الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 06:02

العاهل السعودي يدعو الى التسامح

العرب
نُشر: 14/11/08 06:54

قال العاهل السعودي الملك عبد الله لقادة العالم في منتدى لحوار الأديان  إن الإرهاب عدو كل الأديان ودعا إلى قيام جبهة موحدة لمحاربته وتعزيز التسامح.
وأضاف الملك عبد الله في مستهل اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحوار بين الأديان اقترحته الرياض "نقول اليوم بصوت واحد أن الأديان التي أراد بها الله عز وجل إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم".



وتابع قوله "إن الإرهاب والإجرام أعداء الله.. وأعداء كل دين وحضارة.. وما كانوا ليظهروا لولا غياب مبدأ التسامح".
ويشهد هذا المنتدى الذي يستمر يومين توجها جديدا للمملكة التي تعرض نهجها الديني المحافظ للانتقادات الدولية عقب هجمات 11 من سبتمبر/ايلول على الولايات المتحدة.
وينتمي 15 من أصل 19 عربيا نفذوا هجمات 11 من سبتمبر للمملكة العربية السعودية. وأسفرت تلك الهجمات على نيويورك وواشنطن عن مقتل نحو 3000 شخص.
ومنذ ذلك الحين والعاهل السعودي يتبع نهجا سياسيا يسعى لتحسين صورة النظام الذي تحكم به الأسرة الملكية في السعودية بالتحالف مع مؤسسة دينية محافظة.
وقال العاهل السعودي للمنتدى إنه على مر التاريخ أدت الصراعات على القضايا الدينية والثقافية إلى حالة من عدم التسامح "وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة".
وأضاف "أن الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب. فإما أن يعيشا معا في سلام وصفاء وأما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية."
ويشارك في هذا المنتدى الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري والرئيس الأفغاني حامد كرزاي وزعماء ودبلوماسيون من نحو 60 دولة أخرى.
وانتهز الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الفرصة النادرة التي جمعته في منتدى مع العاهل السعودي كي يخاطبه بصورة مباشرة مشيدا بكلمته وبمبادرة السلام السعودية. ولا توجد علاقات بين السعودية وإسرائيل. ولا يتعامل دبلوماسيو السعودية ومسؤولوها مع الإسرائيليين.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنه من المستحيل الحديث عن الوئام بين الأديان من دون حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف أن "إنهاء هذا الصراع الذي يزرع بذور الفرقة والانقسام من خلال إيجاد سلام مبني على قيمنا العميقة المشتركة والتي تشمل قيم العدالة واحترام القانون الدولي وحق الشعوب في العيش بكرامة يمثل السبيل الأفضل لتخفيف حدة التوتر بين الشرق والغرب وبين أتباع الديانات المختلفة."
وتعرض المنتدى لانتقادات من جانب جماعات حقوق الإنسان التي تقول إنه يعطي السعودية أرضية للدعوة الى التسامح الديني في الخارج وفي الوقت نفسه فرض التمييز والتفرقة في الداخل.
وتحظر السعودية على غير المسلمين ممارسة شعارهم الدينية علنا وتفرض فصلا بين الجنسين وتطبق عقوبات الإعدام علنا بحد السيف. وتقول منظمات حقوقية إن الأقلية الشيعية تواجه تمييزا.
وشدد الكثير من القادة الذين تعاقبوا على الكلام على التسامح الذي تدعو اليه كل الديانات الكبرى.
لكن التوترات الناجمة عن النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني وانتقاد السياسات الاجتماعية والاقتصادية الغربية ما لبثت ان طغت.
وظهرت كذلك اختلافات بين الدول الغربية والدول الاسلامية حول المعنى الفعلي للتسامح. وقبل القمة دعت منظمات غير حكومية المملكة العربية السعودية الدولة المحافظة جدا الى ممارسة التسامح قبل ان تدافع عنه من على منبر الامم المتحدة.
وقالت ساره ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، "لا حرية دينية في السعودية لكن السعودية تطلب من العالم الاصغاء الى رسالة التسامح الديني التي تطلقها".
ودعمت عدة دول غير مسلمة المبادرة السعودية وبينها اسرائيل التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الرياض، وفرنسا باسم الاتحاد الاوروبي الذي تتولى رئاسته حاليا.
وايد رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه ممثل الرئيس نيكولا ساركوزي الفكرة السعودية "بدعوة المؤمنين الى ايجاد ما يقرب بين الشعوب ولا ما يفرقهم من خلال رسالة اديانهم". لكنه شدد على ان الحوار يجب ان يرتكز على احترام المبادئ العالمية لحقوق الانسان.
وتشارك 80 دولة في النقاشات خلال المؤتمر. وسيلقي الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون كلمة الخميس.
وفي واشنطن قالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض إن بوش يعتقد أن "العاهل السعودي أكد على أن هناك طريقا طويلا يتعين سلكه وأنه يحاول اتخاذ بعض الخطوات من أجل الوصول إلى الهدف".
وقال عدد من القادة العرب إن الإسلام يتهم زورا بدعم الإرهاب. وقالوا إن الدين يدعو للاعتدال وينبذ التطرف والعنف والتعصب.
وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد "يتوجب علينا نحن قادة وشعوبا أن نتحمل مسؤولياتنا التاريخية في التمعن في واقعنا المؤلم وذلك من خلال الحوار الجاد والصادق بيننا كشعوب وديانات وثقافات".
وقال دبلوماسيون إنه من أجل تجنب الخلافات المحتملة فإنه من المتوقع أن ينتهي المنتدى ببيان شفهي غير ملزم يلقيه رئيس الجمعية العامة وليس إعلانا مكتوبا.

مقالات متعلقة