق أولمرت قال عنه "أنه لا يفعل ما يقول". هذا بالنسبة لليهود فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بالعرب؟
قل لنا بربك يا أبا ماهر: من نصدق؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة