الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 15:02

إخجلوا من أنفسكم... فعلاً "اللي يستحوا ماتوا "

بقلم: أحمد حازم

احمد حازم
نُشر: 29/12/20 10:05,  حُتلن: 11:46

منذ تم الإعلان عن حل الكنيست وتصريحات أعضاء الكنيست تنتقل من منبر إعلامي إلى آخر، وكلها مناكفات وتصريحات مضادة، ومنها ما تفوح رائحة الكذب. والأنكى من ذلك أن كافة الذين يدلون بتصريحاتهم يأخذون من الشعب ستاراً لتوريد مآربهم ولتغطية عوراتهم السياسية.
مواطنان عربيان من اللد أحدهما فتىّ في الخامسة عشر من عمره فارقا الحياة نتيجة إطلاق رصاص عليهما. ألم يسمع رئيس لجنة العنف في المجتمع العربي منصور عباس ما جرى في اللد؟ ما الذي فعله كرئيس لهذه اللجنة سوى أنه تحدث مع نتنياهو، الذي وعد بتخصيص مليار ونصف المليار شاقل للمجتمع العربي لمكافحة العنف؟ مجرد وعد فقط. ويرفض نتنياهو لغاية الآن التوقيع على القرار رغم التقارب الكبير بين عباس ونتنياهو ورغم تزلف عباس له، إلا أن نتنياهو وكما يبدو "مش شايفو من خرم إبره وبعدو بركض وراه".
كلكم مشاركون في التقصير، لا أستثني منكم أحداً. تختلفون في التصريحات لمصالحكم وتستخدمون لغة المناكفات لمآربكم. فإذا كان قتلى العنف هم ضحايا الإجرام فأنا أرى أن الشعب هو ضحية تقصيركم لأن وجودكم في الكنيست، وكما تبين من ممارساتكم، ليس من أجل الشعب كما تدعون، بل من أجل مصالحكم ومصالح أحزابكم. ألا تخجلون من أنفسكم؟
سمعت مقابلة إذاعية مع إيمان خطيب عضو الكنيست عن الحركة الإسلامية (الجنوبية)، تدعي فيها بأن الحركة المذكورة لو خاضت انتخابات الكنيست المقبلة لوحدها قادرة أن تحصد بين خمسة إلى ستة أعضاء. " ولو يا إيمان شو هالنطّة هاي... هيك دفعة واحدة؟". لكنها تداركت الأمر فيما بعد، وقالت إنها مع بقاء المشتركة كما هي وتتوقع أن تحصد 16 مقعداً. يا لطيف شو متفائلة هالإيمان.
يبدو أن إيمان خطيب نسيت أن انتخابات الكنيست ما قبل الأخيرة والتي تحالفت فيها الإسلامية (الجنوبية) مع (التجمع) لم يحصد هذا التحالف سوى أربعة مقاعد. وقد قيل وقتها أن التحالف كان في خطر لعدم التأكد كلياً أنه سيعبر نسبة الحسم. فإذا كان تحالف (الجنوبية) مع (التجمع) بالكاد حصل على أربعة مقاعد فكيف يا سيدة إيمان ستحصل الإسلامية الجنوبية على خمسة أو ستة مقاعد؟ بربك قولي لنا.
مقابلة إذاعية أخرى مع منصور دهامشة سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، سمعته يتحدث عن أهمية دعم الشعب للقائمة المشتركة، وضرورة خوض المشتركة انتخابات الكنيست بكافة مركباتها الأربعة لأن ذلك مطلباً شعبياً لأن الشعب حسب قوله يريد اللحمة والوحدة. المشكلة أن الكل يختبيء وراء الشعب، والكل يقول "من أجل الشعب" والكل يقول "نعمل ما يريده الشعب"، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً.
تأكد يا منصور أن الشعب وكما أسمع أصواتاً منه كل يوم، وكما أستنتج من أحاديث الناس اليومية (قرفان جداً) من المشتركة بسبب سلوكيات أعضائها أو لنقل بعض أعضائها. ما يعيشه المواطن العربي في الفترة الأخيرة من خلافات وشرذمة داخل المشتركة جعله (يعد للعشرة) إذا كان سيذهب في الإنتخابات القادمة لصناديق الإقتراع. وهو بذلك على حق. ماذا فعلتم للمواطن العربي على صعيد الدولة من تاريخ تأسيس المشتركة لغاية اليوم؟ (يا ريت تقدمو تفاصيل) ونكون لكم من الشاكرين. طبعا مشاركاتكم في الأفراح والأحزان (على راسنا).
لكن من جهة ثانية أنا أقول لكم ما عاناه الشعب من فترة تأسيس المشتركة: لقد تضاعفت ممارسات العنق والقتل في مجتمعنا العربي ولا سيما منذ استلام منصور عباس رئاسة لجنة العنف، والمراجعة لعدد ضحايا القتل منذ تولى عباس رئاسة اللجنة يؤكد ذلك. تفاقمت عمليات هدم البيوت إذ لم يتغير شيء من قانون كيمنيتس، بناء مدينة عربية ظل حبراً على ورق، كما بقي تأسيس جامعة عربية أيضاً بعيداً عن التحقيق ويظل التأسيس مثل غيره في لائحة الوعود. عدم التقدم في موضوع القرى غير المعترف بها في النقب إضافة إلى المشاكل الإجتماعية الأخرى هناك. إنكم تتذكروا النقب وقت الانتخابات فقط.
إخجلوا من أنفسكم، وفعلاً كما يقول المثل "اللي بستحوا ماتوا"

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة