الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 05:02

اربع ملاحظات لا بد منها: بقلم: خميس أبو العافية

خميس أبو العافية
نُشر: 27/09/20 11:24,  حُتلن: 11:25

الأولى؛ اما زالت مسببات حرب داحس والغبراء متأصلة في نفوسنا، الى يومنا هذا؟ تلك الحرب التي حدثت ايام الجاهلية وسُميت باسم فرسين استغرقت ٤٠ عامًا وتُعد من أطول الحروب في الحقبة الجاهلية وتعكس مدى عُمق الجهل الذي استشرى حينها في قبيلة الغطفاني. جاء الإسلام الحنيف ومرت القرون وما زلنا أمة العرب نقتل بعضنا البعض لأتفه الأسباب.. فالعنف المستشري في مجتمعنا العربي سببه الجهل وغرائز طُفيلية وأخرى كانت في الجاهلية وحاربها الإسلام، إلا أنها عادت لتُحول حياتنا الى مأساة، إلى جحيم.. ألم يحن الوقت لنتقي الله بأخينا الإنسان.. فملعونٌ من قتل الإنسان وملعونٌ من هدم بُنيان الله.

الثانية: بروفيسور ياباني يقول إن وباء الكورونا ليس طبيعيًا انما وليد هندسةٍ, فهو يؤكد على ان وباء الكورونا له صلة وطيدة بدرجات الحرارة لذلك لو كان طبيعيًا لكان من المفروض ان يستشري في دول لديها طقس مشابه للطقس في الصين.. فيتساءل هذا البروفيسور الياباني الخبير في مجال الطب وعلم وظائف الأعضاء، كيف يستشري الوباء في دولةٍ كسويسرا مثلما يستشري في دول صحراوية؟ يعني في اختصار مفيد، البروفيسور الياباني يُلمح الى ان الوباء وليد مخطط تقف ورائه جهات-دول.. هل وباء الكورونا هو الشرارة الأولى في الحرب العالمية الثالثة التي حذر منها الكثيرون بسبب الحرب الكلامية والتجارية الضروس، ما بين الصين والولايات المتحدة الامريكية؟ العلم عند الله العظيم.

الثالثة: الإغلاق الذي اعلن عنه نتانياهو وفريقه قبل اسبوع وشهد تشديدًا شرسًا في الأيام الأخيرة، يدعو الى الحيرة والدهشة!!! كيف سُمح للناس الذهاب الى شواطىء البحار ولكن تم منعهم من دخول البحر للسباحة؟ كيف سُمح بدايةً للمتدينين اليهود اقامة صلاوات الجماعة ومُنعت المطاعم من فتح أبوابها؟ كيف تم حظر التجمهر لأكثر من عشرين شخص وتُمنع المظاهرات ضد نتانياهو؟ أليست العدوى تنتقل من انسان واحد فقط؟ كيف وكيف وهلمجرا؟ الثغرات الموجودة في قرارات الحكومة بشأن الكورونا تسببت بانهيار الثقة لدى الجمهور تجاه الحكومة ورئيسها، بل يُوجد من يدعي بإصرار ان القرارات الأخيرة ذات صلة بمحاكمة بنيامين نتانياهو التي باتت تلوح بالأفق القريب. الله يستر من القادم.

الرابعة: اذا ما قارنا الإعلام الاسرائيلي بالإعلام الغربي لرأينا أنه ما زال متخلفًا، حيث غاب الإعلام الإستقصائي في البلاد، وإلا لماذا لم نر تحقيقات صحفية ذات عمق تتعلق بالمعطيات الرقمية للمصابين بوباء الكورونا والتي تختلف من موقع إخباري لآخر، ناهيك عن تصريحات متضاربة لمسئولين عن جدوى الإغلاق!! عام ١٩٧٠ تفجرت قضية أطلق عليها اسم "وثائق البنتاغون"، والتي فضحت بداية تورط الولايات المتحدة في حرب ڤيتنام. فمن اكتشف ذلك هو موظف في وزارة الدفاع الأمريكية، يُدعى دانيئال آلسبرغ، الذي سارع الى تسريب الوثائق الى نيويورك تايمز بغية النشر وبهدف منع الحرب، ادارة الرئيس نيكسون حينها حاولت جاهدةً منع النشر إلا ان محكمة العدل العليا في الولايات المتحدة الأمريكية سمحت بمواصلة النشر.. هذا النموذج من الإعلام الاستقصائي غير موجود هنا في البلاد. الإعلام الاسرائيلي بشكل شبه عام لم يرتق الى هذا المستوى من الاستقصاء, والسبب يعود الى تحوله الى بوق للسلطة ردد ويردد رواياتها اثناء جولات المواجهات ما بين اسرائيل والفلسطينيين...اليوم نحن نسيج المجتمع الاسرائيلي ندفع ثمنًا باهظًا في ازمة الكورونا لأن "بوق السلطة" لم يتوغل في خبايا وكواليس القرارات التي تؤخذ بشأن الكورونا..

هل الإعلام هنا قادر على الاستقصاء؟ نعم يقدر ولكن اصبح نمطيًا يردد كالببغاء ما تقوله ابواق الحكومة باستثناء قلة قليلة من الإعلام. ازمة الكورونا تتحول الى أشرس حرب ولكن ورغم ذلك ازمة الثقة لدى الشعب تجاه صُناع القرار هي الأسوأ ما قد يُنذر بان كابوس الكورونا سيلازمنا الى أمدٍ طويل ..

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مرعي مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com    

مقالات متعلقة