فتحية حسن غنايم (74 عام) من سخنين نقلت الى مستشفى رمبام في حيفا بعد ان تدهوت صحتها نتيجة اصابتها بالكورونا، وكانت تحت جهاز التنفس الإصطناعي، وبعد يومين نقل ابنها هيثم (52 عام) الى المستشفى وهو بحالة خطيرة بسبب اصابته بالكورونا، وتم وضعه بجانب سرير والدته ايضا تحت جهاز التنفس، ولم يعلما الأم والإبن انهما في نفس القسم.

الام فتحية 

الأم فارقت الحياة قبل نحو اسبوعين، والإبن استيقظ من غيبوبته بعد يومين، وعلم بوفاة والدته التي كانت بجانبه.
ايضا الأب والزوج خالد لم يعلم بان ابنه هيثم حالته خطيرة، وكان يعتقد بأنه يمكث بالعزل الصحي في البيت، وقد ارسل لإبنه رسالة بان والداته قد توفيت، لكن الإبن كان ما زال مربوط بجهاز التنفس ولم يستطع الرد، لا سيما ان العائلة لم تُبلغ الأب كي لا يتأثر اكثر بسبب الظروف التي مر بها.

الإبن هيثم قال:" والدتي شعرت بالام في جسمها، وعندما ذهبت مع وادي لإجراء فحوصات، نتيجتهما كانت ايجابية، وتم دخولهما للعزل الصحي، وبعد ايام طرأ تدهور في صحة الوالدة، ونقلت الى مستشفى رمبام في حيفا، وهناك كانت تحت جهاز التنفس الإصطناعي".

واضاف الإبن :"في اليوم الذي علمت به عن اصابة والداي بالكورونا، توحهت اليهم وتحدثت معهم من مسافة 10 امتار، وقالت لي والدتي "لا تزوروننا في هذه الفترة وحافظوا على صحتكم"، وبعد يومين وصلت نتيجتي وتبين بأنني مصاب كورونا؛ وايضا ساء وضعي الصحي ونقلوني الى رمبام وتم وضعي بحانب والدتي وانا بحالة خطيرة ومع جهاز التنفس، ولم اعلم بأنني كنت بجانبها بسبب غيبوبتي، وبعد يومين من وفاة والدتي علمت بوفاتها وانها كانت الى جانبي".
وواصل الإبن حديثه::حقيقة لقد تأثرت كثيرا من هذا الوضع، ولم اتوقع ان ترحل والدتي دون ان اودعها ولا اضمها الى حضني. والدتي انسانة رائعة، فهي ربتنا على القيم والأخلاق، وكانت تحب عمل الخير وترفض اعمال العنف والطرق غير السليمة، فهي ستبقى محفورة في قلوبنا، ولن ننسى مشوارها معنا".

ثم قال:" والدتي وانا كنا بجانب بعضنا البعض في القسم العلاجي ولم نعلم بذلك، وعندما تلقيت خبر وفاتها بكيت بشدة والم، وتذكرت المحادثة الأخيرة التي قالت لي فيها "حافظوا على انفسكم"، ومن ثم رحلت عنا".

الممرضة رنا ابو الهيجاء من طمرة وتعمل في مستسفى رمبام، رافقت الأم والإبن ووصفت الأجواء الصعبة التي شاهدتها وقالت:"لقد حضرت الوالدة اولا الى المستشفى بحالة صعبة للغاية، ومن ثم وصل الإبن وكان في فسم خارجي، وبعد تدهور وضعه الصحي نقل الى جانب والدته وهو تحت جهاز التنفس، حيث اننا بذلنا كل ما بوسعنا لتقديم العلاج اللازم، وفي النهاية اقر الطاقم الطبي وفاة الوالدة، بينما الإبن علم عن وفاتها بعد يومين، حتى ان الأب ارسل له برسالة واخبره بوفاة والدته، بينما الإبن لم يستطع الرد نتيجة وضعه الصحي، وعندما تحسن تم تسريحه من المستسفى وكانت ملامحه تعبر عن مدى تأثره حزنه لوفاة والدته".

الابن هيثم 

فتحية وزوجها خالد

الممرضة رنا