الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 06:02

بين القدرة الإنسانية والآلهية../ بقلم: مرعي حيادري

مرعي حيادري
نُشر: 29/09/20 12:31,  حُتلن: 22:51

الحياة مسرح واسع نعتاش من تجاربه، نحاكيه وبحروفه الصماء نتكلم، وبفن التعامل مع الناس وقيد الحوار العام والنقاش الجاد الهادف والبناء نتوصل، لهو مداد القلم الماسي، وإثبات وجود الآدمية بصنعها ،وإنتاج كل ماهو مفيد والصواب منه صدق يمجد..

شام:
فتاة عربية الشموخ عزة والقمم مواقف الحياة لها تشهد ،عاركت الحياة بكل مشاربها أجتماعية وسياسية والخصوصية والعامة ،فكانت النتيجة النهائية،أنها أضحت مع التجارب تعلم الغير من عبرها الإيجابية والسلبية،وكيفية التعامل بأسلوب الحياة ، والنقاش الحاد بين الإنسان المعطاء والإنسان الكامل والمقل من العطاء ، فكان لنا العنوان ألاحوج..

تسرد شام: تهجير ونزوح حرب على مدار سبع سنوات لبلادها سوريا العربية،ومن عروق وجذور العرب خيانة وطعنا بخراب بلد شقيق،كان نصرة كل العرب قضية وبلد وموقع ، والأنكى من ذلك الألم الذي عانق حدود السماء دعوات توقف سفك الدم ,لطفل وشيخ وحواء منه ترملت وتندب..!

دخلت عليها فتاة شقيقة عربية العرق والجذر أثناء سرد قصتها،والمعاناة التي ألمت بها سنوات سبع من ألاحزان والشهداء تودع الأرض والبلد والوطن، إنها توأمها في المشاهد من الويلات والعناء في البحث عن الحل الأمثل ،إنها فلسطين الداخل والخارج والهجرة الأوروبية وأبعد!!، فتوقفت شام عن السرد المرير وأعطت لنفسها القليل من الراحة لسماع شقيقتها فلسطين :_

فلسطين أنا والقدس عاصمتي
ومنذ العام الف وتسعمائة وثمانية وأربعون(1948)،وحتى يومنا هذا،والعام الفان وثمانية عشر والفان وعشرون (2020/2018) ،والقهر والقتل والتمييز حاصل بمحاصرة وأستعمار أرض الآباء والأجداد ،سرقوا لنا الأرض والدار، وكل ماهو مميز من حضارة وحجار، وجيروها لثقافة مجددة وكأنها لهم ،وغيروا أسماء القرى والمدن وحتى أسماء الأولياء والتاريخ وكل قائد،وحولوها لأسماء لا تمت لهم بصلة ، ناهيك عن الصراعات السياسية وألاقتصادية وألاجتماعية والثقافية ،التي خضناها دفاعاً عن الهوية والوطن ، وأن أنسى لا أنسى المعارك المستمرة على مدار تلك السنوات مثل ألانتفاضات المستمرة بين كل بضع سنوات ، وهبة الأقصى وأكتوبر ، وكل القتال الميداني الذي راح ضحيته آلاف الشهداء خلال تلك السنوات، وما زال ألاستعمار قائم والمستوطنات تقام على الأراضي الفلسطينية والأخوة الصابرين اللاجئين ينتظرون حق العودة دون حاصل ..!!

عدن:
فتاة يمنية كادت تنفجر من البكاء على السرد، أذ عادت بها الذاكرة مدار 3 سنوات والتدمير الحاصل لبلدها من قبل السعودية والخليج،تعالوا وشاهدوا ما حصل لنا من دمار للقرى والمدن بقنابل وصواريخ وطائرات من الشقيقة السعودية وأخواتها العربيات.. !!

اليمن هدمت وشعبها عار،والمرض يفتك بها والجوع القاتل، أطفالها يموتون من المرض، شيوخها تركع وتبكي ،ونسائها تعتصر ألما على تلك المشاهد من الدمار الشامل،حيث أن النساء لم تعد قادرة على الإنجاب، والسبب هو العرق والجذر العربي واحد يفتك بنا.!!.

بغداد الثقافة فتاة العراق قالت:_
أتيتكم لأحدثكم عن سنوات الحرب والويلات التي ألمت بعراقنا الحبيب الذي هو بلدي وبلدكم يا أخواتي، ما حدث لبلدكم ولشعوبكم والأهل هي نفس المسرحية التراجيدية للأسف، عدونا واحد ووحيد أمريكا والحلفاء من العرب وما أقسى عذاب الأخ لأخيه،متمنية لي ولكم جميعاً أن تصحى الشعوب من السبات،وخيانة القيادات العربية لشعوبها وتشبثها مع أمريكا والغرب..!

وقبل أن تنتهي تلك الحوارات المؤلمة أجتمعوا الأربعة فتيات كل من (شام وفلسطين وعدن وبغداد)بدعوات عام جديد يضيء قلوب الحكام القمعيين، ليتبدل بشموع تضيء عقول وفكر الشعوب حبا للوطن،ورفعة بشأن الإنسانية من كهل وطفل وأمراة..

تلك هي القدرة الإنسانية العنيفة لقتل الإنسان لأخوه الإنسان..!! أقسى من مرض الكورونا الذي أرسل لأولئك المتجبرين المتكبرين عبرة وحكمة ،كم هم صغاراً أمام قوة الله وجبروته..
وتبقى القدرة الإلهية هي الاعظم..
(يمهل ولا يهمل ).!!

تمنيات وأمنيات بفرج مستحق لأمة العرب..وعلى دروب الحياة مجدداً نعمر البلاد ،ونلتقي أن شاءالله..

انتهى

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: 
alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة