الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 06:01

بلاد القمح والبرتقال-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 13/01/21 02:06

  بلاد القمح والبرتقال

من بلاد القمح والبرتقالْ

طارت على سحابةٍ بيضاءْ

إلى بلادِ حُكم المالْ

جاءت من الجنوب..

 من بلاد التينِ

والزيتون والخرّوبْ

حلّقت على المروج الخُضرِ

والبحارِ والجبالْ..

حطّت على تجمعات الناسِ

في مُعلّباتٍ طوالْ..

في عُباب الأرض يمْخُر القطارْ..

في مدينة الضياء والدخان

تزاوج الليلُ والنهارْ..

لدى وصولها- 

أصغت إلى تنهدات الشمسِ 

ساعة الغُروبْ.. 

تلَفَتَتْ..

ولم تجدْ ياسَمينةً على جدارْ

ولم تجدْ عصفورةً في فناء دارْ..

على حائط الروحِ

علّقت بهاءَ وجهِهَا 

وفي حديقة القلبِ

شيّدت رهبةَ التِمثالْ

حَيّت.. فكان في صوتها سلامْ..

في نبرها معزوفةٌ مسحورةٌ

تغلغلت في العظامْ

   ***

في بلادها عشقتُ روضةً

رأيتُ فيها نخلةً..قبلَ ألفيتينِ

هزّت جِذعَها مريم العذراء..

عندما اقتربت منها

دلّت صدرها..

أطعمتني تمرها..

غذّت عروقي بالدماءِ كي أكبرْ..

كبِرتُ في مروجٍ لونها أخضرْ

علمتني كيف تبني العصافير أعشاشها

وأن حبَّ التين في الهواء يكبرْ..

وفي بطن الأرضِ ينضجُ الزنجبيلْ

علمتني أن فَوْحَ البرتقالِ في الربيعِ

ريْحانٌ وعنبرْ..

في بلادها عانقتني النسائمُ الفيحاءْ

أرخت الشمس شعرها المُذَهّبْ..

كي يُوشحَ وجهيَ القمحيَّ

لونُ المرمر الأسمرْ..

في بلادها تُنبِتُ الأرضُ فاكهةً،

من كل لونٍ، طعمُها ترياقٌ وسُكَّرْ..

في أرضها دلَّلتني السُفوحُ والسهولْ..

أطعمتني زيتَ زيتونٍ وزعترْ

  ***

في الروح يسكنُ القمحُ والبرتقالْ

في غُربتي أسيرُ في شارع الذكرياتْ

أراها حين لا أراها.. 

أراها في شُعاع الشمسِ..

في الضِياءِ والظلالْ..

أراها في براءةٍ كحّلت عين الغزال..

أراها كلما تلألأ الندى

على خدود وردةٍ حمراء..

أحبُّها في الشرق والجنوبْ..

أشتهيها كلما اقتربتُ

من نجمةِ الشمالْ.. 

أحبُّها في الحِلِّ والترحالْ

أحبُّها في صحوة القلبِ 

في استراحة الخيالْ..

سلامٌ على كل زهرةٍ حنت عليها

في السهولِ والتلالْ

سلامٌ على بلادِ القمح والبرتقال!

يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة