الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 20:01

تحيّة للرّئيس/ بقلم: الكاتب والأديب محمّد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 19/11/20 17:31,  حُتلن: 22:31

ما فرحت بنجاح جو بايدن بل فرحت بفشل المتعجرف ترامب ومثلي ملايين النّاس من مشرق الشّمس الى مغربها فقد تخلّص العالم من زعيم أمريكيّ متغطرس متعجرف عنصريّ كذّاب معاد للدّيمقراطيّة وللنّساء وللسّود وللضعفاء وللقانون ولحقوق الانسان ولكلّ ما هو جميل.
كان ترامب كابوسًا ثقيلًا على صدر الأكثريّة من الشّعب الأمريكيّ فما أن أعلنت السي.أن.أن. عن فوز بايدن وفشل الرّجل غير السّويّ حتّى خرجت الملايين من الأمريكيّين من بيوتهم وملأوا الشّوارع والسّاحات يهتفون ويرقصون ويغنّون في مشهد لم تعرفه المدن الأمريكيّة منذ نهاية الحرب العالميّة الثّانية.
بذّ ترامب قادة المستوطنين في التّطرّف وعداء الشّعب الفلسطينيّ وعيّن سفيرًا أمريكيًّا وقحًا اسمه فريدمان، سفيرًا للمستوطنين في البيت الأبيض وليس سفيرًا لأمريكا في اسرائيل، ونجح ترامب وسفيره بتحويل الدّولة العظمى إلى دولة تابعة لإسرائيل بعدما كانت اسرائيل منذ مولدها تابعة لأمريكا وتعيش على خيراتها وترعى في حقولها حتّى أنّ صحافيًّا اسرائيليًّا كبيرًا كتب قبل عامين تقريبا في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، " لولا أمريكا لعاش شعب اسرائيل على الخبّيزة"!!
تصرّف ترامب مع معظم زعماء العالم كأنّه "قبضاي الحارة" أو "فتوّة الحيّ" أو "كاوبوي النّاحية" أو "مجنون البلدة" فساءت علاقات الولايات المتحدّة الأمريكيّة مع الصّين ومع الاتّحاد الاوروبيّ ومع الأمم المتّحدّة ومنظّماتها العديدة ومع الكثيرين.
ونفّذ ترامب كلّ ما أراده صنوه نتنياهو فعادى ايران وعادى منظمّة التّحرير الفلسطينيّة وعادى الشّعب الفلسطينيّ وأنكر وجوده، وأيّد ودعم الاستيطان في الضّفة الغربيّة وتنكّر لحلّ الدّولتين و...و..
وهرول ملوك ورؤساء وأمراء يتكلمون اللغة العربيّة الى حظيرة ترامب يحملون خيرات شعوبهم، أموالًا ونفطًا وغازًا، وجواهر وطيبًا وقاتًا، وسيوفًا ورماحًا، عباءات وكوفيًات، عيونًا ورؤوسًا وظهورًا وأكتافًا، وقدّموها له مجّانًا بعد أن وعدهم أن يحميهم من "الواوا".
واشتروا منه الطّائرات الحربيّة والأسلحة الحديثة بالملياردات ووعدوه أن تتحوّل إلى خردة!!
قال الشّاعر الأمويّ جرير (ت722م) مخاطبًا خصمه الفرزدق:
هذا ابن عمّي في دمشق خليفةً
لو شئتُ ساقكُمُ إليّ قطينًا
والقطين تعني العبيد أو الخدم أو الأتباع.
وأكاد أتخيّل السيّد نتنياهو واقفًا أمام بيته في شارع بلفور وينظر الى هؤلاء الملوك والرّؤساء والأمراء الّذين يحملون أسماء عربيّة ويقول: هذا صنوي في واشنطن رئيسًا.... الخ
نجح ترامب مع رؤساء وملوك عديدين فانحنوا أمامه بل ركعوا بذلّ ولكنّه فشل مع رئيس عربيّ لا يملك جيشًا ولا سلاح طيران ولا غوّاصات ولا حقول غاز ولا آبار نفط ولكنّه يملك ارادة وكرامة مدعومًا بشعب عريق وطنيّ وهذا الرّئيس هو أبو مازن محمود عبّاس. الّذي قال لترامب بملُ فمّه وبصوت جهوريّ: لا. وألف لا..
أقفل ترامب السّفارة الفلسطينيّة في واشنطن وقطع المساعدات الماليّة ونقل سفارته الى القدس وقطع المساعدات عن الأونروا وأعلن عن صفقة القرن ودعم الاستيطان..
وبقي محمود عبّاس ثابتًا على موقفه صامدًا أمام طغيان رئيس أقوى دولة في العالم..
قال له: لا وألف لا..
وقال عنه: يخرب بيته ما أغباه.
وانقلع ترامب والعقبى لقطينه.
وبقي أبو مازن والشّعب الفلسطينيّ صامدين.
ألف تحيّة للرّئيس الفلسطينيّ الّذي وقف بأباء أمام المتعجرف الأحمق.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة