الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 19:01

ما الذي أرعب الجبهة !!

بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 27/11/20 18:34,  حُتلن: 18:35

فشلت مُحاولاتي لإيجاد جوانب إيجابية في المشادات بين أفراد المشتركة ، ظنا مني بانهم مُتفقون على الاهداف ، وان إختلافهم يكمُن في إختيار الوسيلة فقط .
ومع مرور الوقت وتراكم قذف أحدهم للاخر ، يتضح لدي بان الحقيقة مغايره لما يظهر للعيان ، والفجوة أعمق مما ظننا جميعا ، وأن ما يُحرك التجمع هو خوفه من الإندثار الحزبي ، وما يدفع بالجبهة هو قلقلها على تراسها للموجة العامة حرصا على مشروعها المستقبلي ، ويتخلل ذلك تصفية حسابات وترسبات خلقتها مواقفهم المتناقضة مؤخرا ، كموضوع الشواذ الذي ضرب الجبهة في وسط بطنها الرخوة ، وتجميد كمينتس المزعوم الذي جمد الدم في وجه من سارع وإحتفل به كنصر مظفر .
فما يدفع به اعضاء الاسلامية حقا ليس بجديد لمن يتابع الساحة السياسية الداخلية ، فمطالبهم كمطالب المشتركة ، ونراهم يقفون دوما على مسافة واحدة من السياسيات الاسرائيلية سواء اليسارية المضمحلة او اليمينية المتعالية وترى فيهما وجهين لعملة واحدة ، الدفع المغاير لما تتبعه الجبهة تاريخيا ، التي ترى في نفسها اصل اليسار الاسرائيلي ، ومشروعها - חזון - المُعلن هو ان تُكَوّن وتترأس اليسار الاسرائيلي باجمعه من عرب ويهود لتشمل بذلك ايضا الاحزاب اليسارية - المُنتهية -  الحالية مثل ميرتس ، وهو مشروع يعتمد على شيطنة اليمين المتمثل حاليا بشخص نتانياهو ، الامر الذي بنت عليه كل استراتيجيتها المستقبلية .
المشروع الذي سيكون طرح عباس هادما له ، ومانعا من تقدمه ، وحاجزا امام تحققه ، فمجرد التعامل مع اليمين خاصة إن أثمر ببعض الانجازات سيكون ضربة قاصمة او في أقلّها موجعة لأركان رؤية الحزب الشيوعي ، بحيث يخرج الصوت العربي من جيب اليسار الى الابد ، لذلك نشهد الهجمة الشرسة الذي اطلقت الجبهة لها العنان ، مُخوفة للجميع من تفكك المشتركة ، ومُعلّلة انتفاضتها بأسباب واهية هشة كالمساس بالكرامة العربية او الحكم بعدم الجدوى المُسبق حتى قبل ان يكون للاسلامية اي تحرك ، مُتصيّدة لأي سقطة كلامية يقع بها عباس لعدم إعداده او إستعداده للقاءاته خاصة العبرية منها ، وعفويته في اختيار مفردات كلامية لها اكثر من وجه .
فإن نجح عباس في تحقيق بعض الانجازات وهو الامر الذي أُرَجّحُه إن لم تضعف عزيمته ويجفل قلبه ويتراجع ، فسيؤدي ذلك لزعزعة كرسي الجبهة من على منبرها العاجي ، ويقصم ظهر مشروع حلمها اليساري - الامر الذي أرعبها وأرعد فرائصها - المؤمن بأن الحل الوحيد سيدخل من باب اليسار فقط ،  وسيسقط شعار المشتركة الوحيد - الذي إبتدعته الجبهة -  المُتمثل فقط في اسقاط اليمين ، وسيؤدي أيضا لاندثار التجمع شحيح الانجازات ، الذي يستميت مؤخرا في تبرير غيابه عن الساحة عن طريق إبتداع تعريف جديد " لتقدير نجاعة البرلماني العربي " ، وان لا يرتبط ذلك بعدد القوانين التي سنها ولا بالنتائج العينية التقليدية التي انجزها للداخل العربي .. مبررات واهية تثبت من جديد إنقطاعهم عن الشارع العربي ، وتحجرهم وفقدانهم للبراغماتية التي تستدعيها الفترة الحالية .
فلا بد للجبهة أن تحرر ، ولا بد للتجمع أن يتطور ، ولا بد للإسلامية أن تتجهز اكثر لتحدي كبير قد دقت بابه

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة