الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 00:02

عن القائمة المشتركة والتمثيل الملائم للوسط العربي/ بقلم: عادل الحمامدة

عادل الحمامدة
نُشر: 28/11/20 09:18,  حُتلن: 13:27

هل تفكُّك القائمة المشتركة هو الحل، ام انها ستخوض الإنتخابات القادمة بنفس التركيبة وتخاطر بانهيار كامل؟! وما هو الحل الأفضل لتمثيل ملائم للوسط العربي.؟ 

برأيي، إذا خاضت الأحزاب الأربعة التي تكون المشتركة الإنتخابات القادمة كل منها على حدة، فإن ثلاثة أحزاب منها على الأقل سيصعب عليها عبور نسبة الحسم، كما أن خوضها بنفس التركيبة الحالية سيولد فشل ذريع.

لو قاموا باستطلاع بين مصوتي القائمة المشتركة، لكانت النتيجة ستظهر خيبة أمل كبيرة في صفوف داعمي هذه القائمة، بعد ان اوصلوها إلى إنجاز كبير.

إذاً، الذهاب لانتخابات كأحزاب مستقلة هو فشل واضح من البداية، والعودة لنفس التركيبة، هو فشل أكبر، إذا ما هو الحل؟.
قبل أن اعطي الحلول المطلوبة، لا بد أن نعود لأسباب الفشل.

_ مصوتي المشتركة والذين دعموا الجبهة، تفاجأوا بان أصواتهم ذهبت لدعم الشواذ. ايمن عودة ارتكب خطأ كبيرا عندما ظهر عليه دعم هذه الفئة التي لا تقدم ولا تؤخر، وفقد العديد من الأصوات للجبهة ومن ثم للمشتركة نفسها.
الصدام الديني في الكنيست بين مركبات المشتركة، أدى للتصدع الأول. وما لبث أن حاول عودة أن يلملم فضائحه، ولكن كان ذلك بعد ظهور الصورة الحقيقية لحزب الجبهة، المصموغ بالشيوعية، التي تناقض تماما العقيدة الإسلامية، والتي من المفروض أن تحمي الحركة الإسلامية اي مس بها داخل أروقة الكنيست.

_ مصوتي المشتركة والذين دعموا الحركة الإسلامية، اتضح في ما بعد أن أصواتهم أصبحت في خدمة نتنياهو الشخصية وصراع بقائه السياسي. كل ذلك بسبب الأفكار الخاطئة التي يؤمن بها زعيم الحركة السياسي منصور عباس.
عباس أصبح " كالفيل الذي يدخل مصنع الخرسينا"، بدأ يكسر ويتخبط في امل ان تكون النتيجة ايحابية، ولكن النتيجة أننا أصبحنا على وشك إغلاق هذا المصنع. حتى أن الحركة الإسلامية، والتي من المفروض أن لا تكون طوق نجاة لفاسد ومرتشي أصبحت تقول لنتنياهو " اطلب وتمنى، ولن نخذلك".

_ مصوتي المشتركة من داعمي العربية للتغيير، اتضح انهم يخدمون احمد الطيبي وحاشيته. الطيبي سياسي محنك، وأثناء المراشقات بين عودة وعباس، كان " يعمل لبيته". العربية للتغيير هي أقل الأحزاب العربية ديمقراطية، فالطيبي يقوم بتعيين من يريد وأينما يريد ومتى يريد. وأثناء لعبته بانه الرجل العاقل في المشتركة، يقوم بالتوقيع على مشروع قانون، لتغيير مصطلح " الأقارب" קרובי משפחה، حتى يتسنى له ضخ مقربين له في مراكز قوة. وعلى الشاشات يغذينا بديماغوجيا وصراخ، وما زال البعض يصدقه.

_ مصوتي المشتركة من التجمع، يؤمنون بمبدأ غريب، وهو الدخول للكنيست، وهي مؤسسة صهيونية بحته، ولكنهم لا يدعمون الحكومة، كالشخص الذي يدخل البحر ولكنه لا يريد أن يتبلل. مطانس شحادة يفضل أن يجلس بجانب سموتريتش وليبرمان في المعارضه، ولكن مبدأه يمنعه من دعم الحكومة. اي نوع من الوطنية هذا؟، ولماذا يتم تجزئة المبادئ.؟ التجمع هو الحزب الوحيد الذي لو ذهب لوحده في الإنتخابات فإنه و بالتأكيد لن يعبر نسبة الحسم. لذلك المشتركة لو تفككت، ولم يجد التجمع ائتلاف فإنه سيختفي من الكنيست.
المختص.

الحلول:
اولا: حزب جديد يمثل الأقلية العربية في إسرائيل، داخل الكنيست؛ المرشحين ذوي كفاءات ومهنيين، هدفهم خدمة المواطنين العرب في إسرائيل على قدر الإمكان. بدون أيديولوجيا زائفة، ووطنية مخادعة وشعارات رنانة.
وأن لا يعتمد هذا الحزب، على اي مركب من مركبات المشتركة الموجودة، لأنها أثبتت فشلها رغم ما اعطاها المواطن العربي. على الأعضاء أن يمثلوا النقب والمثلث والجليل، بتقسيم جغرافي وليس حزبي.

ثانيا، ديمقراطية اكثر؛
اي اعطاء المواطنين العرب ككل، الحق في ترتيب واختيار من يمثلهم في هذا الحزب. يجب أن يحمل كل المصوتين العرب بطاقة عضوية لهذا الحزب. الأعضاء المشاركين، والذي يجب أن لا يقل عددهم عن مئة الف، هم من يحددون الممثلين وترتيبهم في الكنيست. نعم انها طريقة الإنتخابات التمهيدية ( פריימריז)، الترتيب لن يكون في يد الطيبي وعودة والحركة الإسلامية وكأنها كعكة يقسمونها بينهم. الترتيب والاختيار لن يكون على اساس حزبي، بل اختيار شخصيات مناسبة.

ثالثا؛ حتى لا تكون هناك صراعات دينية، كما شهدناها في قضية الشواذ، يجب وضع ما يسمى " סטטוס קוו" الوضع القائم للعرب؛ أي الاتفاق من البداية، ان الأمور التي تمس بالعقيدة والدين بشكل صارخ وواضح يجب رفضها جملة وتفصيلا، والتصويت ضدها.

ثالثا؛ وضع دستور واضح لهذا الحزب، على أن اي قرار يحب أن يؤخذ حسب إرادة أغلبية الأعضاء، اي استفتاء لكل أعضاء الحزب المنتميين اليه، حتى لا يخرج شخص من الحزب، ويبدأ باختراع سياسة جديدة، الحزب ككل يقرر سياسته داخل الكنيست، وان قرر الدخول للحكومة أو دعمها له ذلك. كما أن تمرد احد الاعضاء يتخلله عقوبة تمنع العضو من العودة للحزب والترشح مرة اخرى.

رابعا؛ وضع قائمة بالاولويات التي يراها الحزب، والتركيز على هذه الاولويات، على الناخب العربي ( الأعضاء المنتميين) أن يكون لهم دور في تحديد هذه الأولويات، ويجب أن تُرسَّخ في دستور هذا الحزب.
المختص.

خامسا؛ محاولة خلق شراكةسياسية مع الأحزاب المتدينة الغير صهيونية، مثل حزب يهدوت هتوراة. في الأغلب هناك الكثير من الأمور المشتركة، بين المتدينين والعرب في إسرائيل، عند الاتحاد مع فئة متشابهة، فقوتك ستكون أكبر بكثير. لماذا حلال الدخول تحت جناح نتنياهو، وحرام شراكة سياسية مع الأحزاب المتدينة الغير صهيونية.؟.

يجب على المواطن العربي أخذ زمام الأمور السياسية بيده، وان لا يتركها لمن فقدوا الثقة، يجب ترك الأبقار المقدسة من أجل مستقبل أفضل.

* عادل الحمامدة - الكاتب مدرس للعلوم السساسية، ومدير صفحة المختص 24 -  شقيب السلام.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة