الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 04:02

ربو الجلد - الاكزيما - مرض جلدي يسيء لجودة حياة المريض/ بقلم: الدكتور زياد خمايسي

الدكتور زياد خمايسي
نُشر: 29/09/20 13:08,  حُتلن: 18:34

الدكتور زياد خمايسي، طبيب أمراض جلدية كبير في مستشفى رمبام:

التهاب الجلد التأتبي، أو بما يسمى ربو الجلد "اكزيما" هو مرض جلدي يمكنه أن يظهر بدرجات شدة مختلفة.

يعاني المصابون بمرض شديد من حكة شديدة وطفح جلدي وتتضرر جودة حياتهم بشكل كبير.

ما الذي يسبب المرض؟ كيف يتم تشخيصه؟ وما هي العلاجات المتوفرة اليوم؟

التهاب الجلد التأتبي هو مرض مزمن يتميز بطفح جلدي مصحوب بحكة شديدة. نسبة الإصابة بالمرض مرتفعة خاصة بين الرضع والأولاد الصغار، وحسب التقديرات يعاني حوالي 20%-10% من صغار السن من هذه الظاهرة. في معظم الحالات، يظهر المرض في مرحلة الطفولة (حتى سن الخامسة) ويختفي بعد عدة سنوات. ولكن هناك حالات قد يظهر فيها التهاب الجلد التأتبي لدى البالغين أيضًا وبدرجات شدة متفاوتة. سبب تأجج المرض غير معروف في غالبية الحالات، ولكن يُقدّر أن التهاب الجلد التأتبي ناجم عن دمج الميل الوراثي، مع خلل في جهاز المناعة وفشل الجلد بوظيفته في الحفاظ على الرطوبة.


الدكتور زياد خمايسي

يتم تشخيص المرض من قبل طبيب الأمراض الجلدية. لذلك، وفي بداية العملية، سيتحدث الطبيب مع المريض وسيفحص ما إذا كان هناك تاريخ طبي في الأسرة، لأن هناك احتمال بأن يكون أحد والدي المريض على الأقل قد أصيب بالتهاب الجلد التأتبي أو بأعراض ميل تأتبي آخر في العين أو الأنف أو مسالك التنفس.

في بعض الأحيان، يمكن إجراء اختبارات مخبرية يمكنها استبعاد التشخيصات الأخرى أو إثبات تشخيص قائم لالتهاب الجلد التأتبي: بواسطة فحص تعداد الدم (مستوى مرتفع للخلايا اليوزينية). بالإضافة إلى ذلك، يمكن فحص مستوى الأجسام المضادة - IgE (أجسام مضادة تشكل جزءًا من جهاز المناعة). سيكون لدى حوالي 80% من المصابين بالتهاب الجلد التأتبي مستويات IgE مرتفعة في الدم. ومع ذلك، فإن مستوى الأجسام المضادة السليم لا يستبعد بالضرورة وجود المرض.
التهاب الجلد التأتبي ليس معديًا. على الرغم من أن التهاب الجلد التأتبي ليس مرضًا خطيرًا، إلا أنه يسيء بشدة لجودة حياة أولئك الذين يعانون منه ويجد العديد من المرضى صعوبة في مواصلة روتين حياتهم. على سبيل المثال، من الممكن أن يؤدي التعرض للجفاف الشديد إلى تفاقم الطفح الجلدي، إلى احمرار بشرة الوجه، انتشار الجروح على الجسم، حكة شديدة تجعل النوم ليلاً صعبًا، وحتى أن البعض يجدون أنفسهم في الصباح محاطين بشراشف مبللة بالدم بعد حكة غير مسيطر عليها أثناء الليل. للمرض مظاهر خارجية وبالتالي كثيرًا ما يواجه المرضى ردود فعل مهينة ونظرات مندهشة من الأشخاص حولهم، مما يؤدي أيضًا إلى زعزعة ثقتهم بأنفسهم.
في غياب العلاج المناسب، قد يتفاقم المرض وقد تظهر تعقيدات مع عدوى شديدة بسبب ميل مرضى التهاب الجلد التأتبي إلى العدوى الجلدية. يمتلك العالم الطبي مجموعة كبيرة من الأدوات لمواجهة التهاب الجلد التأتبي بدرجات شدة المرض المختلفة. في بعض الأحيان، يمكن التخفيف من أعراض المرض بوسائل بسيطة وبالتالي إحداث تحسّن حقيقي في جودة حياة المريض. لذلك فإن التشخيص والعلاج المبكر في غاية الأهمية. من المعروف حاليًا أن استخدام كريم الترطيب بعد الاستحمام واستخدام الملابس المناسبة (يوصى باستخدام الملابس المصنوعة من القطن) يساعد ويخفف إلى حد ما على مرضى التهاب الجلد التأتبي.
في معظم الحالات، سيوصي الطبيب في بداية الإجراء باستخدام الأدوية المضادة للحكة بالدمج مع علاج مضاد للالتهابات من أجل تخفيف المعاناة التي يسببها المرض ولمنع تلوث الجروح. يشير بعض المرضى إلى أن الاستحمام بحوض استحمام يحتوي على مواد معقمة يخفف من أعراض المرض ويساعدهم في الحفاظ على روتين حياة سليم إلى جانب المرض. في الحالات الأصعب، من الضروري استخدام مستحضرات موضعية تعتمد على الستيرويدات، لكن من المساوئ الجدية لاستخدامها أنه لا يمكن استعمال هذه الأدوية لفترة طويلة بسبب الأعراض الجانبية الشديدة التي تسببها. هناك مجموعات علاج إضافية مثل: مستحضر موضعي يثبط ليكوترايين ومستحضر موضعي يثبط PDE4.


بالنسبة للمرضى الذين يعانون من التهاب الجلد التأتبي بدرجة متوسطة حتى شديدة، من المتبع العلاج بالأدوية بالدمج مع علاج يُعرف باسم "العلاج بالضوء - phototherapy" - وهو علاج يستخدم الأشعة فوق البنفسجية (UV) بتردد معين. يظهر بعض المرضى تحسنًا فعليًأ في أعراض المرض بعد سلسلة من العلاجات. بالإضافة إلى ذلك، هناك علاجات جهازية مخصصة لعلاج التهاب الجلد التأتبي الشديد بشكل خاص مثل: سيكلوسبورين Cyclosporine، سيلسيبت Cellcept وإموران Imuran.
في الآونة الأخيرة تمت المصادقة على علاج بيولوجي مبتكر يسمى "دوبيكسينت Dupixent" وتم إدراجه في السلة الصحية في إسرائيل، وقد أثبتت نجاعته في علاج التهاب الجلد التأتبي بدرجة متوسطة وشديدة الذي لا يتم التحكم فيه بواسطة المراهم الدوائية. يعتمد الدواء على جسم مضاد بشري أحادي النسيلة الذي يعيق بشكل محدد إرسال الإشارات الزائد من بروتينين رئيسيين يلعبان دورًا رئيسيًا في عملية الالتهاب المستمرة في التهاب الجلد التأتبي. في التجارب السريرية، أظهر الدواء انخفاضًا كبيرًا في أعراض المرض بما في ذلك الحكة والاحمرار وترقق الجلد والتورم وما شابه. 

مقالات متعلقة