الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 06:02

رياح الخلافات تهدد "المشتركة" بالتفكك والسبب منصور عباس

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 26/11/20 10:15,  حُتلن: 17:05

 كيف يمكن لعباس الإدعاء بأن "نتنياهو لا يريد الحرب" وهو الذي شن حروباً على غزة وكيف له أن يصف نتنياهو بأنه "واقعي عندما يستعمل القوة"

- أحمد حازم

منذ فترة تتعرض "القائمة المشتركة" لهزات داخلية بين مركباتها تتفاقم باستمرار، بسبب مواقف غير مسؤولة بدرت عن عضو "المشتركة" منصور عباس، الذي "قلب الدنيا فوقاني تحتاني" نتيجة تصريحات هنا وهناك مثيرة للجدل والشك في آن واحد. ومنصور عباس الذي يمثل (الحركة الإسلامية الجنوبية) في الكنيست أثار عدة تساؤلات حول مواقفه الأخيرة فيما يتعلق برئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو. وحسب خبر نشرته "وكالة قدس للأنباء" في الثالث عشر من الشهر الجاري، صرح عباس بأنه " لا يرى أي عائق لتعميق التواصل بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

عباس لم يتوقف عند هذا الحد، بل ذهب إلى أبعد من ذلك في إظهار ثقته بصديقه الجديد نتنياهو، حيث قال حسب الوكالة نفسها:" بما أنني أريد السلام، ونتنياهو لا يريد الحرب يمكننا التحدث، ونتنياهو واقعي عندما يتعلق الأمر بممارسة القوة، ويدرك جيدا حدود العمليات العسكرية". تصوروا أن عباس، الذي يعرف تماماً أن الفلسطينيين داخل مناطق ألـ 48 لا يثقون به نهائيا وأن القائمة المشتركة التي هو أحد مركباتها نعمل على إسقاطه بأي ثمن، يتحدث بإيجابية عن نتنياهو عكس زملاءه وعكس شعبه.
كيف يمكن لعباس الإدعاء بأن "نتنياهو لا يريد الحرب" وهو الذي شن حروباً على غزة وكيف له أن يصف نتنياهو بأنه "واقعي عندما يستعمل القوة". وهذا يعني بنظر عباس أن القوة التي يستخدمها نتنياهو ضد شعبنا في غزة وعمليات القصف لسوريا هي واقعية. أليس كذلك يا شيخ منصور؟

ويبدو أن منصور عباس الذي تعلم وكبر على مباديء وأفكار (الحركة الإسلامية الجنوبية) سياسياً ودينياً وأخلاقياً، لا يعرف من هم المستوطنون وكيف ينظرون إلى أبناء جلدته. ولو عرف ذلك لما وافق على الظهور في قناتهم التلفزيونية (القناة 20) وأخذ ينهل مما يخبأه من مواقف تسيء لشعبه وللقائمة المشتركة وتدغدغ مشاعر المستوطنين. فقد صرح عباس في مقابلة مع القناة المذكورة المقربة من نتنياهو " إن استمرار القائمة المشتركة منوط باتباع الطريق الذي يمثله"، بمعنى أنه يطلب من المشتركة أن تسير على هواه وتتبع نهج اليمين الإسرائيلي أي الإرتباط بنتنياهو .
وقد أخبرني مسؤول سابق في "الجنوبية" أن بعض قادتها كثيراً ما تساءلوا فيما بينهم عن سبب يروز اسم عباس بشكل سريع في الحركة والهدف من وراء دفعه للصفوف الأمامية.على أية حال، فإن ما يحدث في الوقت الراهن من مشاحنات سياسية داخل مركبات القائمة المشتركة وبالتحديد بين منصور عباس وأيمن عودة، وما تعيشه "المشتركة" من وضع سياسي مأساوي قد يؤدي إلى إنشقاق داخلها، لأن رياح الخلافات بدأت تعصف بالمشتركة الأمر الذي سيساعد في التعجيل بتفككها.
السؤال الذي يطرحه المواطن العربي في البلاد: لماذا السكوت على سلوكيات منصور عباس والأغرب من ذلك أن المركبات الأخرى في المشتركة تصدر عنها تصريحات ببقاء منصور عباس في المشتركة. فلماذا هذه التصريحات يا سادة في وقت يقوم عباس بممارسات سياسية تسيء للمشتركة وتتعارض مع برنامجها السياسي.

وسؤال آخر مشروع: لماذا لا يجتمع أعضاء المركبات الثلاثة في المشتركة (الجبهة،التجمع والعربية للتغيير) ويناقشون اتخاذ إجراء فعال عاجل ضد عباس كإنذار له؟ وأنا أعتقد بأن عباس لو يرى موقفاً حازما من المركبات الثلاث، فإنه بكل تأكيد سيتراجع عن "اللعب بالنار" قبل أن تحترق أصابعه. بمعنى، أن أيمن عودة كرئيس للمشتركة، عليه أن يدعو لاجتماع طاريء للمركبات الثلاث الآخرى فيها لاتخاذ قرار جماعي واضح المضمون يشمل خيارين: فإما التخلي عن سلوكياته السياسية إزاء نتنياهو أو فصل "الحركة الإسلامية الجنوبية "من المشتركة"، وبدون شك فإن عباس سيرتجف خوفاً على عضويته ويعيد حساباته ويعود إلى رشده. والسبب واضح لأن "الجنوبية" لن تستطيع خوض انتخابات الكنيست وحدها لعدم قدرتها على عبور نسبة الحسم. ولذلك لا بد لعباس من الإنصياع للشرط المفروض عليه. والبديل "للجنوبية" في متناول اليد والكل يعرف ذلك.
لكن هناك حالتان تدفع عباس لعدم الرضوخ: الأولى: إمكانيةإعلان (العربية للتغيير) أو(التجمع) تغيير موقفهما والتحالف مع (الإسلامية الجنوبية) وهذا باعتقادي لن يحدث استناداً إلى مواقفهما الحالية من عباس والتاريخ في هذا الشأن لن يعيد نفسه. والثانية قيام عباس بتشكيل قائمة من شخصيات سياسية اعتبارية وأحزاب أخرى. وفي هذه الحالة فإن نسبة العبور في خطر كبير، وعباس من الصعب أن يغامر في ذلك. وقد تكون لمنصور عباس حسابات أخرى لا يعرف بها أحد.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة