الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 20:01

يا أيها الفلسطينيون! احذروا مصيدة الانتخابات/ بقلم: حسين فاعور الساعدي

حسين فاعور الساعدي
نُشر: 10/10/20 07:24,  حُتلن: 14:26

انتخابات تحت الاحتلال؟ كيف ذلك؟ ومن يقبل ذلك؟ وأي قيادة ستفرز؟ ألم يسأل الفلسطينيون أنفسهم هذه الأسئلة البديهية التي لا تحتاج إلى كثير من الذكاء لطرحها؟ أم أن الفلسطينيين سلموا بأخلاقية الاحتلال ومثاليته التي تضمن لهم عدم تدخله المباشر والفعال في هذه الانتخابات دعماً لزلمه ورجالاته من أصحاب الياقات والقمصان الزرقاء الإسرائيلية؟ أم أن الفلسطينيين يعتقدون أن أكثر من خمسين عاماً من الاحتلال والسيطرة التامة على كل شيء غير كافية لتغلغل الاحتلال في كل مفاصل وشرايين وخلايا المجتمع الفلسطيني؟

لم يحدث على مر التاريخ، كما أظن، أن شعباً يقبع تحت نير الاحتلال حظي بقيادة وطنية من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال ساحات وأزقة النضال المباشر لكنس هذا الاحتلال. من أقنع الفلسطينيين بالدخول في هذه اللعبة القذرة؟ أليس كل انتخابات في ظل أي احتلال مهما كان نوعه هي لعبة قذرة ستكون نتائجها تنصيب زلم هذا الاحتلال قادة ومسؤولين شرعيين وبتوكيل من شعبهم؟

الإسرائيليون كانوا هم الرابحين كل الربح من اتفاقيات أوسلوا. لكنهم تراجعوا عن هذه الاتفاقيات ولم ينفذوا شيئاً منها بعد أن لمسوا طراوة الجانب الفلسطيني وسرعة تنازله عن الحقوق. فقتلوا رابين وزحلقوا شارون عندما أحسوا بنيتهما الالتزام بهذه الاتفاقيات التي أعطتهم ما لم يحلموا به يوماً. في المقابل حافظ الفلسطينيون على قيادة أوسلوا التي قادتهم من فشل إلى فشل ومن كارثة إلى كارثة. واليوم ها هو الشعب الفلسطيني يُخدع من جديد ويسير نحو تجديد البيعة من خلال صناديق الاقتراع لوجوه جديدة من هذه القيادة التي لا يمكن وصفها إلا بالفشل. وجوه غارقة وصاحبة تاريخ في العمالة مع الاحتلال بدأت تعرض نفسها على الفضائيات متعهدة بالاحتكام إلى صناديق الانتخابات. الاحتلال لن يفرط بسهولة بزلمه وخدامه ولديه كل الوسائل والإمكانات لفرضهم على الشعب الفلسطيني بطرق ناعمة وملتوية لن يشعر بها أحد. من أزاح رابين وشارون وكل من سولت له نفسه التحدث مع الفلسطينيين وخدع الشعب الإسرائيلي وجعله يخسر فرصة العمر بسلام حقيقي مع الفلسطينيين ليس بعاجز عن خداع الشعب الفلسطيني وجعله يختار من سيقوده للتفريط بآخر ما تبقى له من حقوق.

الفلسطينيون يعرفون قادتهم الحقيقيين الذين أفرزتهم ساحات العمل والأزقة والمخيمات ولا حاجة لمن يدلهم على هؤلاء القادة.
ما أظنه وأعتقده، ويظنه ويعتقده الكثيرون غيري، أن الذهاب إلى صناديق الانتخابات تحت حراب الاحتلال هو إقرار بشرعية وأخلاقية وديمقراطية هذا الاحتلال. وهو أكثر من ذلك تطبيع ليس مع دولة إسرائيل فقط بل مع الاحتلال نفسه أيضاً. وهو قبول بتجديد البيعة للقيادة المهترئة التي تلفظ أنفاسها والتي أوصلت الشعب الفلسطيني وقضيته إلى هذا الحضيض. من الأفضل للفلسطينيين بدل الذهاب إلى الانتخابات تحت الاحتلال المطالبة بالمواطنة الإسرائيلية والحصول على الهويات الزرقاء لأن حل الدولتين لم يعد ممكناً بعد كل ما خلقه الاحتلال من أمر واقع تحت سمع وبصر سلطة رام الله التي ستواصل مسيرتها التدميرية بمبايعة جديدة من صناديق الانتخابات.
الضم مستمر على قدم وساق وصفقة القرن مستمرة بوتيرة متسارعة ومن يقول غير ذلك فهو يخادع نفسه ويخدع الآخرين. وما ذهاب الفلسطينيين إلى صناديق الانتخابات إلا قبول بالتوقيع على ذلك. فهل هم ذاهبون؟؟

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة