الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 12:01

بعد الغياب

بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 28/09/20 07:53,  حُتلن: 08:38

ذات يومٍ.. كنتُ قلباً نابضاً
وكانت خفقةَ النهارِ بين الخافِقَيْنْ
وحينما اكتشفتُ بهجةَ الحياةِ
كانت الضياءَ في العينينْ
وكانت كلما كتبتُ اسمَها
تخُطُّ اسمي مرَتيْنْ..
وفجأةً توارى وجهُها
في زحمةِ المطارْ..
وقام بيننا جدارْ
وغاب نورُها
فصرتُ لا أرى
سوى الظلامِ
في عزّ النهارْ..
صرتُ غيمةً وحيدةً

تهيمُ في الفضاءْ
وصرتُ نجمةً شريدةً
هَوَت من السماءْ..
حزنتُ عاماً بعد عامْ
وكلّما سمعتُ اسمها
ذرفتُ دمعتينِ في الخفاءْ
وذات يومٍ
سمِعتُ أنّها:
غداً تعود..
حَمَلتُ فرحتي إلى المطارْ..
ذُهِلتُ عندما شاهدتُها
وعندما سمعتُ صوتَها..
وجدتُها غريبةً..
شعرت أن من ودَّعتْ
لم تكن هي التي استقبلتْ..

حين استعدتُ شيئاً من تَوازُني
سألتها: ماذا جرى؟
قالت بنبرةٍ حزينةٍ:
زهورُ الصيفِ
لا تعيشُ في الشتاءْ..
قُلتْ:
كذلكَ الأسماكُ
لا تعيشُ دونَ ماءْ..
بخفةٍ علا المنديلُ وجهَها
وأجهشَتْ بالبكاءْ
وحينما عانقتُها
كأننا دموعُنا توحّدت
في رقصةٍ رعناءْ..
وعندما وصلنا الدارَ
قالتْ:

أريدُ قهوةً بالهالِ بعد كأسِ ماءْ
وبعد رشفةٍ أو اثنتينْ
قالت أنَّها اشْتَهت
سماعَ نغمةٍ شَجيَّةٍ
تفيض من أوتار عودْ
وعندما قدَّمتُ باقةَ الوُرودْ
قرأتُ في سطورِ وجهِها
بأن روحَها التي براها
البعدُ والحنينْ
باتَتْ على مهلٍ تَعودْ..
رأيتُ في شرودِ عيْنِها
أن كلَّ لحظةٍ من عمرها..
وقد طواها حائِطُ الغِيابْ..
تريدُ أن تعودْ..
وَعَدْتُها بأن أكونَ ظِلَّها

في كلِّ لحظةٍ تعودْ..
أردتها أن تقول لي
ذات يومٍ..
أنَّ ذاك الوَعْدَ
كانَ أصدقَ الوُعودْ.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com


مقالات متعلقة