يحل موسم قطف الزيتون في مدينة سخنين هذا العام في ظروف استثنائية وقاهرة ، ظروف فرضها فيروس الكورونا المستجد الذي غير الموازين وقلب المفاهيم ، وحول العالم الخارجي الى فضاء قاتل بعد ان كان مدى زاخر بوعود الحياة .

موسم قطف الزيتون ، هذا العرس الكنعاني المتوارث ، كان على مدى مئات السنوات فرصة سانحة للعائلات العربية التي تفرقها مشاغل الحياة على مدار العام ، بان تجتمع حول هذه الشجرة المباركة التي تفوح منها رائحة الأجداد ورائحة الصمود والتحدي، فرصة لان يجتمعوا على مائدة الطعام ، على بساطتها ، تحت ظل احدى أشجار الزيتون ، فرصة للتواصل عن قرب وليس من خلف شاشات الأجهزة الذكية او من على المنصات المختلفة .

ما زال موسم قطف الزيتون في بدايته ، ولا زال العديدون ينتظرون المطر الأول لباشروا في عملية القطف، الا انه من الواضح ان موسم قطف الزيتون هذا العام سوف يكون مختلفاً عن سابق عهده، وهذا بعد ان فقدت مدينة سخنين 6 من أبنائها بسبب فيروس الكورونا بالإضافة التعليمات والارشادات الوقائية. داود حنا ، صاحب معصرة زيتون في مدينة سخنين ، قال :" اهنئ الجميع بحلول موسم قطف الزيتون ، وأتمنى للجميع موسماً وفيراً ، لا شك بان موسم قطف الزيتون يحل علينا هذا العام في ظروف استثنائية ، كنا خلالها شاهدين على فقدان 6 من أبناء هذا البلد الطيب بسبب فيروس الكورونا ، عدد من هؤلاء الذين رحلوا كانوا من رواد المعصرة وزبائنها ، ولهم نتمنى الرحمة والمغفرة ".

وأضاف داود :" على ما يبدو فان موسم الزيتون هذا العام ضعيف وهذا سينعكس بشكل مباشر على أسعار زيت الزيتون ، وبحسب التقديرات الأولية فان سعر صفيحة الزيت سيصل الى 600 شاقل ". وتابع :" عملية عصر الزيتون سوف تتم في المعاصر بحسب التعليمات الوقائية من فيروس الكورونا ، تلقينا هذه التعليمات ونعمل بموجبها ، حيث نحرص على ارتداء الزوار للكمامة داخل المعصرة بالإضافة الى إجراءات أخرى من شانها المحافظة على التباعد بين الزائرين ، لا شك باننا سنبذل قصارى جهدنا للمحافظة على الارشادات لان صحة المواطنين في سلم اولوياتنا ".