الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 08:02

معذرة قداسة البابا... ما هكذا تورد الإبل/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 24/10/20 12:06,  حُتلن: 14:38

التصريحات الأخيرة لبابا الفاتيكان حول مثليي الجنس وحقهم في الزواج، أثارت ارتباكاً عالمياً ولا سيما في الأوساط الدينية، لأنها تتنافى والقيم الروحية للأديان. موقع بي بي سي البريطاني باللغة العربية ، ذكر في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، أن البابا فرنسيس تطرق في فيلم وثائقي عن حياته، عرض للمرة الأولى الأربعاء الماضي في مهرجان روما للأفلام، إلى مسألة العلاقة بين المثليين وقال البابا في الفيلم، " المثليّون لهم حق تكوين أسرة. لا ينبغي طرد أحد أو تحويله إلى بائس بسبب ذلك". ما هذا قداسة البابا؟ هل نسيت الوثيقة الرسمية التي صدرت عن الفاتيكان صيف العام الماضي؟
أنا أذكرك بها:
في العاشر من شهر يونيو/حزيران العام الماضي أصدر مكتب الفاتيكان الذي يضع المنهاج الرسمي للمؤسسات التعليمية الكاثوليكية وثيقة تحت عنوان (خلقهم ذكرا وانثى) نشرها موقع أويرو نيوزEURO NEWS في اليوم التالي جاء فيها: "أن الجهود المبذولة لتجاوز الاختلاف الجنسي التأسيسي بين الذكور والإناث، مثل أفكار المثليين أو المتحولين جنسياً ، تؤدي إلى زعزعة استقرار الأسرة كمؤسسة، وهي محاولة لإبادة مفهوم الطبيعة" .

نقطة مهمة أخرى نذكر بها قداسته: "التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية" كما هو موجود في الموقع الرسمي للفاتيكان، يحدد وظيفة الجنس بكونه "اتحاداً حميماً وعفيفاً بين الزوجين، هدفه خيرهما، ونقل الحياة والحفاظ على مستقبل الأسرة" .
المواقف التي صدرت عن بابا الفاتيكان والمتعلقة بالمثليين تستدعي بحق السؤال عن سبب تغريد البابا خارج إطار تعاليم المسيحية، وعما إذا كانت هناك ضغوط خارجية قد مورست عليه لاتخاذ مثل هذا الموقف المغاير لمواقف الأديان السماوية، وأنا لا أسمح لنفسي أن أستخدم كلمات غير لائقة بحق الحبر الأعظم بسبب مواقفه، لكي لا أتعرض لهجمة من دبابير النفاق السياسي والديني، رغم أن تصريحاته فيما يتعلق بالشاذين جنسياً هي نفسها تصريحات شاذة وتمس بكل المجتمعات.,وأنا أعتمد في رأيي هذا على موقف البابا السابق بنيدكت السادس عشر الذي كان من أشد المعارضين لزواج المثليين، وكرر مرارا "أن المثلية خطيئة كبيرة، وتعرّض استقرار المجتمع للخطر". وموقف البابا السابق، كما جاء في موقع إذاعة (سوا) العالمية في الثلاثين من شهر يوليو/نموز عام 2013 هو الموقف الذي تتبناه الكنيسة الكاثوليكية رسميا، والتي تصنف المثلية الجنسية في خانة "خطايا تحرم صاحبها من ملكوت الله".
والسؤال الذي يطرح نفسه:، عما إذا كان البابا قد نسي ما ورد في الكتاب المقدس. فماذا يقول الكتاب المقدس مرجع كافة المسيحيين؟ الكتاب المقدس يدين ويحذر وينهي عن العلاقة بين اثنين من نفس الجنس. ففي العهد القديم جاء في سفر اللاويين:"لا تضاجع ذكرًا مضاجعة امرأة" (18: 22). "إذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعلا رجسا كلاهما إنهما يقتلان ودمهما عليهما" (20: 13). أما في العهد الجديد فقد جاء في رسالة كورنثوس الأولى: "لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور. يرثون ملكوت الله" ( 6: 9-10).
ما ورد في العهدين القديم والجديد حول موضوع الشذوذ الجنسي، من المفترض أن يكون مزروعاً في رأس من يجلس على رأس الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، كون ذلك من مضمون الإنجيل الذي يؤمن به قداسة ابابا. فإذاً هل من سبب لدى البابا لتجاوز ما ورد في الإنجيل بشكل هاص والتعاليم المسيحية بشكل عام؟ سؤال بحاجة إلى جواب
البابا فرنسيس، وحسب تقارير عالمية، قام بإصلاحات لم يقم بها أي بابا سابق، حيث بدأ بتفسه أولاً، إذ تخلى عن الكثير من المزايا المكلفة، والتي رأى أن لا حاجة لها، مما وفر على الكنيسة مبالغ مالية طائلة. وقيل وقتها: كل الإحترام للبابا فرانسيس على تواضعه. وأيضاً كل الإحترام له على موقفه التضامني مع الشعوب الفقيرة والشعوب التي تعاني من الإستبداد والظلم والإحتلال والإستغلال. لكن ليسمح لنا قداسة البابا بالقول ان موقفه من المثليين مرفوض بتاتاً ولا يمكن أن يتقبله إنسان عاقل. فالمعذرة منك أيها الحبر الأعظم فليس هكذا تورد الإبل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com       

مقالات متعلقة