الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 16:02

رسالة الى الاهل والشباب في أعقاب ما حدث في قرية عيلوط/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 10/12/20 17:40,  حُتلن: 23:55

الاهل الأعزاء، علموا اولادكم كيف يمسكوا القلم قبل ان يمسكوا السكين , علموهم ان حياة الانسان مقدسة، علموهم ان الرجولة بحل مشاكلهم بالطرق السلمية ونبذ العنف، علموهم ان لا يرفع يده على ابن بلده او اي انسان آخر.

راقبوا تصرفات اولادكم، ارشدوهم وجهوهم كل صباح ومساء، اضبطوا سلوكهم، هذبوا اخلاقهم، واغرسوا بهم القيم الإيجابية لتكون البوصلة الموجه لتصرفاتهم , فلو كل اسرة نهجت هذا النهج لاختفى العنف من مجتمعنا.

للأسف اذا أجريت تفتيشا في حقائب طلاب المرحلة الثانوية لوجدت عند البعض من الطلاب سكينة او مخمس في حقائبهم , واذا أجريت تفتيشا في سيارات الكثير من شبابنا لوجدت في معظم سياراتهم العصي أو أي نوع من السلاح الابيض او سلاح غير مرخص تحسبا لوقوع مشاجرة او عنف , فتواجد هذا السلاح بيد الطلاب او الشباب في سياراتهم , يحفز على ارتكاب العنف والجرائم , فأقل مشكله تحدث مع الشاب تجده " يستل " عصاه او سكينته او مخمسه من سيارته وينقض على الضحية لأتفه الاسباب ليثبت رجولته , فلماذا هذه العدوانية المفرطة يا اخي الشاب تجاه الغير ؟ وماذا تريد ان تثبت ؟ ولماذا لا تتروى وتعد للعشرة ؟ ولماذا هذه التهور والعصبية الزائدة ? الا يمكن حل المشكلة سلميا وبالحوار ؟ فالغضب يشل تفكيرك ويفقدك السيطرة على تصرفاتك , وعندها ستقع حتما في الخطأ وربما تقترف جريمة تخسر بها حياتك وتقضيها في السجون وراء القضبان , وتدخل اهلك في دوامة المشاكل يصعب حلها , وبالتالي نتيجة التسرع والتهور تغيب عن عقول الشباب نتائج تصرفاتهم السلبية والوخيمة قبل حدوث المشكلة .
الشرطه لا تستطيع توفير شرطي لكل مواطن لكبح تصرفات وسلوكيات الغير السوية ، فتلك مسؤولية الأسرة والمدرسة والسلطة المحليه في المقام الأول.
عندما يغيب دور العائله وتهمل تربية الابناء وتعجز الأسرة عن تقويم سلوك أبنائها من جهة ، ومن جهة أخرى يحدد القانون صلاحية معلم المدرسة ووضع قيود عليه بالنسبة لتهذيب الطلاب بالصفعة التربوية ,الأمر الذي قضى على ما تبقى من هيبة المعلم ، وتقييد صلاحياته كما قلنا بالصفعة التربويه التي تضع حدا لوقاحة الطالب وردعه وإجباره على احترام النظام وتحضير واجباته الدراسية , ومنع الفوضى , وهنا قد تكون نقطة التحول في حياة هذا الطالب الذي يشعر مباشرة بأنه أمن العقوبة ، وكما قالوا عندما يغيب العقاب يسيء الادب , وولي أمره سوف يقف إلى جانبه ، سواء أكان على حق أم على باطل ، فينتقل معه سلوكه المنحرف إلى خارج أسوار المدرسة وتبدأ الفوضى والانفلات والوقوع في مستنقع الجريمة .

يقول الامام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه :"حرض بنيك على الآداب في الصغر--كيما تقر بهم عيناك في الكبر".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة