الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 17:02

الخلافات تتعمق داخل المشتركة والطيبي يحذّر/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 21/11/20 10:42,  حُتلن: 16:19

في الحقيقة أن عباس بعيش الآن مشكلتين في آن واحد بسبب مواقفه غير المسؤولة: المشكلة الأولى مع مركبات المشتركة، والثانية مع حركته (الإسلامية الجنوبية)

- أحمد حازم

 الخلافات داخل مركبات المشتركة، ولا سيما بين منصور عباس وأيمن عودة بدأت تتعمق أكثر فأكثر، خصوصاً أن عودة كان قد صرح أكثر من مرة بأنه غير راضٍ عن سلوكيات عباس السياسية. ويبدو أن إبن الحركة الإسلامية الجنوبية عباس، أراد أن "يرد الصاع صاعين" لعودة، فقد قام بتوجيه "لسعة" لأيمن عودة بسبب اقتراح قانون قدمه مع (كاحول لافان) ينص على تغريم حمل السلاح. فقد ذكر منصور عباس ساخراً في تصريحات له نشرها (موقع العرب) في التاسع عشر من الشهر الجاري: "أبارك للنائب عودة علاقته العلنية مع كاحول لاڤان".

" شوفو مين بحكي"، أعتقد بأن منصور عباس هو آخر من ينتقد ما أسماه "العلاقات" خصوصاً أنه ملك العلاقات مع الليكود ورئيسه نتنياهو. ولا أدري لماذا شدد عباس على كلمة "علنية" فهل يريدها مثلاً أن تكون سرية كما فعل هو مع نتنياهو وباعترافه؟
اقتراح القانون الذي قدمه عوده مع كاحول لافان ينص على تغريم حامل السلاح بمبلغ 250 ألف شاقل. "وليش انت زعلان يا دكتور؟" .يبرر عباس سبب معارضته لاقتراح القانون، اعتقاده بأن المشكلة ليست قطعة السلاح وإنما وجود الدافع والرغبة باقتنائها أو استخدامها". هذا التبرير الظاهر للعيان. لكن السبب الحقيقي كما أعتقد، هو أن عباس يريد احتكار موضوع العنف له وحده كونه رئيس ما يسمى لجنة مكافحة العنف. ويعتبر الإقتراح "تعدياً" على مهامه.

أنا لا أوافق عباس الرأي في أن قطعة السلاح ليست المشكلة، بل هي كل المشكلة بحد ذاتها، وإن برزت حالات قتل قليلة هنا وهناك بدون استخدام السلاح. والمفروض بعباس كونه رئيس لجنة مكافحة العنف أن بتابع المعلومات الخاصة بهذا الشأن. فقد جاء في تقرير مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست، أن ثمانين بالمائة من المتهمين بجرائم السلاح هم من المجتمع العربي (9219 ملفا بين السنوات 2015-2019)، حيث سجل ارتفاعا دائما في عدد الملفات بالمجتمع العربي طوال هذه السنوات، من 1645 ملفا عام 2015 إلى 2205 ملفات عام 2019.
ولم نكن نعرف أن منصور عباس يملك قلباً حنوناً ليس على نتنياهو فقط إنما أيضاً على حملة السلاح. فهو يقول:" وجميعنا نعلم أيضاً أنّ عائلة الشاب الذي تقوم الشرطة باعتقاله في حال تم ضبط قطعة سلاح بحوزته هي من تتولى مسؤوليته، فإذا قمنا بإضافة مثل هذه الغرامة الباهظة على هذه العائلة فبدون شك أننا زدنا الطين بلّة". فما الذي يريده منصور عباس؟ هل يريد مثلاً أن يتم غض الطرف عن حملة السلاح مع وجود الآلاف من قطع السلاح في المجتمع العربي؟ أم يريد عباس التهاون معهم في العقاب؟

عباس يعلم والكل يعلم، أن كل شاب يمتلك قطعة سلاح يعرف الأهل بوجودها. فلماذا السكوت على ذلك؟ أم أن السلاح أصبح بنظر عباس وغيره "شرف" العائلة ممنوع مسه؟ يقول عباس أيضاَ:" إذا كنّا فعلاً نريد تقديم العلاج فعلينا علاج الأسباب الحقيقيّة للظاهرة، مثل: الفقر أو انعدام الأمل عند الشباب". ما هذا الكلام يا"سعادة النائب"؟ الغنى والفقر من الله سبحانه وتعالى. فإذا كان على كل فقير اقتناء قطعة سلاح فإن إنتاج مصانع السلاح لا يكفي. والشاب الذي يشعر بأنه فاقد للأمل فالسلاح ليس بديلاً.

الفقر ليس المشكلة الأساسية إنما التربية بحالاتها الثلاث: أولها وأهمها التربية البيتية، وثانيها التربية المدرسية وثالثها التربية الإجتماعية. فإذا كان الفتى في البيت يكبر على أسس غير سليمة، ويشاهد في المدرسة استخدام المعلمين الضرب بالعصى والأيدي، ويعيش يومياً حالات تبادل الرشق بالألفاظ النابية والبذيئة، ويسمع في محيط سكنه عن اشتباكات عائلية، فكيف سيكون تصرف هذا الفتى مستقبلاً.
وإذا افترضنا أن أيمن عودة تصرف خطأً، فلماذا لم يدع عباس إلى اجتماع طاريء لمركبات المشتركة ويتم مناقشة الموضوع على هدوء؟ علماً بوجود اتفاق سابق بين أعضاء المشتركة على كل ما يتعلق بالسلاح في المجتمع العربي، كما أكد لي نائب عربي. فما الذي يدعو منصور عباس إلى التغريد خارج سرب المشتركة قصداً؟ سؤال بحاجة إلى جواب.

في الحقيقة أن عباس بعيش الآن مشكلتين في آن واحد بسبب مواقفه غير المسؤولة: المشكلة الأولى مع مركبات المشتركة، والثانية مع حركته (الإسلامية الجنوبية) ولا يعرف كيفية الخروج من هاتين المشكلتين، فتراه يصيح هنا ويزعق هناك، اعتقاداً منه بأن ذلك سيزيد من شعبيته في الشارع وسيهرب من المشاكل، لكن الحقيقة هي عكس ذلك، وأعتقد بأن على عباس البحث عن مشتركة جديدة في الإنتخابات المقبلة، لأنه من الصعب على مركبات المشتركة الحالية قبوله بينهم في الإنتخابات القادمة.
,وفي ظل هذه المناكفات بين عضوي المشتركة أيمن عودة ومنصور عباس، طلع علينا د.أحمد طيبي ببيان أمس الجمعة استخدم فيه بصورة غير مباشرة أسلوب "التوبيخ الأدبي" لعودة وعباس من خلال التحذير من عواقب المناكفات وما ستتركه من سلبيات في الانتخابات القادمة. فقد قال الطيبي بصراحة: " الخلافات والجدل العلني تعمّق الشرخ وتوسّع الهوّة بين شعبنا وقيادته وتضعف ثقة الناس بجدوى العمل السياسي". وأفهم الطيبي المختلفين أن العمل البرلماني يتمركز في خدمة المواطنين فقط وأعطى مثالاً على ذلك بقوله:" "هذا الأسبوع نجح نواب العربية للتغيير في تمرير قانون اجتماعي من الدرجة الاولى وباسم كل القائمة المشتركة، لتعويض العمال ماليًا عن أيام الحجر الصحي عبر عمل برلماني جاد ومهني، وقبل شهرين نجحنا بتمرير ميزانية ٧ مليون شاقل لصالح مؤسسات طلابية في الجامعات". بوركت أحمد طيبي، والمطلوب خدمة الناخبين وليس توسيع المناكفات وتبادل الإتهامات.والإستجداء بنتنياهو أو غيره.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة