على أعتاب عام جديد
واقفاً على أعتاب عامٍ جديدْ
يُصوِّبُ الحاضرُ أبصارَهُ إلى الوراءْ..
أرى الصقورَ تقتاتُ لحمَ الأبرياءْ
أرى فرسانَ الظلامِ والجَشعْ
على حدود البلاد يطردون اللاجئينَ
خلفَ جُدرانِ الرحمةِ والرجاءْ..
أرى الطُغاةَ
يذبحون الأطفالَ كالظِباءْ..
يفرّغون الهواءَ من صدور الفقراءْ
ليكنسوا به الغبارَ عن ملاعب الجُولفِ
في قُصور الأغنياءْ
أرى ملوكَ الصحاري والجواري
يبيعون ما تبقى من شَرَفْ
لقاءَ فترةٍ أخرى
على كراسي الذُلِّ.. والتَرفْ
***
واقفا على أعتاب عامٍ وليدْ
ألقي نظرةً إلى الوراءْ..
أرى ما لا يراهُ الناظرانْ
تَجولُ عيني
في بلاد الأرْزِ والسنديانْ..
أرى بلاد الله والأنبياءْ
تُعلِّم الغُزاةَ درساً
في تنازُع البقاءْ..
أرى كنيسةً ومكتبةْ
ومسجداً ومدرسةْ..
أرى زيتونةً وحنطةً
وزَعْتراً وهندباءْ..
أرى وعوداً بالخلاصِ
تزرعُ النجومَ في السماءْ..
وبين وادٍ ورابيةْ -
أرى أظافرَ الأشواكِ
تحمي وردةً حمراءْ..
وفي أعالي الجبالْ -
أرى قوافلَ النجومْ
تهيّءُ الوديانَ
لانتفاضةِ الضِياء..
سيرحلُ الوباءْ..
سيحتفي الربيعُ
في بلاد العندليبْ..
ستفرحُ السهولُ والتِلالْ
ستبني العصافيرُ أعشاشَها
وتستعيدُ المقاثي مجدَ أعراشِها..
أرى ما لا أراه الآنْ -
أرى نهايةً لعهدٍ
يفتك فيه شبابٌ بالشبابِ
والأطفالِ والصبايا..
ونهايةَ عهدِ العمى
عن الحَرامِ والحلالْ
أرى ما لا أراه الآن -
سَيُزهِرُ اللوزُ والبرتقالْ
يوسف حمدان - نيويورك