الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 22:01

معذرة أبا جبور ... لم أكن في وداعك-الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 31/12/20 10:40,  حُتلن: 11:10

لا أعرف كيف أخاطبك في غيابك أيها الصديق العزيز أبا جبور. فقد كنت في حياتك إنساناً مميزاً قل أمثاله، ومن يكن بهذه الصفة ليس من السهل اختيار كلمات تتناسب مع مكانته. عندما قدمت واجب العزاء (هاتفيا) بفقدانك لم أشعر أبداً بأني قمت بواجبي على أتم وجه لأني لم أكن حاضرا ساعة وداعك. فمعذرة أبا جبور...معذرة يا صديقي الصدوق...معذرة يا ابن مدينة شفاعمرو التي فقدت شخصية وطنية دافعت عن شفاعمرو بكل قوة.


ذهبت إلى المقر الأخير... إلى الآخرة حيث يقولون ـــ وهكذا تعلمنا ـــ ان الإنسان ينتقل إلى جوار ربه لقد طلبك العلي القدير فلا اعتراض على حكمة الله فذهبت. في الحياة طلبك أبناء شعبك فلم تتردد في تلبية الطلب، فكنت خير معين وكنت أحد الذين يشار إليهم بالبنان عندما يذكر الصالحين والوطنيين ودعاة الخير.
شفا عمرو حزينة يا أبا جبور... الجليل حزين أيها المصلح الاجتماعي... الوطن كله كئيب أيها الوطني الكبير لأن فراقك ترك فراغاً كبيراً في المجتمع العربي، ولأن غيابك لن يعوض. فكيف لا يحزن سكان شفاعمرو على "أبا جبورهم" وهم الذين عاشوا معه عشرات السنوات ولمسوا حبه لهم وإخلاصه ووفائه لكل من عرفه. وكيف لا يحزن المجتمع العربي، وهو الذي عرف أبو جبور من خلال نشاطه في لجان الصلح محلية كانت أو قطرية.
كم كنت كبيراً يا صديقي أبا جبور في مواقفك الإجتماعية والسياسية. أتذكر عندما التقينا لأول مرة منذ سنوات طويلة ، خاطبتني بكلمة "أستاذ" فلم أتقبلها منك وقلت لك:" إذا كان بيننا أستاذ فهو أنت وليس أنا". فابتسمت شاكرا وقلت لي طيب بقللك يا إبني منيح هيك؟" فوافقت مع الشكر. وهل يوجد أفضل من كلمة ابني, ما أروعك يا أبا جبور. أذكر أيضاً جملة قلتها لي في إحدى المناسبات:" في مجتمعنا مش لازم الخلاف يصل القضاء...لازم نحل مشاكلنا الإجتماعية بدون محاكم". ما أنبلك أبا جبور.
مهما أكتب عنك فأبقى مقصراً لأني لا أوفيك حقك. وكتابة كلمات رثاء لا تكفي لقامة مثلك، وكل الكلمات تصغر أمامك. أي تعبير عن فضلك على المجتمع العربي يبقى ناقصاً لأن كل الصياغات تضيع أمام أفعالك. لا أدري كيف ستكون شفاعمرو بدون أبا جبور. فعندما كان يلقظ اسم شفاعمرو أمام أي سياسي أو أي شخصية معروفة في البلاد أو في المجالس الاجتماعية كان يطوف خيال الياس جبور لأنه كان من وجهاء المدينة ومن سياسيي المدينة ومن أبناء المدينة.
كم أنت فخورة يا شفاعمرو بإبنك البار الياس جبور. وكم تتمنى كل مدينة وكل بلدة في مجتمعنا العربي أن يكون لديها إبناً مثل الياس جبور. نم قرير العين يا أبا جبور ولا تخف على مدينتك شفاعمرو لأن فيها رجالاً اوفياء يقومون بالواجب الوطني. فيها مخلصون لن ينسوك أبداً. نم قرير العين، فالمجتمع العربي سيظل يردد إسمك دائماً.
لقد كنت يا أبا جور والله سيّد الإصلاح، وكنت تغمرنا بالوصايا الإنسانية، وإذا كان الدين يتحدث عن "الوصايا العشر" فأنت لك عشرات الوصايا، ندر الرجال الكرام الأوفياء أمثالك يا صديقي الراحل. أنت العزيز يا أبا جبور على كل من عرفكلأن فيك من الخلق الكبير والطيبة ما يجعل الآخر يتعلق بك. ومهما تحدثت عنك يا صديقي. فلا أحصي فيك المآثر. لقد رحلت وتركتنا نعيش مع ذكرياتك يا أبا جبور فكم أنت كريم وخلوق في حياتك ومماتك. فسلامٌ عليك في كل ليل وسلام عليك كل صباحِ. وداعاً أبا جبور... الوداع...الوداع.
 

مقالات متعلقة