الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 17:02

ابحث عنك! / بقلم: رشا وتد

رشا وتد
نُشر: 30/11/20 15:47,  حُتلن: 16:14

أبحث عنك في أبتهالات المصلّين
وتضرعات التائبين وخشوع السّاجدين
آهات المساكين وحرمان العاشقين
في أمتعة المسافرين ونداءات المظلومين
وكؤوس المعدمين وأرصفة المارّين
وبين تساؤلات العابرين وكتب القدّيسين
وصرخات المعذّبين وتنهّدات الصّابرين
فلم أجدك وقد أعتصرني الشّوق، فكرّرت بحثي وتفاقم سهدي
واللّظى كوى مُهجتي، فغصت مع الملّاحين بين المرجان الثّمين
وبين امواج البحر وصدفه الحزين وجدت اللّؤلؤ وانت كنت من التّائهين
ففتشت عنك بأروقة التّائهين وريشة الرّسّامين
وقوافي الشّعر والادب ولغات الاعجميين ووجوه البائسين
وترحال المنسيّين وفي أسفار الرّحالين
فتاهت بوصلتي وضاعت قوافلي
بين اسوار الصّين ونصر حطين
وتكاثفت احزاني وسقطت افواج مطري دموعًا بين أهداب العين
وأصطفت سنوات العمر بين الضّلوع كالمحاربين
سقطت أوراقها كجنود شطرنج وأوراق تشرين
وتلاحمت الاحزان في الرّوح بذكرى ايلولنا الحزين
بحثت وبحثت ولم اجدك...وطال بحثي وتشرّدت سنونواتي بين أشرعة الصّيادين
فقررت رمي مرساتي في لجيج نفسي، فأصطدمت روحي بكنزي الثّمين
فوجدتك هناك في قرارة الرّوح دفين
يا وطني فلك الحنين، ودموع المنكوبين!
وترحال المهجّرين، ولك تشحذ سيوف المحاربين
ولأجلك ينثر الحبق والرّياحين
وتعرش الدّوالي على العرازيل وتبسم ثغور البساتين
وتعود اطيارنا التي هجرت من سنين
الى أعشاشها ومولدها الامن كالجنين
فاجتثثت عزيمتي التي تناثرت ذرات طحين
وصقلتها بمخيّلتي تمثال حريّة للمنكوبين
وجدت نفسي غارقة بتيه جب سحيق بالم وانين
فأعتصرت زيتوني خمرًا اثمل به وما كنت من الجاحدين
لعل زيتي ينسيني حرقة نكبتي وويلات الدّهر المهين
وأشعلت أناملي شموع تنير دربي البهيم وتجلّي سواد
الاداهم من على قلب المحرومين
أسرق الفرح من خصال شَعر سنابل الفلاحين
وأزرعها اكاليلًا على قبور أحزاننا والجبين
متى يا ترى ستصبح أسوار قدسنا متّكأ للمحاربين ؟؟
وملاحم شعرنا، قصائد وأغاني نصر للعازفين
وبيارقنا تلوح تبشر بالعيدين
عودة اللاجئين، وتحرير ثاني القبلتين.

29-11-2020 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة